وحدة النخبة التابعة للبحرية الإسرائيلية، هي إحدى وحدات المستوى الأول في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتعتبر من أهم 3 وحدات خاصة، ووحدة استطلاع أساسية في الجيش. شاركت في جميع حروب "إسرائيل"، وحاربت على جميع الجبهات، ونفذت مجموعة واسعة ومتنوعة من المهام الخاصة البحرية والبرية والجوية، ومع ذلك، فقد دُمغ تاريخها بعدد من العمليات الفاشلة والفضائح وانتهاكات حقوق الإنسان.
في بداية تأسيس وحدة "شايطيت 13" كانت تعتبر سراً من أسرار الدولة ولم يكن عناصرها يفصحون عن هويتهم حتى بين الوحدات الأخرى في الجيش. وهي وحدة مدربة للمهام البحرية، ومهام اقتحام السواحل وتنفيذ العمليات وعلى المياه وعلى الأرض وتقوم بتنفيذ عمليات الإنزال، أو المداهمات والاقتحامات، وهي الوحدة التي هاجمت أسطول الحرية وسفينة مرمرة التي كانت متجهة لكسر الحصار عن غزة.
أصبحت بعد معركة طوفان الأقصى عام 2023 -ولأول مرة- ذراعاً إضافية لفرقة مشاة نظامية، إلى جانب مهامها البحرية، وباتت من أشد الفرق الإسرائيلية ضراوة في العدوان على قطاع غزة، وقد كانت إحدى مهامها المبكرة، استهداف مستشفى الشيخ حمد، كما كانت الفرقة الأولى التي اقتحمت مجمع الشفاء الطبي، وعملت على عزله قبل حصاره.
النشأة والتأسيس
تأسست "شايطيت 13"، والتي يعني اسمها "الأسطول 13"، عام 1949 على أيدي أعضاء من وحدة "باليام"، القوة البحرية لمنظمة "البالماخ" العسكرية الصهيونية، والتي قادت -مع منظمات أخرى- حرب احتلال فلسطين وإعلان دولة إسرائيل عام 1948، ومن أبرز هؤلاء الأعضاء المؤسسين يوشع بن نون ويوسيل درور.
في سبعينيات القرن الـ20، بدأت السلطات الإسرائيلية تلتفت إلى أهميتها، فعملت على تأهيل عناصرها وإخضاعهم للتدريبات العسكرية البحرية والبرية اللازمة.
ترأس عامي أيالون وحدة "شايطيت 13" عام 1979، وطورها لتصبح في مصاف الوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي، إذ أعاد هيكلتها وكثّف التدريبات المخصصة للجنود.
وفي أواخر ثمانينيات القرن الـ20، عمل الجيش الإسرائيلي على استغلال مؤهلات عناصر الوحدة، فعين ضباطاً منها لقيادة الوحدات الخاصة الجديدة، مثل وحدتي "دوفدفان" و"إيغوز"، اللتين كانتا بحاجة إلى اكتساب المهارات والخبرة.
وبمرور الزمن زاد الاهتمام بالارتقاء بوحدة "شايطيت 13"، وبات يشار إليها على أنها من أفضل الوحدات الخاصة، ورأس حربة الجيش الإسرائيلي، لا سيما في العمليات البحرية، وأخذت تنفذ مهام شديدة السرية وعالية الخطورة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقد مرت بهذه الوحدة مجموعة من الأسماء والقيادات البارزة في إسرائيل، مثل: وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي كان أحد عناصرها، ثم قائدها بين العامين 1993 و1997، وكذلك عامي أيالون قائد سلاح البحرية الإسرائيلي السابق، والرئيس السابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي- الشاباك.
الإعداد والتدريب
تمتد الخدمة في "شايطيت 13" لمدة أطول من الخدمة في وحدات الجيش الأخرى، إذ تبلغ 3 سنوات من الخدمة الإلزامية، إضافة إلى 3 سنوات أخرى من الخدمة المهنية، ويخضع المرشحون عند اختيارهم، لسلسلة من الاختبارات البدنية والعقلية الشاقة لمدة 4 أيام، ولا يتم انتقاء إلا عدد قليل منهم.
يجب على الجنود الذين يتم ترشيحهم للالتحاق بوحدة "شييطت 13"، أن يشاركوا في يوم تنافسي في استخدام الزوارق، وبعد ذلك يخضع الجنود لاختبارات طبية دقيقة، واختبارات لقياس القدرة في قاعدة "تل هشومير" والمركز البحري للطبابة. وبعد تجاوز هذه الاختبارات بنجاح، يخضعون لمرحلة ترشيح قاسية تستمر 4 أيام. وبعد تجاوز هذه المرحلة يتم اختيار الجيل المقبل من جنود الوحدة، وتُعَدّ عملية الترشيح لـ"الوحدة الـ13" من عمليات الترشيح الصعبة في جيش الاحتلال، وتضمن هذه العملية القيام برحلات سريعة، والمشي مدة طويلة على الرمال، مع وجود كثير من الصعوبات، ولا يتم قبول الذين يعانون عمى الألوان، أو الذين يستخدمون النظارات الطبية.
