7 سنوات مرت على اقلاع أول طائرة سعودية من الرياض وتنفيذها اول غارة على المدنيين في اليمن. يومها كان "جنون العظمة" عند ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد وصل إلى درجة اقتنع فيها ان انقاذ حكومة عبد ربه منصور هادي، وإعادة فرض سيطرته على البلاد كسابق عهده، مهمة يسيرة. غير ان الصفعة التي وجهها الشعب اليمني إليه بعد تطويق قوات صنعاء لمأرب من كل الجهات رغم الثقل العسكري الدولي فيها، سُمعت أصداؤها في أرجاء المنطقة، لكن بن سلمان اختار لبنان ليرمم على ساحته الساخنة سمعتَه المشوهة، والتي تناوب رؤساء الإدارات الأميركية المتعاقبة على توبيخه.
الموقف اليمني من الاعتداء السعودي
أشار مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى للشؤون الدبلوماسية وعضو الوفد الوطني اليمني المفاوض السفير عبد الإله حجر في حديث خاص "لـموقع الخنادق" ان "السعودية قد ارتكبت خطأ ومارست غباءً منقطع النظير، حيث ان كلمات الأستاذ جورج قرداحي لم يكن يعلم بها الا القليل وقد كانت قبل توليه منصبه، لكنهم بغبائهم أوصلوا هذا الحديث إلى الملايين الذين تعاطفوا معه ومع اليمن وانتشرت السمعة السيئة للملكة".
وأكد حجر على ان حكومة صنعاء تدين بشدة "هذا الابتزاز وردود الأفعال المبالغ فيها، انهم ينتقمون من الشعب اللبناني بأكمله، وما قاله قرداحي لا شيء أمام ما قاله دونالد ترامب بأن السعودية بقرة حلوب، كما اهان محمد بن سلمان وأبدى السخرية والاستهزاء منه ومن أمواله".
وعن صورة السعودية الدولية بعد تحرير مأرب قال حجر انها " قد تشوهت حتى قبل تحرير مأرب، لأنهم كانوا يستقوون علينا ويقولون انه فقط 10 أيام ويتم انهاء الوضع في اليمن. واستمر هذا الغرور حتى وصل بعض من قذائفنا إلى السعودية ولم يكونوا يعيروها أي انتباه، وانقلب الحال حتى أتى اليوم الذي بات فيه المقاتل اليمني يستطيع ببندقيته أن يوقف مدرعة وينزل طاقمها ليصبحوا أسرى، ويُسمع صوت وزير الخارجية السعودي ومندوب المملكة في مجلس الأمن يقول فيه انقذونا من هذه المسيّرات اليمنية التي تستهدف البنية التحتية السعودية". وفي السياق أكد عضو الوفد الوطني اليمني المفاوض ان "ليس هناك مفاوضات مباشرة مع السعودية وليس لها حق في التدخل في الشؤون اليمنية، موضوع مأرب حسم، ولن يستطيع بن سلمان ولا من وراءه ان يفرضوا شروطهم. اننا على استعداد للتفاوض في أي وقت، لكن حسب الطريقة التي نراها وهي التفاوض بعد وقف الحرب ورفع الحصار وإخراج المحتل الأجنبي ثم التعويض على المتضررين".
أما عن الإجراءات التي قد تتخذها حكومة صنعاء والشعب اليمني في ظل الحملة الشعواء التي تشنها الولايات المتحدة وأداتها في المنطقة "الرياض" يقول حجر "نعتبر ان قضية فلسطين هي قضية محورية، ونعتقد ان دول المقاومة تدخل في هذا الاطار، وان أي ضرر يمس هذه الدول هو يعتبر ضرر على اليمن ومن حقها الدفاع عن نفسها وعن تلك الدول، نحن قادرون ان نردع هذا العدو".
الكاتب: غرفة التحرير