الخميس 05 حزيران , 2025 03:40

دراسة في البُعد الاستراتيجي: جبهة الإسناد من منظور فلسفي-عسكري

جبهة إسناد جنوب لبنان

في صباح 7 أكتوبر 2023، أطلقت المقاومة الفلسطينيّة عملية طوفان الأقصى، وهي أعنف ضربة عسكرية موجّهة ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود، كسرت منطق الردع، وأربكت المنظومة العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية، وفتحت مرحلةً جديدة من المواجهة بين محور الاستيطان ومحور المتمسكّين بالأرض، ومع حلول اليوم التالي، 8 أكتوبر 2023، أعلن "حزب الله" فتح جبهة عسكرية محدودة في جنوب لبنان، مستهدِفًا مواقع عسكرية إسرائيلية ضمن مناطق مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، كموقع رويسات العلم، وقد بدأت من تلك المناطق في القطاع الشّرقي بغطاء قانوني (أرض متنازع عليها) ومن ثم تصاعدت العمليات بشكل تدريجي، لتتحوّل إلى جبهة اشتباك نشطة.

ردّ الفعل المتضامن والخطوة التكتيكية الّتي رآها البعض بأنّها ضيّقة الأفق، هي تطوّر عسكري ملحوظ على طول هذه الجبهة، وأصبح هذا التطوّر تعبيرًا عن فلسفة عسكرية مركّبة، تسعى إلى إعادة صياغة معادلة الاشتباك الإقليمي مع العدو الإسرائيلي، وفرض نموذج من "الردع بالتشتيت"، وإعادة إنتاج التوازن الاستراتيجي الذي تسعى المقاومة إلى تثبيته في المنطقة. لقد شكّل فتح جبهة الإسناد من قبل "محور المقاومة" – لا سيما من الجنوب اللبناني – أحد أبرز التحوّلات في العقيدة القتالية غير المركزية، والتي تقوم على تنسيق الميادين، وتوسيع نطاق الصّراع، وتخفيف الضّغط عن الجبهة الأمّ، وضرب مراكز القرار والتحكّم من أطراف متعدّدة.

تهدف هذه الدراسة المرفقة أدناه، إلى تحليل جبهة الإسناد التي افتتحها حزب الله من منظور فلسفي عسكري، باعتبارها أكثر من مجرد إسناد ناري لغزة، بل بوصفها تكتيكًا استراتيجيًا يندرج ضمن مفهوم الحرب غير المتناظرة متعددة الجبهات، وتندرج في إطار بناء "الردع الديناميكي" الذي لا يعتمد على مراكمة السلاح فقط، بل على توقيت استخدامه وتوزيع جبهات الضغط على العدو.

كما تسعى الدراسة إلى تفكيك الأسس النظرية لهذه الفلسفة العسكرية، وتقييم أثرها على الصراع الشامل، وعلى العقيدة القتالية الإسرائيلية، ومستقبل الاشتباك الإقليمي، بما يمكّن الباحثين من فهم التحوّلات الجارية في شكل الحروب المستقبلية التي تقودها قوى المقاومة.

لتحميل الدراسة من هنا


الكاتب: أحمد علاء الدّين




روزنامة المحور