تعريف الهدف
الغرف المحصنة في كيان الاحتلال هي منشآت عسكرية مدفونة تحت الأرض، تستخدم كملاجئ قيادة وتحكم، وتُعد خط الدفاع الأخير للجيش الإسرائيلي في حال وقوع هجوم كبير. بُنيت هذه الغرف في مواقع استراتيجية مثل الجولان، الجليل، والمستوطنات الحدودية، بهدف حماية القيادات العسكرية وقوات النخبة من الصواريخ أو القصف.
أهميته
تُشكّل هذه الغرف جزءاً أساسياً من العقيدة الدفاعية الإسرائيلية، حيث يُفترض أن توفر الأمان الكامل للقيادة خلال الحروب. ويُنظر إليها باعتبارها غير قابلة للاختراق، ما يمنح المؤسسة العسكرية هامشاً لإدارة العمليات من داخلها، دون خسائر بشرية كبيرة.
الوظيفة
تُستخدم هذه الغرف كمراكز قيادة ميدانية خلال الأزمات، وتوفّر بيئة محصنة لإدارة المعارك، التنسيق، اتخاذ القرارات، وتخزين البيانات العسكرية.
الأجهزة
تضم الغرف المحصنة أنظمة تهوية مستقلة، أبواب فولاذية مزدوجة، شبكات اتصالات مشفّرة، أجهزة مراقبة متقدمة، وإمدادات طوارئ. بعضها مجهز بأنظمة دفاع داخلية إضافية تحاكي التحصينات النووية.
الحجم
لا تُنشر معلومات دقيقة حول أبعاد هذه المنشآت، لكن تُقدّر مساحاتها بعدة مئات من الأمتار المربعة تحت الأرض، مع تقسيمات مخصصة للقيادة، العمليات، التخزين، والمبيت.
في حزيران/يونيو 2025، وأثناء العدوان الإسرائيلي-الأميركي على إيران، شنّت إيران هجوماً صاروخياً دقيقاً على عدد من المواقع الحساسة داخل الكيان. أحد الصواريخ، يُعتقد أنه من طراز "خيبر شكن" أو نسخة مطورة منه، استهدف غرفة محصنة قرب بتاح تكفا شرق تل أبيب، وتمكّن من اختراق سقفها رغم تحصينها وعمقها.
بحسب المصادر العبرية، أُصيب عدد من الجنود داخل الغرفة، وتحدثت تقارير أخرى عن مقتل ضباط وجنود لم يُعلن عنهم رسمياً. هذا الاستهداف مثّل صدمة عسكرية، إذ أنه للمرة الأولى يتم ضرب ملجأ قيادة تحت الأرض بهذه الدقة من دون دعم جوي أو استخباراتي مباشر. دُمّرت التجهيزات الداخلية بشكل كبير، ما عطّل الغرفة عن العمل.
القيمة
الاستهداف الإيراني كشف هشاشة ما كان يُعتبر غير قابل للاختراق. الملجأ الذي رُوّج له كحصن منيع سقط بضربة واحدة، مما فتح باب الشك داخل المؤسسة الأمنية حول جدوى الاستثمار في هذه التحصينات، وأضعف ثقة الجمهور بها.
لم تُعلن "إسرائيل" عن الكلفة الدقيقة، لكن يُقدّر أن الخسائر شملت معدات اتصالات وأجهزة تشغيل، إضافة إلى خسائر في صفوف الجنود محاطة بالكتمان.
الترميم والوقت
لم تُعلن تفاصيل عن الترميم، لكن تشير التقارير إلى أن الغرفة أصبحت غير صالحة للاستخدام حالياً، وقد تستغرق عملية إعادة تأهيلها شهوراً طويلة. هناك حديث عن مراجعة شاملة لعقيدة "الغرف المحصنة" في الجيش الإسرائيلي.
تصريحات المسؤولين
لم تصدر تصريحات رسمية مباشرة حول الحادث، لكن وسائل إعلام عبرية تحدّثت عن حالة ذهول داخل أوساط الجيش، ومطالبات بإعادة تقييم فاعلية منظومة التحصين.
خلاصة
أثبت الهجوم الإيراني أن مراكز القيادة الإسرائيلية تحت الأرض لم تعد آمنة، وأن الرهان على التحصينات الذكية قد سقط.
هذا وأطلقت الجمهورية الإسلامية خلال العدوان الإسرائيلي الأميركي الذي استمر 12 يوماً (13 - 25 حزيران 2025)، ضمن رؤية استراتيجية وخطة دفاعية موضوعة مسبقاً، مئات الصواريخ البالستية وفرط الصوتية والطائرات المسيّرة نحو العمق الإسرائيلي، مستهدفة عشرات المراكز العسكرية والحيوية والاستراتيجية، ما أجبر قادة تل أبيب على الرضوخ وطلب وقف إطلاق النار.
الكاتب: غرفة التحرير