منذ سنوات عديدة، وبعدما استطاع محور المقاومة بكافة حركاته ودوله، من إثبات وجوده وقدرته على مواجهة الكيان المؤقت والوجود الأمريكي في المنطقة. وبعد تصاعد المواجهات بين الشعب الفلسطيني وكيان الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأعوام الماضية، واتساع رقعة الاشتباك، لتشمل عدة ساحات لم تكن في بال قادة الاحتلال، كما ظهر ذلك في معركة سيف القدس.
شكلت هذه العوامل محفزاً لدى شعوب منطقتنا، بأن يتحول ما كان حلماً في الماضي، وهو تحرير فلسطين وزوال الكيان، الى مشروع يقتنع الجميع بأنه يمكن تحقيقه. فلم تعد الإشكالية في إمكانية تحقق هذا الهدف، بل صارت في متى يتحقق!
وقد تحدث العديد من القادة عن رؤاهم حول هذا الموضوع، فقائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي، حدّد في خطاب له عام 2015 السقف الزمني للزوال بـ 25 عاماً، أي من دون تحديد السنة الفعلية لذلك. فيما كان الشهيد الشيخ أحمد ياسين يرى، بأن الزوال ممكن له أن يتحقق في العام 2027، أي في الجيل الثالث ما بعد نكبة فلسطين، الذي سماه بجيل التحرير.
أما على صعيد الشخصيات العلمائية والفكرية، فهناك العديد من النظريات والأبحاث حول هذا الموضوع. منها بحث واسع الانتشار لدى شعوب المنطقة، لا سيما لدى الشعب الفلسطيني، للشيخ بسام جرار، والذي يتوقع حصول الزوال في العام 2022. مع تأكيده بأن النتيجة التي توصل اليها هي مجرد اجتهاد قد يصيب وقد يخطئ، إلا أنه يجزم بحتمية وقرب هذا الزوال.
فما هي أبرز خلفيات نظريته وبحثه؟
_تعود خلفية بحث هذا الشيخ الفلسطيني، المتخصص بتفسير القرآن وعلومه، الى ما يعرف بالإعجاز العددي في القرآن الكريم. وهي النظرية الرياضية التي استنبط منها زوال "إسرائيل" في العام 2022.
_ شرع في البحث عن هذا الموضوع خلال تسعينيات القرن الماضي، عندما كان أسيراً في سجن النقب الصحراوي "أنصار 3" لدى الاحتلال الإسرائيلي. وقد أفضت المرحلة الأولى من بحثه، الى تأليف كتابه "إعجاز الرقم 19 في القرآن الكريم"، لتتوالى بعد ذلك عشرات البحوث والدراسات والكتب.
_ أما نظرية تحقق الزوال في هذا العام، فهو مبني على نظرية إعجاز الرقم 19، بالإضافة الى نبوءة عجوز يهودية، سَرَدَها أحد المنظرين في حركة الأخوان المسلمين "محمد أحمد الراشد" في إحدى محاضراته. ومفادها بأنّ عجوزا يهوديّة عراقية، دخلت عند قيام الكيان عام 1948 وهي تبكي على والدة الراشد. وقد أثار بكاؤها استغراب الأخيرة، وهو ما بددته العجوز بقولها بأن هذه "الدولة" لن تدوم أكثر من 76 سنة.
وبالرغم من أنّ هذه النبوءة لم تَرُق للشيخ عند سماعها أول الأمر، إلا أنه تابعها لاحقا لفحصها، انطلاقاً مما وصل إليه في بحوثه حول الإعجاز العددي.
_ وقد تم هذا الأمر في جنوب لبنان، حينما قامت "إسرائيل" بإبعاده مع عدد من قيادات حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في العام 1992، وليصدر كتابه في العام 1995 تحت اسم "زوال إسرائيل 2022 نبوءة أم صُدف رقمية".
_ يعتقد الشيخ الجرار بأن هناك العديد من الحوادث التي حصلت في العالم، والتي تدعم نظريته، فبات مقتنعاً بصحتها بنسبة 95%، وأبرز هذه الأحداث:
1)انهيار الاتحاد السوفياتي في التسعينيات.
2)انسحاب أمريكا المذل من أفغانستان العام الماضي.
3) التغيّرات التي حصلت داخل إسرائيل على مستوى المستوطنين والقيادات، وتحول مجتمعها الى حالة هشّة، ما أفقدها الكثير من مقومات الاستمرار والبقاء.
4)وفي مقابل الهبوط الإسرائيلي، صعود الأمة الإسلامية.
5)تراجع أهميّة إسرائيل بالنسبة للغرب الذي أوجدها لأهداف لم تعد ذات جدوى وظروف دولية وإقليميّة لم تعد موجودة.
الكاتب: غرفة التحرير