الثلاثاء 25 تشرين ثاني , 2025 04:25

تنسيق الاغتيالات: كيف تحوّل وقف إطلاق النار إلى مظلة عملياتية أميركية–إسرائيلية ضد المقاومة

الجنرال الإسرائيلي إيال زامير والأدميرال الأمريكي تشارلز كوبر

تؤكد عمليتا الاغتيال اللتان حصلتا الأسبوع الماضي، في لبنان وفي قطاع غزة، على حقيقة التنسيق الأمريكي الإسرائيلي العسكري المباشر، في مواجهة قوى المقاومتين اللبنانية والفلسطينية. فعمليتا الاغتيال اللتان وقعتا خلال 24 ساعة في دير البلح وحارة حريك، واللتان استهدفتا رئيس قسم الإمداد والتسليح في كتائب الشهيد عز الدين القسام، أبو عبد الله الحديدي، والقائد الجهادي الكبير في المقاومة الإسلامية السيد هيثم الطباطبائي، نُفذتا بالتأكيد بعلم وتنسيق وإشراف ضباط أمريكيين متمركزين في كريات غات وصفد.

وهذا ما يدل على التالي:

_تطور التعاون العسكري الى مستوى عملياتي بين القيادة المركزية الأمريكية سنتكوم والجيش الإسرائيلي، بهدف كما هو يتبين من خلال تصريحات المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، منع تعافي قوى المقاومة وعرقلة خطوط الدعم اللوجستي لها، وشلّ تنقل القوى البشرية، وتعقيد عملية صنع القرار.

_أصبحت اتفاقيات وقف إطلاق النار عملياً - التي تلعب فيها السنتكوم بشكل رسمي دور قيادي يراقب سير تطبيق الاتفاقيات، عبر المركز العسكري المدني المشترك في كفر غات بالنسبة لغزة، وعبر آلية الميكانيزم في جنوبي لبنان - ساحةً يواصل فيها العدو عمليات "جز العشب" ضد المقاومة بحرية، وبتغطية أمريكية (التي لم تقم حتى الآن بدورها في إدانة الاعتداءات الإسرائيلية اليومية التي راح ضحيتها في غزة ولبنان حتى الآن حوالي 700 شهيد).

_يُظهر اغتيال شخصيتين مهمتين في عملية إعادة بناء كتائب القسام وحزب الله أن كيان المؤقت يولي أولوية كبيرة لمنع جهود "إعادة الإعمار" الجارية في المنطقة. لذا فإن زيادة وتيرة إعادة الإعمار في جميع المجالات – العسكرية والمدنية - ستكون استجابة طبيعية ومطلوبة لتعطيل وإفشال عمليات الاغتيال.

كاد المريب أن يقول خذوني

ورغم محاولات القوات والإدارة الأمريكية نفي علاقاتها بعمليات الاغتيال في بادئ الأمر، خاصةً في لبنان، فإن كل المؤشرات الميدانية والتصريحات، تؤكّد وجود تنسيق عالي المستوى بين واشنطن وتل أبيب قبل تنفيذ هذه العمليات. فإسرائيل بحسب العديد من المصادر الإعلامية تحظى بـ"غطاء أميركي واضح" للمضي في تصعيد عملياتها العسكرية في لبنان، ربما لتصعيد الضغوط على المقاومة والدولة اللبنانية، من أجل الدفع نحو حصول مفاوضات مباشرة مع إسرائيل وخاصة مع ممثل عن الثنائي الوطني، والوصول الى اتفاقات جديدة.

فوفقاً للمؤشرات الميدانية التي تدل على تنسيق عملياتي أمريكي إسرائيلي، فقد سجلت جهات مهتمة ومتخصصة برصد الحركة الجوية في الأجواء اللبنانية ومنطقة المشرق العربي، تحليق مستمر ومتصاعد لطائرات الاستطلاع الأمريكية من طراز MQ-9 أو MQ-4، والتي لا تشير طبيعة مهامها ولا المدى الزمني لها، الى مهام مرتبطة بمراقبة تطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بل مهام ذات طابع أمنى استخباراتي بحت.

وفي سياق متصل بعملية اغتيال الشهيد القائد أبو عللي الطباطبائي، أكد المسؤول السابق في الخارجية الأميركية توماس واريك أن الإدارة الأمريكية أُبلغت بالضربة، لكنها لم تُبلّغ بهوية المستهدَف. مشيراً إلى أن الشهيد الطباطبائي مصنف لديهم كـ "إرهابي"، ومعربا عن قناعته بأن إسرائيل لن تسمح بتهديد مستوطنيها في الشمال في ظل "جهود الحزب لإعادة بناء قدراته العسكرية".

وكشفت مصادر إعلامية نقلاً عن مسؤول مضطلع في وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) أن كيان الاحتلال الإسرائيلي أبلغ الإدارة الأمريكية مسبقا بشأن تنفيذ الضربة. لكن هذا المسؤول امتنع عن تأكيد ما إذا كانت واشنطن تلقت تفاصيل حول هوية الهدف أو منحت "ضوءا أخضر" مباشرا للعملية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور