السيد داغر الموسوي: من أبرز قادة العمل المقاوم في العراق

يعدّ الشهيد السيد داغر جاسم كاظم الموسوي من أبرز قادة العمل المقاوم في العراق، الذي قضى جلّ حياته في الدفاع عن بلده، ضد النظام الظالم طوال 4 عقود، وضد التنظيمات الإرهابية.

فما هي أبرز وأهم المحطات في مسيرة وجهاد السيد داغر الموسوي؟

_ من مواليد الـ 5 من تموز / يوليو للعام 1963، في منطقة البصرة بالعراق.

_يعدّ من أوائل الأشخاص الذين واكبوا الخط الجهادي المقاوم للشهيد السيد محمد باقر الحكيم ومن المقربين منه، لا سيما ضد نظام صدام حسين، بحيث شارك وقاد العديد من العمليات النوعية ضد جيش صدام في منطقة الأهوار.

حيث انضم الشهيد في الثمانينيات إلى فيلق 9 بدر الذي بات يُعرف بمنظمة بدر، وكان يتردد بين المناطق الحدودية في مناطق الأهوار ما بين الجمهورية الإسلامية والعراق وتحديدا ضمن حدود مسقط رأسه بمحافظة البصرة.

وقد تعرض فيما بعد للملاحقة من أجهزة حزب البعث الأمنية، ما جعله يذهب متخفياً لفترة في محافظة كربلاء المقدسة. وقد شارك في الانتفاضة الشعبانية بعد اندلاعها عام 1991. ومع نجاح صدام في قمع الانتفاضة، عاود الرجوع إلى إيران والعمل ضمن المعارضة انطلاقاً من هناك.

_تسنّم العديد من المسؤوليات والمهام القيادية في إطار المقاومة الإسلامية العسكرية والسياسية في العراق منها:

1)الأمين العام لحركة سيد الشهداء.

2)نائباً للأمانة العامة لحركة الجهاد والبناء التابعة لتيار شهيد المحراب.

3)شغل منصب عضو مجلس النواب العراقي عن محافظة المثنى في دورته الأولى من عام 2005 إلى 2010.

4)كما عمل عضواً في مجلس محافظة البصرة في دورته الأولى (بعد سقوط صدام حسين)، وكان مستشاراً لرئيس الجمهورية الراحل جلال الطالباني في شؤون العشائر، وتمكن في حينه الاستفادة من علاقاته الواسعة في حل بعض النزاعات العشائرية المسلحة التي كانت تربك الوضع الأمني للبلاد.

_ بعد غزو تنظيم داعش الوهابي الإرهابي للعراق، وصدور فتوى المرجعية بالجهاد الكفائي، قام بتأسيس وترأس لواء المنتظر - اللواء السابع، الذي يتمركز في محافظة البصرة والتابع لهيئة الحشد الشعبي (وقد أعلن الشهيد الموسوي في العام 2015 اعتزاله العمل السياسي للتفرغ للعمل الجهادي). وقد لقّب بعد رحيله بـ "فارس الفتوى".

_ كان من القادة الأساسيين في عمليات تحرير:

1)جرف الصخر "جرف النصر" في محافظة بابل.

2)منطقة اليوسفية الواقعة جنوبي العاصمة بغداد.

3)مناطق النباعي ومكيشيفة وسامراء وفك حصار مدينة بلد في محافظة صلاح الدين.

4)مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين.

5)منطقة الحضر في محافظة نينوى.

6)منطقة الحدود العراقية السورية وقطع طرق الامداد عن تنظيم داعش في الموصل.

7)منطقة الثرثار في محافظة الأنبار.

وعلى الرغم من شجاعته اللافتة خلال المعارك، فإنه كان يتصف بتواضع حقيقي مع المقاومين والمجاهدين.

استشهاده

_ استشهد مع مرافقه خلال رجوعه من الجبهة، إثر انقلاب الآلية التي كان يستقلها لدى مرورها على الطريق السريع الرابط بين البصرة وبغداد، حيث تم نقله بسرعة الى مستشفى الفيحاء العام في البصرة، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل بلوغها.

_ نعاه رئيس مجلس الوزراء حينها عادل عبد المهدي ببيان، واصفا إياه بأنه "لعب دوراً بارزاً في مقارعة النظام الصدامي واستمر على تفانيه وصلابته والتي كانت ديدنه في كل مراحل مقارعة الارهاب وداعش".

أما هيئة الحشد الشعبي فجاء في بيانها: "لقد كان السيد داغر الموسوي مقاتلاً شجاعاً وقائداً مقداماً شهدت له ساحات المعارك ضد العدو الداعشي حيث ترك بصماته في كل معركة انتدبه لها الحشد الشعبي، ولقد فقدنا برحيله قامة جهادية نذرت عمرها للدفاع عن الوطن والمقدسات".

_ أما الشهيد القائد أبو مهدي المهندس فجاء في نعيه: " فقدنا اليوم أخاً عزيزاً ورفيق جهاد طالما كان سباقاً في الميادين والساحات بمقارعة الظلم والظالمين والإرهاب والدواعش المجرمين، حيث سطر رغم تقدمه في السن ملاحم بطولية مع مقاتليه الأفذاذ في اللواء السابع".

_تم تشييعه في اليوم التالي لوفاته في مدينة النجف الأشرف بحضور نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الحاج ابو مهدي المهندس وقائد عمليات قاطع شرق الانبار الشيخ طاهر الخاقاني وحضور ومشاركة عدد من علماء الدين واساتذة الحوزة العلمية وشخصيات حكومية وقادة الحشد الشعبي والأجهزة الأمنية وأعضاء مجلس النواب العراقي ومجلس المحافظة وشيوخ العشائر والوجهاء وجمع غفير من أهالي المدينة. وانطلق التشييع من جسر ثورة العشرين باتجاه مقام الإمام علي (ع) حيث تم الصلاة على جثمانه، قبل أن يُنقل الى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء. 

_ يواصل أفراد عائلته استكمال مسيرته، ومنهم نجله جابر الذي ترأس مديرية الأمن المركزي التابعة للحشد في البصرة، والذي يعدّ أحد قادة منظمة بدر وآمر اللواء السابع والقوة البحرية التابعة للحشد. وكذلك ابنه الثاني أحمد، المعروف أيضاً بمتابعته للشؤون السياسية والأمنية في محافظة البصرة.