نفّذت المقاومة الاسلامية في لبنان يوم الأحد 24-11-2024، سلسلة عمليات استهدفت عمق الكيان بما فيها تل أبيب، والتي وصل عددها إلى 51 عملية، لتبدأ بعدها التسريبات الإعلامية لدى العدو حول تقدّم المفاوضات مع الإشارة إلى أن الساعات أو الأيام المقبلة قد تشهد وقفًا لإطلاق نار، وقد تزامنت مع تسريبات أمريكية تقع جميعها ضمن الدور التنسيقي بين الكيان والولايات المتحدة نتيجة الضغط الميداني الذي حصل. وأبرز ما جاء في هذه التسريبات:
- قبول الدور الفرنسي من قبل الكيان بعد أن كان يرفضه.
- الأيام المقبلة قد تشهد وقف إطلاق للنار.
- قيام رئيس الحكومة الصهيونية بصياغة خطاب وقف إطلاق النار لتقدمته إلى المستوطنين.
- تهديد واشنطن بالانسحاب من المفاوضات بين الجانبين ما لم يتم التوصل إلى الاتفاق.
- جاري وضع "اللمسات" الأخيرة على الاتفاق للتصويت عليه من قبل حكومة العدو.
أما فيما يتعلق بالمواقف الرسمية لدى قادة الكيان هناك قسمين: الأول يمثّله اليمين المتطرف والثاني المعارضة، وظهر بشكل واضح التعارض بين المواقف الرسمية التي عبّرت جميعها، من ليل 24-11-2024 الى يوم 25-11-2024، عن رفضها لأي تسوية وعمّا تمّ تسريبه في وسائل الاعلام ما يشير إلى أن:
- تصريحات المعارضة تأتي في سياق إحراج موقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وإضعافه وإثبات فشله في إدارة الحرب.
- تصريحات اليمين تأتي بالتنسيق وتبادل الأدوار مع رئيس الحكومة والتي قد تكون بهدف الضغط على الجانب اللبناني لكسب نقاط متعلقة بالشروط التفاوضية وتحصيل التنازلات أو قد تكون هذه المواقف نابعة عن قرار فعلي متعلق باستمرار العدوان على لبنان والتصعيد.
إلّا هناك مجموعة من المؤشرات التي قد تشير لسعي نتنياهو من أجل الوصول إلى حل ووقف إطلاق النار على الساحة الشمالية وذلك نظراً لسياساته وقراراته فيما يخص بعض العناوين أبرزها:
- مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت يمكن إلغاءها إذا أثبتت إسرائيل أن هناك تحقيق جدي في الشبهات على المستوى الوطني.
- قرار كاتس بإلغاء اعتقال المستوطنين.
- قضية التجنيد والضغط على الجيش بسبب الحاجة الى الجنود في ظل تعدد الجبهات.
- تعزيز السيطرة في غزة والضفة.
- إرضاء الديمقراطيين والجمهوريين في الوقت نفسه.
- تفادي ضغط المعارضة واحتوائه.
- التغطية على قضية التسريبات والتهرب من التحقيق بالسعي لإعادة سكان الشمال ومحاولة كسب التأييد الداخلي.
- تفادي فتح تحقيق بأحداث السابع من أكتوبر الذي يعفي عدد من الضباط والمسؤولين العسكريين من تحمل مسؤولية الفشل.
- صعوبة الحسم على الحدود مع لبنان وتحقيق أي اختراق أو أهداف.
من الممكن اعتبار انها أسباب قد تشير إلى سعي نتنياهو لاتخاذ قرار وقف الحرب مع لبنان يتم فيه منح اليمين المتطرف بعض الميزات بالإضافة الى أبعاد الضغط على الجيش في حاجته للمزيد من التجنيد (إبعاد ضغط هذه القضية) وتفادي سعي المعارضة لإسقاط حكومته مع الحديث عن احتمال التراجع عن قرار اعتقاله بحجة التحقيق الجدي.
التصريحات الصادرة عن قادة الكيان
- وزير الحرب السابق بيني غانتس: "أي تسوية يجب أن تسمح بحرية العمل للجيش الإسرائيلي في لبنان".
- بن غفير: "الاتفاق مع لبنان هو خطأ كبير، وإضاعة فرصة تاريخية للقضاء على حزب الله، أنا أفهم كل القيود والمبررات، ومع ذلك، سيعتبر هذا خطأً جسيماً، فعندما يكون حزب الله يتعرض للضرب ويتوق إلى وقف إطلاق النار، لا يجب أن نتوقف - كما حذرت من قبل في غزة، أحذر الآن أيضًا: سيدي رئيس الوزراء، لم يفت الأوان بعد لإيقاف هذا الاتفاق، يجب الاستمرار حتى النصر المطلق".
- رئيس مجلس ماتيه آشر موشيه دافيدوفيتش: "الاتفاق الناشئ وصمة عار. وهنا خطأ فادح من جانب الحكومة التي تعود إلى أيام ما قبل الحرب التي كانت تريد شراء الهدوء بأي ثمن. هل هذا هو الخبر الذي يصل إلى سكان مجلسي الذين لم يتواجدوا في منزلهم منذ عام وشهرين؟ لدينا هنا فرصة لن تعود لإلحاق ضرر جسيم بحزب الله وتغيير الواقع في لبنان".
- رئيس اللوبي لإعادة ترميم مستوطنات الشمال، عضو الكنيست من حزب الليكود إلياهو رابيفو "نحن مقبلون على 18 سنة أخرى من مفهوم الاحتواء".
- عضو الكنيست نسيم فاتوري، نائب رئيس الكنيست وعضو لجنة الشؤون الخارجية: "لن يكون هناك اتفاق في المستقبل القريب. لن تنتهي المعركة بهذه السرعة. وقتما نريد، سوف نغتال نعيم قاسم. نحن نعرف أين هو. في هذه الأثناء، هو خائف ويتعرق، وهذا أمر جيد".
- ليبرمان في اجتماع حزبه: "قيادة إسرائيل لا تزال أسيرة للمفهوم الخاطئ وتعيش في واقع 6 أكتوبر -ما قبل الحرب- هذا الاتفاق -مع لبنان- سيئ للغاية بالنسبة لنا".
- عضو الكنيست دان إيلوز (الليكود): الاتفاق الناشئ يمنح حزب الله إنجازات استراتيجية ويعرض إسرائيل للخطر.
- رد رئيس بلدية كريات شمونة، أفيخاي شتيرن، بشأن الاتفاقية التي يتم صياغتها في الشمال: "قبل لحظة من توقيع اتفاقية الاستسلام، أناشد قادتنا التوقف والتفكير في أطفال كريات شمونة. انظروا في عيونهم جيداً ولا تحكموا على مصيرهم بأن يكونوا المخطوفين القادمين. هذه الاتفاقية تقرب أحداث السابع من أكتوبر إلى الشمال، ويجب ألا يحدث ذلك. لا أفهم كيف انتقلنا من نصر كامل إلى استسلام كامل. لماذا لا ننهي ما بدأناه؟ لقد نجحنا في إضعاف منظمة حزب الله، وبدلاً من الاستمرار في سحق المنظمة وإسقاطها حتى النهاية، نحن نمدها بالأكسجين ونعيد إحيائها؟! وإلى أين سيعود سكاننا؟ إلى مدينة مدمرة بلا أمان ولا مستقبل؟! هل فقد أحدهم عقله؟".
- رويترز عن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس: اتفاق وقف إطلاق النار يتوقف على نزع سلاح حزب الله وإبعاده عن الحدود".