الثلاثاء 26 آب , 2025 01:44

القناة 14 الإسرائيلية: الاتفاق مع سوريا خطأ فما هو الحل البديل؟

آليات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي وفي الخلف خريطة سوريا

وفقاً للبروفيسور موشيه كوهين إلياهو (خبير في القانون الدستوري – مشارك في فريق برنامج الوطنيون في قناة 14 منذ سنة 2023)، فإنه يرى في هذا المقال الذي نشره موقع قناة 14 الإسرائيلية وترجمه موقع الخنادق الالكتروني، بأن توقيع إسرائيل مع سوريا اتفاقاً أمنياً برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، قد يكون خطيراً في مواجهة من وصفهم بـ "العناصر الجهادية في سوريا. واقترح إلياهو في المقابل الى تنفيذ الحلّ الاستراتيجي "ممر داوود"، لأن هذا الممر سيكون محوراً جيو-سياسياً يربط "الأقليات" في سوريا ويُنشئ حاجزاً آمناً أمام التهديدات الخارجية للكيان المؤقت.

ويعدّ مقال موشيه كوهين إلياهو، من أبرز المقالات التي تطالب بتحقيق خطة "ممر داوود" وتربطه بتعاليم توراتية، وهو ما يضيف بعداً دينياً لهذا المخطط الإسرائيلي ويشير الى وجود مؤيدين له في أوساط الحريديم والصهيونية الدينية وغيرهم.

ويُطلق اسم "ممر داوود" الإسرائيلي على المسار جغرافي / استراتيجي تسعى إسرائيل لتأمينه داخل سوريا. ويقوم هذا المفهوم على فكرة إنشاء شريط نفوذ ممتد عبر الجنوب السوري (متصل ببعض الأراضي في لبنان) وصولاً إلى شرقي الجنوب السوري، على نحو يربط بين الجولان المحتل ومنطقة التنف (حيث القاعدة الأميركية) والمناطق الكردية في شمال شرقي سوريا، ومن ثم إلى إقليم كردستان العراق. ومن أبرز المؤشرات الميدانية عليه، هو قيام إسرائيل ما بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد باحتلال ممنهج ومتسلسل بشكل تصاعدي لمناطق في جنوبي سوريا، حيث بلغت مساحة الأراضي المحتلة مؤخراً، أكثر من 600 كم مربع.

النص المترجم:

بحسب تقارير عربية، فإن إسرائيل ستوقّع في 25 أيلول / سبتمبر اتفاقاً أمنياً مع سوريا برعاية الولايات المتحدة الأمريكية. وبصفتي شخصاً وُلد والديه في حيّ اليهود بدمشق (حارة اليهود)، وكشخص يؤمن بالسلام انطلاقاً من رؤية إسرائيل كقوة عظمى، كنتُ أودّ أن أرى في ذلك بشارة طيبة.

لكن هذه غلطة خطيرة. أحمد حسين الشرع، المعروف بكنية أبو محمد الجولاني، هو جهادي حتى النخاع. تنظيم القاعدة ببدلة أنيقة وتسريحة شعر مرتبة، لكنه ما يزال القاعدة: قطع رؤوس، اغتصاب نساء، تعذيب أعداء، وطموح للسيطرة على كامل المشرق – بما في ذلك القدس. مع مثل هؤلاء السايكوباثيين لا تُعقد الصفقات، ولا تُوقَّع الاتفاقيات، ولا يُمنحون شرعية.

في المقابل، التحالف مع الأقليات – العلويين، الأكراد، والدروز – هو بديل استراتيجي، براغماتي وأخلاقي. تحالف إثني–سياسي لا يشكّل تهديداً على إسرائيل، بل يمكن أن يشكّل حاجزاً أمام إيران وتركيا والجهاد السني.

صحيح أن الأقليات موزعة في أرجاء سوريا، لكن ثمة نقطة ارتكاز ملموسة: ممر داوود محور جيو-سياسي يربط الدروز في السويداء بالأكراد في الشمال الشرقي. ممر كهذا يُنشئ كتلة مستقلة توفر لإسرائيل الأمن والردع، بما يفوق أي اتفاق ورقي مع دمشق.

في سفر صموئيل الثاني (8:6) ورد: "ووضع داود محافظين في آرام دمشق، وصارت آرام لداود عبيداً حاملين جزية؛ وكان الرب يخلّص داود حيثما توجّه". تماماً كما أقام داود ممرّاً من السيطرة والأمن بين إسرائيل وآرام دمشق – علينا اليوم أن نسعى إلى ممر داوود الذي يضمن الحماية والحرية لإسرائيل في قلب المشرق.


المصدر: قناة 14 الإسرائيلية

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور