الجمعة 19 أيلول , 2025 04:12

تقدم كبير نحو إنجاز اتفاق بين سوريا وإسرائيل!!

جنود إسرائيليون يرفعون علم الكيان المؤقت في جبل الشيخ المحتلّ

بينما كان أحمد الشرع الجولاني، يستقبل وفداً إعلامياً في سياق الترويج لزيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة - قد يتخلّلها لقاء مع رئيس وزراء الكيان المؤقت بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض -، التقى وزير الخارجية السوري الانتقالي أسعد الشيباني، وزير الشؤون الإستراتيجية في كيان الاحتلال الإسرائيلي رون ديرمر في العاصمة البريطانية لندن، بحضور المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس برّاك، واستمر اللقاء بينهما 5 ساعات.

وقد نقل موقع أكسيوس الأمريكي عن أحد مصادره قوله، بأن هناك تقدماً كبيراً نحو إنجاز اتفاق بين سوريا وإسرائيل، كاشفاً عن تفاصيل المقترح الإسرائيلي في محادثات لندن بين الجانبين. وقد أشار الشرع الجولاني في هذا الإطار، الى أن الطرفين كانا "على بعد أيام فقط من التوصل لاتفاق أمني في تموز الماضي" وأن "تطورات السويداء عرقلت التوصل للاتفاق الأمني".

وأبرز تفاصيل هذا الاتفاق بحسب أكسيوس وبعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية:

_استبدال اتفاق العام 1974 بين البلدين، والاستناد على "اتفاقية السلام" التي أبرمتها إسرائيل مع مصر سنة 1979.

_ تقسيم المنطقة الواقعة جنوب غرب العاصمة دمشق إلى ثلاث مناطق، حيث يُسمح للسوريين بالاحتفاظ بمستويات مختلفة من القوات وأنواع من الأسلحة حسب كل المنطقة (على سبيل الذكر لا الحصر حتى في المنطقة الثالثة القريبة من دمشق، سيُمنع فيها على جيش الجولاني استخدام رشاش مضاد للطائرات من عيار 23 ملم). وتكون هذه المنطقة منطقة حظر جوي لا يسمع للقوات الجوية السورية بالتحليق فيها إطلاقاً.

_ ستستخدم إسرائيل الأجواء في المنطقة الجنوبية السورية كممر جوي خلال أي عدوان تشنه مستقبلاً ضد الجمهورية الإسلامية (وربما غيرها كما حصل مع قطر).

_تمديد المنطقة العازلة التي كانت في اتفاق العام 1974 بمقدار 2 كيلومتر على الجانب السوري.

_ستحتفظ إسرائيل بالسيطرة على المواقع في جبل الشيخ، التي احتلتها بعد تسلّم أحمد الشرع السلطة المؤقتة.

*الخارطة الأمنية الاسرائيلية لجنوب سوريا، التي وافق عليها الجولاني*  *وبموجبها سيتم تقسيم الجنوب السوري إلى ثلاث مناطق* - المنطقة الأولى باللون الأزرق وهي تحت السيطرة الاسرائيلية وتضم جبل الشيخ وعدة بلدات وقرى في ريف درعا مرورا بريف القنيطرة إلى ريف دمشق  - المنطقة الثانية باللون الاصفر وتشمل درعا ومناطق من ريف دمشق وستكون هذه المنطقة منزوعة السلاح بشكل كامل يمنع على حكومة جوجو إدخال اي أسلحة إليها - المنطقة الثالثة، باللون الأحمر هي منطقة تشمل السويداء ومناطق في ريف دمشق وهذه المنطقة سيكون فيها حظر جوي ، ممنوع اي طائرة تحلق في هذه المنطقة.

لا جيش سوري جديد

وفي سياق متّصل أكّدت إسرائيل أنها لن تسمح بإنشاء جيش سوري جديد، وقال الكولونيل احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، موشيه إلعاد، خلال مقابلة مع قناة "i24 News" الإسرائيلية أن الأمر تم بحثه خلال المفاوضات، حيث استفسر الوفد الممثل عن الجولاني عن رأي إسرائيل بإقامة جيش سوري. وكشف موشيه إلعاد بأن إسرائيل ردت بصورة واضحة أنه لن يتم إنشاء جيش سوري في سوريا، وإنما سيتم إنشاء شرطة قوية فقط! وأضف إلعاد بأن تل أبيب "لن تسمح بتاتاً" بإنشاء جيش في سوريا ولن تسمح بإنشاء قوات "يُمكن أن تشكل خطراً عليها في يوم من الأيام".

وفي جانب آخر متعلّق بالموضوع أيضاً، فإن إسرائيل تواجه بقوة أي محاولة عسكرية تركية لفرض نفوذها في البلاد، عبر إقامة قواعد أو حتى نصب معدات ومنظومات دفاع جوي. ويُتداول بأن الغارات والإنزالات التي حصلت هناك خلال الأسبوع الماضي، كانت تستهدف تدمير هذه القدرات. وربما هذا ما دفع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مؤخراً، الى التصريح بأن سياسات إسرائيل التوسعية تمثل التهديد الأخطر على سوريا والمنطقة بأكملها.

رغم التقدم في محادثات الاتفاق الاعتداءات الإسرائيلية لا تتوقف

وبالرغم من الأنباء والمعلومات المتداولة والمؤشرات، التي تؤكّد الى اقتراب حصول اتفاق بين سلطة الجولاني وكيان الاحتلال الإسرائيلي، وربما حتى حصول اللقاء ما بين الجولاني ونتنياهو في نيويورك أو البيت الأبيض خلال الأسبوع القادم، فإن الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا لم تتوقف إطلاقاً، بل باتت بحكم الأمر الواقع وبأسلوب مشابه لما يحصل في منطقة الضفة الغربية المحتلّة، بحيث تقوم الدوريات الإسرائيلية في جيش الاحتلال بتوغلات متكررة ويومية في المنطقة الجنوبية لسوريا. وآخرها ما حصل اليوم الجمعة 19/09/2025، عندما توغلت دورية إسرائيلية مؤلفة من 7 آليات، باتجاه قرية عابدين في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، ووصلت إلى أطراف قرية كويا قبل أن تنسحب بعدها بوقت قصير، من دون أي احتكاك يذكر ومن دون معرفة السبب الذي دفعها الى ذلك.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور