أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالأمس، عن اعتقال قاتل الباحث الأمني والاستراتيجي "هشام الهاشمي". كما تم الكشف عن هوية القاتل "أحمد حمداوي عويد معارج الكناني"، الذي يعمل في جهاز الشرطة برتبة ملازم أول. وقد بثت الوسائل الإعلامية شريط اعترافاته، الذي تضمن تفاصيل تنفيذ جريمة القتل، واعترافاً منه بأنه منتم لمجموعة "ضالة خارجة عن القانون"، دون أن يقوم بتسميتها.
لكن إعلان هذا الخبر بهذا التوقيت، أثار العديد من علامات الاستفهام، حول الدافع الحقيقي من ورائه. خصوصاً لناحية استثماره ربما من قبل الرئيس الكاظمي، وذلك لعدة أسباب أبرزها:
1)الذكرى السنوية لهذه الجريمة كانت منذ أيام، فلماذا لم يتم إعلان ذلك حينها، أو حينما تم التصديق القضائي على اعترافات القاتل، في 11 تموز الجاري.
2)ازدياد النقمة الشعبية على الحكومة ورئيسها، واعتبارها حكومة تقصير وفساد وإطلاق وعود لا يوفى بها. وقد ظهرت بشكل واضح بعد أزمة حريق مستشفى الحسين في الناصرية، وقبلها مستشفى "إبن الخطيب" في بغداد، وخلال أزمة الكهرباء الحالية.
ما دفع بالكاظمي إلى التركيز على الإنجازات الأمنية، فقال عبر تغريدة له: "وعدنا بالقبض على قتلة هشام الهاشمي وأوفينا الوعد، وقبل ذلك وضعنا فرق الموت وقتلة أحمد عبد الصمد أمام العدالة، وقبضت قواتنا على المئات من المجرمين المتورطين بدم الأبرياء" مضيفاً: "من حق الجميع الانتقاد، لا نعمل للإعلانات الرخيصة ولا نزايد، بل نقوم بواجبنا ما استطعنا لخدمة شعبنا وإحقاق الحق.
3) اقتراب استحقاق الانتخابات النيابية، ورغبة الكاظمي في أن يعود لتسلم منصب رئاسة الوزراء مرة أخرى.
هشام الهاشمي
_ يعد من الخبراء المتخصصين في مجال الجماعات المسلحة وخاصة الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة وتنظيم داعش.
_كان متابعا دقيقا لما يشهده البلد أمنياً، من اضطرابات وفوضى منذ بدء الاحتلال عام 2003.
__ اتصف بالغموض والاهتمام بالمواضيع الاستخباراتية، حتى أنه كان مصدراً لمعلومات الكثير من الأجهزة الأمنية.
_ وفي أعقاب هزيمة داعش عام 2017، ركز اهتمامه بفصائل المقاومة والحشد الشعبي.
_ كان منحازاً إلى المعسكر الأميركي، وعلى تواصل دائم ومستمر مع السفارة الأميركيّة في بغداد، إضافة للسفارات الأخرى. لكن في نفس الوقت، تربطه علاقة جيدة بالسفارة الإيرانية التي عرض عليها بعض دراساته.
_ جمعته علاقة ودية تتصف بالاحترام المتبادل، مع العديد من الشخصيات أبرزهم:
1)الشهيد القائد أبو مهدي المهندس.
2)رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.
3)رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي.
تفاصيل عملية الاغتيال
_ نفذت العملية بواسطة أربعة أفراد، ويتم ملاحقة 6 آخرين مشتبه بتورطهم.
_ استخدم القاتل "الكناني" مسدسه من نوع "غلوك"، المرخص والرسمي في عملية إطلاق النار.
_ تم استخدام دراجتين ناريتين وسيارة" كرولا" خلال العملية.
المؤسسة الأمنية مخترقة
إذا أضيف هذا الكشف إلى ما تم كشفه سابقاً، من عمليات نفذها عناصر أجهزة أمنية، يتبين لنا أن هذه الأجهزة مخترقة بشكل كبير، والتي تشكل اخفاقاً في عمل الكاظمي الاستخباراتي أيضاً، وأبرز هذه العمليات:
_ قتل صيدلانية كردية "شيلان دارا" وعائلتها في أيلول 2020، على يد عنصر أمني سابق كان يعمل في حماية السفارة الروسية.
_انفجار الكاظمية الأخير، حيث قام شرطي مكلف بحماية المنشآت، بإدخال المواد المتفجرة إلى المكان.
_ سرقة رواتب وزارة الدفاع، على يد ضابط في الوزارة.
الكاتب: غرفة التحرير