أدانت هيئة المحلفين في الولايات المتحدة التي تضم 12 شخصا من أعراق مختلفة، الشرطي ديريك تشوفين قاتل جورج فلويد، بعد ثلاثة أسابيع من المحاكمة، القرار الذي اعتبر من بين أكثر القرارات أهمية في التاريخ الأميركي الحديث.
فريق الدفاع ركّز على أن "هناك عوامل أخرى ساهمت في وفاة فلويد، مثل ضيق شرايينه، وتعاطي المخدرات، والتسمم المحتمل بأول أكسيد الكربون من أنبوب خلفي قريب للسيارة"، إلاّ أن ممثل الادعاء رأى ان "ما فعله تشوفين من الضغط بركبته على رقبة فلويد كان عمداً وأدى لوفاته"،وذلك بعد عرض الفيديو المصوّر حيث يُظهر فلويد يكرر مقولة: "لا أستطيع التنفس".
قرار الإدانة وجّه 3 تُهم لتشوفين هي:
- تهمة القتل غير العمد من الدرجة الثانية على اعتبار أن التسبب بالموت لم يكن مقصوداً أو في نية المتهم أثناء ارتكاب أو محاولة ارتكاب جريمة جنائية، وتصل العقوبة القصوى إلى السجن 40 عاما.
- تهمة القتل الخطأ من الدرجة الثانية، على اعتبار أن التسبب في وفاة شخص آخر كان عن طريق الإهمال الكبير، والذي يؤدي لخلق خطر غير معقول، وتصل العقوبة القصوى إلى السجن 10 سنوات.
- تهمة القتل العمد من الدرجة الثالثة، أي التسبب في وفاة شخص من خلال ارتكاب عمل متهور وخطير دون اعتبار للحياة البشرية، ولكن دون نية التسبب في الموت، وتصل العقوبة القصوى إلى السجن 25 عاما.
ومن المحتمل أن يُحكم على تشوفين البالغ 45 عاماً، بالسجن لعقود.
وفي اتصالٍ هاتفي أجراه مع عائلة فلويد عقب صدور الحكم، أعرب الرئيس الاميركي جو بايدن عن "ارتياحه" حيال قرار الإدانة، والذي رافقته إجراءات أمنية مشددة.
لم يكن جورج فلويد الضحية الأولى للعنصرية الأميركية، ولم ولن يكن الأخير، فقد عرفت الولايات المتحدة تاريخاً من جرائم العنصرية، وعمليات القتل المثيرة للجدل على مدى عقود.
مينيابوليس المدينة التي شهدت أكثر من حادثة قتل من هذا النوع على خلفيات عنصرية ضد العرق الأسود، كانت آخرها حادثة مقتل الشاب دانتي رايت البالغ من العمر 20 عاماً، لطالما كانت تكافح ضد التمييز الاجتماعي والاقتصادي، وعدم المساواة في ظاهرة أطلق عليها اسم "مفارقة مينيسوتا"، بعدما اتسمت بشكل مستمر بوجود أغلبية ساحقة من السكان البيض مع وجود ربع عددهم من أعراق مختلفة، والذين يعيشون بأحياء معزولة للغاية في الأطراف الشمالية.
وكان فلويد قد قضى بعد ان جثا الشرطي شوفين على رقبته في 25 أيار الماضي، بعد ملاحقته على خلفية اتهامه بشراء السجائر بدولارات مزوّرة.
الكاتب: غرفة التحرير