انطلقت صباح اليوم الانتخابات الرئاسية السورية، بمشهد لافت يدل على مدى رغبة المواطنين السوريين برؤية بلدهم يتعافى، بعد سنوات الحرب المفروضة عليهم من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في المنطقة. حيث تشهد المراكز الانتخابية في مختلف المناطق، كثافة شعبية هائلة من الراغبين بالمشاركة، والتي قدرتهم وزارة الداخلية بحوالي 18 مليون ناخب يحق لهم الاقتراع.
وستجرى العملية في أكثر من 12 ألف مركز اقتراع، وتستمر حتى الساعة 7 مساء، وإذا استمرت الحشود بالتوافد، تستطيع اللجنة القضائية العليا للانتخابات تمديد الفترة لمدة خمس ساعات إضافية.
الشرق السوري وادلب سيشاركان
لكن الملفت أكثر في هذه الانتخابات، هو وجود إقبال كبير من الناخبين الذين يقيمون في الشرق السوري (وجود قوات قسد المدعومة أمريكيا) وفي إدلب (حيث تتواجد هيئة تحرير الشام -جبهة النصرة سابقاً- والجماعات الإرهابية الأخرى التابعة لتركيا). ففي الرقة يتواصل الناخبون مع اللجان الانتخابية، من أجل المشاركة في الاقتراع، فيما تتولى بعض عشائر الشرق السوري تأمين وسائل النقل اللازمة. أما في إدلب فتم تجهيز مركزين للاقتراع، في جزء من محافظة إدلب والذي يخضع لسيطرة الدولة.
فبالأمس قامت "ميليشيا قسد" بإغلاق المعابر في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور، تزامن ذلك مع إصدارها قراراً بمنع الانتخابات الرئاسية في مناطق سيطرتها.
مخاوف في درعا، ومخاوف من هجوم كيميائي
أما في الجنوب، فتحاول العديد من الجهات الارهابية بتوجيه استخباراتي خارجي، عرقلة العملية تحديداً في محافظة درعا وأريافها. لهذا فقد تنشط بكثرة عمليات إثارة الفوضى التي تتعلق مباشرة بالعملية، أو من خلال عمليات غير مباشرة مثل جرائم القتل والاغتيالات.
كما أن الجيش الروسي حذر منذ أيام، من إمكانية شن بعض الجماعات الإرهابية في ادلب، لهجوم كيميائي بعد رصدت قواته تحضيرات هذه الجماعات لذلك.
سبب الإقبال الشعبي الكبير
_ الخروج من أجواء الحرب العسكرية تدريجياً، فالانتخابات هي أساس انتظام العمل السياسي للدولة، وأكبر دليل على احترام الدولة للمواعيد الدستورية.
_ التأكيد على سيادة واستقلالية الشعب والدولة على القرار السوري، في ظل كل التشكيكات الدولية على شرعية الانتخابات. فأي دولة تستمد شرعيتها وسيادتها من شعبها، وليس من الدول الأخرى وعلى رأسهم أمريكا والدول التابعة لها.
_ للضغط من أجل تنفيذ خطط إعادة الإعمار، واسترداد الحياة الطبيعية والإنتاجية الزراعية والصناعية للبلد.
ما هي أسبب الرفض الغربي
هناك العديد من الدول الإقليمية والغربية، التي تعمل على تعطيل إجراء العملية، مثل الولايات المتحدة الامريكية وتركيا التين أعلنتا عدم شرعية الانتخابات، وألمانيا التي منعت إجراء الانتخابات على أراضيها تمامًا.
ويعود الرفض للأسباب التالية:
_ الصمود السوري شعباً ودولة طيلة 10 سنوات من الحرب، ومواجهته لكل المشاريع التقسيمية، وعدم التخلي عن دعم حركات المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق.
_عجز أعداء سوريا في إنشاء جسم معارض، ينافس الرئيس الأسد بقوة ويمتلك شعبية جماهيرية.
_ إحداث فراغ سياسي في ظل مرحلة استثنائية تعيشها البلاد.
_ تعطيل العملية السياسية للحل في سوريا، والتي لن تصب في مصلحتهم.
الكاتب: غرفة التحرير