إنطلقت اليوم المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية السورية، حيث ستجرى في السفارات والبعثات الدبلوماسية السورية في الدول العربية والأجنبية، التي تحافظ أو أعادت العلاقة الدبلوماسية مع دمشق، ويتوقع أن تشهد إقبالاً كثيفاً، من جانب السوريين المشاركين في الاقتراع، خصوصاً في لبنان الذي يستقبل أكبر أعداد النازحين، وربما بشكل مضاعف عما حصل في الانتخابات السابقة عام 2014.
أهمية المشاركة في الخارج
تكمن أهمية مراقبة نسبة المشاركة والتصويت خصوصاً في لبنان، بانها ستكشف عن حجم التأييد الشعبي الخارجي للرئيس بشار الأسد، نظراً لأن المرشحين الأخريين لا يمتلكان شعبية كبيرة تؤهلهما للفوز، لذا فالانتخابات ستكون بمثابة استفتاء شعبي على الرئيس الأسد.
أما الدول الحليفة لسوريا، فهي تهتم بأن تحقق الانتخابات مشاركة خارجية واسعة، كي تضغط على تركيا ولبنان والاردن بتسهيل عودة النازحين من جهة، ولتأمين دعم دولي وعربي لإعادة الإعمار من جهة أخرى.
أما الدول الكبرى وخصوصاً الولايات المتحدة الامريكية، فهي تنتظر نسبة مشاركة ضئيلة، لأنه لا مصلحة لديها بتحقيق نسبة مشاركة مرتفعة، تعطي الأسد شرعية شعبية، تمنع واشنطن لاحقاً من عرقلة إعادة النازحين، أو عرقلة مسار التفاوض السياسي بين الأطراف السورية الداخلية، لذا قد تلجأ إلى خطوات تساعد في عرقلة العملية الانتخابية في الدول التي تملك نفوذا فيه.
جعجع يتولى مسؤولية التنفيذ في لبنان
قبل انطلاق العملية بساعات، غرد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على تويتر، مهاجماً العملية الانتخابية التي ستجري وواصفاً إياها بالمهزلة المأساة، ومعرفاً النازح بأنه من ترك بلاده لأسباب قاهرة (الحرب والحصار المفروضين أمريكيا)، داعياً الدولة اللبنانية الى الحصول على لوائح أسماء من ينتخب الرئيس بشار الأسد (لا مشكلة لديه بمخالفة أول شروط الديمقراطية وهي سرية التصويت)، ليتم ترحيلهم إلى سوريا (أمريكا المعرقل الوحيد لعودتهم).
ولأن مطالبته لن تلقى تجاوباً من الدولة، قامت عناصر من ميليشياته بالاعتداء على السوريين المتوجهين من الشمال الى السفارة السورية عند نقاط عدة لعرقلة وصول الناخبين الى السفارة والاقتراع، أو لخفض نسبة المشاركة، ليتماهى هدف القوات مع المصلحة الامريكية!!
أهمية إعادة الاستقرار لسوريا في دعم فلسطين
لعودة استقرار الحياة السياسية في سوريا، أهمية كبرى لها وللمنطقة، وبالأخص للقضية الفلسطينية، فدمشق كانت وما زالت أولى الدول العربية التي تدعم فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان، عبر انشاء معسكرات التدريب والمكاتب التمثيلية، والدعم بالسلاح. لذا وبالتزامن مع ما يجري في فلسطين المحتلة، من تحولات استراتيجية، سيكون لسوريا الدور الرئيسي في تنفيذ أي خطة مستقبلية لمحور المقاومة، فأي خطط عسكرية ستتطلب عملياتها، قاعدة انطلاق مستقرة وضرورية لتحقيق النجاح، وهذا ما تخاف منه أمريكا وكيان الاحتلال الإسرائيلي كثيراً!
الجدير ذكره أن الانتخابات اليوم تجري في كل من: مصر، الامارات، الجزائر، لبنان، البحرين، الكويت، سلطنة عمان، العراق، النمسا، فرنسا، إسبانيا، هنغاريا، صربيا، بيلاروسيا، تشيكيا، أرمينيا، السويد، بلجيكا، ماليزيا، اليابان، الصين، اندونيسيا، الهند، باكستان، إيران، وروسيا.
الكاتب: غرفة التحرير