أثارت المناورة البحرية المشتركة، التي ستجرى خلال العام المقبل 2022، بين القوات البحرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا والصين، حفيظة كيان الاحتلال ومن خلفه الولايات المتحدة الامريكية، وأمريكا بحسب ما نشر موقع ماكو العبري.
فمنذ مدة، أعلن قائد البحرية الإيرانية الأدميرال "شهرام إيراني"، أن إيران ستجري قريباً تدريبات بحرية مشتركة مع روسيا والصين. هذه التدريبات التي لم يتضح نطاقها بعد، تم توجيه الدعوة للمشاركة فيها الى العديد من الدول، بهدف ضمان الاستقرار الإقليمي ومكافحة ظاهرة القرصنة.
وهذه ليست المرة الأولى، التي تجري فيها الدول الثلاث مناورات بحرية، فقد سبق لها في كانون الأول من العام 2019، أن أجرت تدريبات مشتركة في المحيط الهندي وخليج عمان، تخللها إجراء تمارين على إنقاذ السفن وإغاثتها، إضافة للتدرب على الاستجابة السريعة للحوادث الإرهابية والقرصنة، وإطلاق النار على أهداف مختلفة، وبالتالي فمن المرجح أن تكون المناورات القادمة بتنسيق مماثل.
والجدير ذكره، أن كلاً من روسيا والصين وإيران يعملون منذ مدة، على تعزيز التعاون المشترك فيما بينهم على كافة الأصعدة، ومنها العسكري بشكل أساسي، من خلال الاتفاقيات والمعاهدات الطويلة الأمد، مثل المعاهدة الاستراتيجية بين الصين وإيران لمدة 25 عاماً من جهة ، والمعاهدة الاستراتيجية بين إيران وروسيا من جهة أخرى أيضاً.
كما يحدث كل هذا، بعد أن أجرت روسيا والصين في أيلول الماضي، تدريبات عسكرية مشتركة تحت اسم "مهمة السلام 2021"، في إطار تعزيز التعاون بين القوى المنضوية في منظمة شانغهاي. وجرى خلال نفس الشهر أيضاً، تدريب كلاً من روسيا والصين لوحدات في جيوشهما على الانتشار السريع بعيد المدى، وهو ما تسبب في الكثير من القلق للأمريكيين وكذلك لدول أخرى مثل تايوان وأستراليا واليابان، بحيث يشير الى قدرات وربما مخططات لتنفيذ عمليات "إبرار" واسعة النطاق.
دواعي الخشية الإسرائيلية والأمريكية
تؤكد هذه الخشية الإسرائيلية والأمريكية من حصول هذه المناورات، على أنهم باتوا يخشون من هذه التغيرات الاستراتيجية في موازين القوى، لا سيما على الصعيد البحري.
وتعود هذه الخشية للدواعي التالية:
1)هكذا مناورات مشتركة تحصل بين أقوى البلدان على صعيد القوات البحرية في العالم:
فبحسب موقع "global Fire power"، تحتل الصين المرتبة الأولى بـ 777 قطعة بحرية عسكرية، فيما تتبعها روسيا في المرتبة الثانية بـ 603 قطعة، أما إيران فتحتل المرتبة السادسة بـ 398 قطعة. ما يعني أن توحد القوى البحرية لهذه الدول الثلاث حول أهداف مشتركة، سيؤثر بشكل كبير على نفوذ امريكا وحلفائها في المسطحات المائية.
2)استفادة هذه الأطراف من تجارب كل دولة، وتسييل هذه التجارب ضمن سياسات بحرية مشتركة.
3)سيشجع هذا التعاون دولاً عديدة في المنطقة، للانضمام الى التدريبات المشتركة، وبالتالي تنامي فكرة التخلي عن الدور الأمريكي في تأمين الأمن والاستقرار لدى دول المنطقة، واستبدالها بخيارات التعاون الإقليمي والدولي.
الكاتب: غرفة التحرير