يكفي أن يصرّح ديمتري بيسكوف حول أي موضوع، كي تعلّم ما هو الموقف الحقيقي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فإذا ما قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية بيسكوف منذ أيام، بأن الدبابات التي سيرسلها الغرب الى أوكرانيا تحترق وستحترق، فعندها يجب أن ندرك بأن هذا هو موقف الرئيس بوتين أيضاً.
فبيسكوف هو واحدٌ من أصدقاء بوتين المقربين، وتعود العلاقة ما بينهما إلى أيام ما كان الأخير يعمل في لينينغراد (سان بطرسبورغ حالياً).
فما هي أهم المحطات في مسيرة وحياة بيسكوف؟
_ من مواليد الـ 17 من تشرين الأول / أكتوبر للعام 1967، في العاصمة موسكو، لوالد عمل في السلك الدبلوماسي للاتحاد السوفياتي ولاحقاً الروسي، بحيث مثلهما في الدول العربية: مصر وليبيا والإمارات.
لذلك تنقل ديمتري بين العديد من المدارس، بالتناوب ما بين الداخل والخارج. وفي العام 1983 تخرج من مدرسة موسكو الخاصة رقم 1243 بدراسة متعمقة للغة الإنكليزية. وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية، التحق بمعهد الدول الآسيوية والأفريقية (ISAA) في جامعة موسكو الحكومية، التي تخرج منها في العام 1989 تخصص "مؤرخ - مستشرق، مرجعي - مترجم".
_أثناء دراسته الجامعية، تم تجنيده في الجيش حيث تم إلغاء تأجيل طلاب الجامعات في تلك السنوات، لكنه أصيب خلالها بالتهاب رئوي، وبعد ذلك تم إطلاق سراحه من الخدمة. ومن السنة الجامعية الثالثة، عمل مترجماً في شركات تركية أيضاً.
_ في عام تخرجه، انضم إلى وزارة خارجية الاتحاد السوفياتي، فعمل حتى العام 1994: مساعد، ملحق، ثم سكرتير ثالث لسفارة السوفياتي ولاحقاً الروسي في تركيا.
ومن العام 1994 إلى العام 1996، عمل في المكتب المركزي لوزارة الخارجية الروسية. وبعدها من العام 1996 إلى العام 2000 عاد الى تركيا، فعمل سكرتيراً ثانياً ثم أولاً للسفير.
_ في تشرين الثاني / نوفمبر 1999، أطلّ بيسكوف لأول مرة على التلفزيون، عندما عمل مترجماً فورياً من التركية للرئيس الروسي حينها بوريس يلتسين أثناء زيارته لتركيا، للمشاركة في قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي عُقدت في إسطنبول. وقد أثار إعجاب يلتسين في البث التلفزيوني طوال الأيام الثلاث.
مكتب بوتين الصحفي
_في العام 2000، بعد تعيين فلاديمير بوتين كرئيس بالوكالة وانتخابه لاحقاً كرئيس، تم تعيينه رئيساً لقسم العلاقات الإعلامية في الخدمة الصحفية للإدارة الرئاسية. ثم كان النائب الأول لرئيس دائرة الصحافة، وعمل أيضاً كمترجم بوتين، أثناء اجتماعات الأخير مع القادة الأتراك.
_في 9 نيسان / أبريل 2004، تم تعيينه نائبا أول للسكرتير الصحفي لرئيس الاتحاد الروسي أليكسي غروموف (السكرتير الصحفي لرئيس الاتحاد الروسي وقتذاك). في منصبه الجديد تم تكليفه بإعداد مشاريع إعلامية كبيرة، وتنظيم المؤتمرات الصحفية الكبيرة وإطلالات الرئيس التلفزيونية المباشرة، وكذلك التفاعل مع الصحفيين الأجانب. بالإضافة إلى ذلك، حصل بيسكوف من ذلك الوقت على صلاحية التعبير عن موقف الرئيس بشأن قضية معينة.
_ في شباط / فبراير 2008، تم انتخابه رئيساً لمجلس إدارة شركة مير للبث التلفزيوني والإذاعي.
_ في 25 نيسان / أبريل 2008، بعد تولي فلاديمير بوتين رسمياً منصب رئيس الوزراء، تم تعيين بيسكوف السكرتير الصحفي لرئيس وزراء الاتحاد الروسي.
_ في أبيار / مايو 2012، عندما عاد بوتين الى تولي منصب رئيس روسيا للمرة الثالثة، تم تعيين بيسكوف، نائباً لرئيس الإدارة الرئاسية للاتحاد الروسي، والسكرتير الصحفي لرئيس الاتحاد. ومنذ ذلك الوقت، بدأ بالإشراف على قسم العلاقات العامة الجديد في الكرملين. ونسق الهيكل الجديد في الإدارة الرئاسية، كما نسق العمل الإعلامي لسلطات الدولة والوزارات والإدارات في كل من البلاد والخارج.
_ يحمل رتبة مستشار الدولة بالإنابة في الاتحاد الروسي من الدرجة الأولى (رتبة خدمة مدنية).
_يتحدث ثلاث لغات: العربية والإنجليزية والتركية.
العقوبات الدولية
_ بعد بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليه في الـ28 من شباط / فبراير 2022 ، بسبب أنه "دافع علناً عن سياسة روسيا العدوانية ضد أوكرانيا، بما في ذلك الضم غير القانوني لشبه جزيرة القرم وسيفاستوبول من قبل الاتحاد الروسي". كما أُدرج في قوائم عقوبات سويسرا وأستراليا وأوكرانيا ونيوزيلندا.
ولم يكتف الاتحاد الأوروبي الذي يدّعي احترامه وحرصه على حقوق الإنسان بفرض العقوبات على بيسكوف فقط، ففي الـ 3 من حزيران / يونيو 2022، أدرج زوجته تاتيانا نافكا على لائحة العقوبات أيضاً، مع نجله نيكولاي وابنته إليزابيث.
الكاتب: غرفة التحرير