وتقسم مراحل التدريب التي يخضع لها المجندون إلى:
- مرحلة تدريب المشاة.
- التدريب المظلي.
- التدريبات البحرية: مدتها 3 أشهر، يجري فيها تدريب المجندين على استخدام الأسلحة وقيادة السفن القتالية والبوارج والسباحة لمسافات طويلة وزرع المتفجرات.
- مرحلة الغوص القتالي: مدتها 4 أسابيع، وفيها يخضع المنتسبون لتدريبات مكثفة في القتال البحري، والتعامل مع الظروف شديدة الخطورة تحت الماء، مثل البرد القارص والظلام وزيادة الضغط.
- التدريبات الخاصة: تستمر لنحو عام، ويتم إخضاع المجندين لتدريبات صارمة تؤهلهم للقيام بمهام خاصة، وغالبا ما ينسحب كثير من المجندين خلال هذه المرحلة؛ لعدم قدرتهم على تجاوزها.
الأقسام والفرق
تشتمل "شايطيت 13" على فرق متعددة، تعمل معاً بشكل متكامل لتنفيذ المهمات والقيام بالعمليات، والفرق الرئيسية 3، هي:
- فرقة الغارات من البحر إلى البر
- فرقة العمليات تحت الماء
- فرقة العمليات فوق الماء
الأنشطة والمهام
من أبرز المهام التي تندرج تحت النشاط الذي تقوم به الوحدة:
- الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخبارية البحرية.
- جمع المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالعمليات العسكرية التي قد تطال إسرائيل.
- القيام بالاجتياحات والتوغلات البرية.
- تحرير الرهائن، لا سيما من على متن السفن.
- مداهمة السفن.
- التصدي للعمليات العسكرية أو ما يُسمى بالإرهاب والتخريب.
- الإضرار بالبنى التحتية البحرية لما يصنف في دائرة الأعداء.
الحروب والعمليات
لعبت "شايطيت 13" دوراً رئيسياً في جميع الحروب والمواجهات التي خاضتها إسرائيل منذ إنشائها، وتأرجح نشاطها العسكري بين الصعود والهبوط، ففي الوقت الذي استطاعت تنفيذ مهام خاصة بنجاح، باءت بالفشل في إنجاز عمليات أخرى.
وقد نفذت الوحدة مجموعة واسعة ومتنوعة من المهام الخاصة، وعمليات سرية على جبهات متعددة.
الجبهة الشمالية
نفذت "شايطيت 13" منذ وقت مبكر عمليات على الجبهة الشمالية، وكان من ضمن مهامها القيام بعمليات استطلاعية في الموانئ اللبنانية والسورية، وأحياناً كان الأمر يتطور إلى هجوم، مثل عملية اختراق مرفأ بيروت عام 1958.
وشاركت ضمن القوات الإسرائيلية الخاصة التي أغارت على بيروت وصيدا عام 1973، في عملية "فردان"، التي أسفرت عن اغتيال حوالي 20 شخصاً.
وفي مطلع ثمانينيات القرن الـ20، بدأت تكثف نشاطها على الجبهة الشمالية في لبنان، وقامت بالعديد من العمليات، التي تركزت حول مهاجمة سفن تابعة لجهات يصنفها الكيان بأنها معادية. وخلال حرب لبنان عام 1982 شاركت في إنشاء جسر عبور، سمح بإنزال المدرعات والمشاة من الجيش الإسرائيلي إلى البر اللبناني.
وعلى الجبهة الشمالية، فشلت كذلك في بعض العمليات، منها فشلها في انتشال طائرة سورية تم إسقاطها في بحيرة طبريا عام 1966، حيث سبقتها إليها القوات السورية.
وفي سبتمبر/أيلول 1997، وهي في طريقها للقيام بإحدى العمليات في الداخل اللبناني، وقعت فرقة من "شايطيت 13" في كمين نصبه حزب الله قرب بلدة الأنصارية، بعد أن علم مسبقاً بموقع الفرقة المكلفة بالمهمة، وذلك بفضل اعتراض لقطات فيديو بثتها طائرات إسرائيلية بدون طيار، ونجم عن ذلك، مقتل 11 جنديا من الفرقة، بما فيهم قائدها.
تسعى العديد من جيوش العالم، لامتلاك وحدات قوات خاصة على أعلى درجة من التدريب والتسليح لتنفيذ مهام دقيقة ومحددة خلف خطوط العدو. وبحسب تصنيف نشره موقع "رانك ريد" الأمريكي، عن أقوى الوحدات الخاصة في العالم لعام 2019، فإن وحدة القوات الخاصة الإسرائيلية "شايطيت 13"، التابعة للبحرية الإسرائيلية، تحتل المرتبة رقم 3 عالمياً. ويقول الموقع، إنه يتم مقارنة تلك الوحدة في الغالب بوحدات "ساس" البريطانية الخاصة، ووحدات "سيل" الأمريكية.
الكاتب: غرفة التحرير