تتماثل استراتيجية جورج بوش الابن التي انتهجها بعد أحداث 11 أيلول مع استراتيجية بايدن في وقتنا الحالي، استراتيجية تقوم على إدانة العداء ضد المسلمين والعرب في خطاب مليء بالنفاق، في مقابل تغذية العنف بجميع الوسائل تجاههم. في هذا الإطار، نشرت مجلة the nation مقالاً ترجمه موقع "الخنادق" يتحدّث فيه عن انتهاج بايدن نفس اللعبة التي كان يستخدمها بوش، لكن يبدو أنه لن يفوز بها، بعدما شاهد المسلمون الأميركيون آلة القتل الإسرائيلية بدعم من إدارته.
النص المترجم للمقال
تماماً مثل سلفه (بوش)، يشجب الرئيس الكراهية المعادية للعرب والمسلمين بينما يساعد في تأجيجها. لكن الناس يرفضون السماح له بالإفلات من هذا النفاق. هذا التشبيه ليس مصادفة، ولكنه نتيجة لسياسات واستراتيجيات المسؤولين عن البلاد، من جورج دبليو بوش سابقاً إلى جو بايدن الآن. ورد كلا الرجلين على انتشار الكراهية بنفس النفاق.
أدان بوش الإسلاموفوبيا والكراهية المعادية للعرب بينما غذّى العنف الجماعي ضد المسلمين والعرب في الداخل والخارج. وبالمثل، حاول جو بايدن أن يقدم نفسه كحليف للأمريكيين المسلمين والعرب، مع خلق الظروف المثالية لازدهار الكراهية ضد هذا المجتمع. (قتلت إسرائيل أكثر من 29000 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، في قصفها المستمر لغزة، بدعم مالي ودبلوماسي كامل من إدارة بايدن). لكن بينما دفع بوش ثمناً سياسياً ضئيلاً نسبياً لإذكاء العنصرية وكراهية الإسلام، يجد بايدن نفسه الآن يواجه مستويات من المقاومة غير مسبوقة من قِبل الجمهور الواعي.
بعد 7 أكتوبر، كثّف بايدن، مثل بوش، في البداية إدانته للهجمات على المسلمين والعرب على الأراضي الأمريكية. عندما تعرّض الأمريكي الفلسطيني "وديع الفيوم" البالغ من العمر 6 سنوات للطعن 26 مرة في أكتوبر، سارع البيت الأبيض إلى إصدار بيان يدين القتل. كما أعلن عن استراتيجية لمكافحة الإسلاموفوبيا.
منذ ذلك الحين، أصبح بايدن أكثر صمتاً، حتى مع استمرار الكراهية المحلية وجرائم الحرب الخارجية. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، تم إطلاق النار على ثلاثة طلاب جامعيين فلسطينيين أمريكيين وهم يرتدون أوشحة الكوفية الفلسطينية التقليدية ويتحدثون العربية. لم يتجاوز بايدن تقديم التعازي الغامضة لعائلاتهم.
يشهد الأمريكيون المسلمون والعرب وضوحاً تم اكتسابه بشكل متأخّر، لقد حصل بوش على 78 بالمائة من أصوات المسلمين في عام 2000، وعمل منذ فترة طويلة على تجريدهم من إنسانيتهم. لكن تفتح هذه اللحظة بالذات فرصة للتأثير على الجاليات المسلمة، للوقوف بشكل موحد ضد الجهود المبذولة لتدمير حياة وثقافة وتاريخ الأمم العربية والإسلامية. في هذا السياق، يشجّع القادة في ديربورن الناخبين على اختيار "غير ملزم" في الانتخابات التمهيدية المقبلة في ميشيغان احتجاجاً على دعم بايدن الثابت لإسرائيل.
مع استمرار انتشار الصور المروعة على الإنترنت للهجوم الإسرائيلي على غزة، الذي وافق عليه بايدن، حيث شاهد المسلمون كيف قام طبيب ببتر ساق ابنة أخته على طاولة مطبخ دون تخدير، عيون فتيات صغيرات مسودة بالدماء بعد أن مرت دبابة إسرائيلية فوق خيمتها، تم قتل والدها وشقيقتها، وهي طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات محاصرة في سيارة مع أفراد أسرتها القتلى قبل أن تُقتل أيضًا بنيران إسرائيلية... أنتج خيبة أمل وحزن موجّه نحو بايدن ترسّخ في مقاومة جماعية.
المصدر: مجلة the nation
الكاتب: صالحة بيرق