ألقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خطاباً حاسماً في ذكرى استشهاد القائد قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس بتاريخ 3-1-2024، تميز بالحسم حيال خيارات المقاومة في لبنان ودول محور المقاومة، وأكد على أن الاغتيال الذي جرى في الضاحية الجنوبية سيستوجب رداً وعقاباً.
سبق ذلك تهديد كيان الاحتلال إن أقدم على التفكير بحرب مع لبنان "بالاستعداد لحرب من دون ضوابط ومن دون سقوف"، مع التأكيد بأن الحرب تتجنبها المقاومة حرصاً على المصالح الوطنية مختصراً النتيجة التي سيشعر بها الإسرائيلي بالندم، ومحذراً بارتفاع تكاليف المواجهة، وأن المعركة حالياً ضمن "حسابات مضبوطة" وتشكل إسناداً ودعماً لغزة وتخفيفاً عنها.
من دلالات الخطاب بالدرجة الأولى التمسك بموازين الردع وإعادة إحيائها، والتأكيد أن المقاومة سترد على التجاوز الإسرائيلي في المدى القصير، ورسالة صريحة للأميركي والإسرائيلي بأن المقاومة ليست مردوعه، وتمتلك من الشجاعة ما يخوّلها الدخول في حرب إن كانت ضرورية لحماية معادلة الردع في لبنان، مع الإشارة بأن المقاومة تداري الوضع اللبناني.
رسم سماحة الأمين العام مشهداً من النتائج المتّصلة بعملية 7 تشرين نلخصها بالآتي:
- إعادة إحياء القضية الفلسطينية بعد أن كادت تُنسى وتُصفّى.
- ارتفاع مستوى التأييد للمقاومة في فلسطين وفي الأمة.
- سقوط صورة "إسرائيل" في العالم أخلاقياً وإنسانياً وقانونياً.
- توجيه ضربة قاصمة لمسار التطبيع الذي كان يستهدف الالتفاف على الشعب الفلسطيني.
- انكشاف إسرائيل كمخالف للمجتمع الدولي والقانون الدولي والقيم الإنسانية.
- تهشيم الردع الاستراتيجي الإسرائيلي الذي كان يتغنّى به ويحاول إعادة ترميمه.
- تهاوي الردع الأمريكي في لبنان والعراق واليمن.
- إسقاط التفوّق الاستخباراتي الإسرائيلي.
- إسقاط الرهان الإسرائيلي على تعب الفلسطينيين ويأسهم وتخليهم عن قضيتهم.
- التأكيد على أن المؤسسات الدولية ليست قادرة على حماية أحد، وأن القوّة هي التي تفرض الاحترام على العالم.
- فضيحة أميركا: أظهرت الحرب على غزة أن أمريكا هي الخارجة عن المجتمع والقانون الدوليين، وعلى القرارات الدولية، وحقوق الإنسان، والقيم الإنسانية.
- تكبيد خسائر مباشرة، في الآليات، وخسائر بشرية، وأوضاع نفسية، وهجرة عكسية، ونزوح، وتعطيل الاقتصاد.
- كسر صورة إسرائيل المقتدرة، أمنياً واستخبارياً وتكنولوجياً.
- الفشل في تحقيق أي هدف من الأهداف الإسرائيلية للحرب على مدى ثلاثة أشهر.
- فشل سلاح الجو في حسم المعركة.
- انعدام ثقة الإسرائيليين بالجيش والأجهزة الأمنية والقيادة السياسية، بما يؤثّر على بقاء اليهود في فلسطين، بعد تراجع الأمن، وهو العنصر الجوهري الذي تقوم عليه إسرائيل.
في تمهيده قبل إطلاق موقفه الحاسم، ربط سماحة السيد نصر الله نتاج طوفان الأقصى بتضحيات الشهيد قاسم سليماني على مدى عشرين عاماً. من خلال "دعم حركات المقاومة وتقويتها، وتعزيزها عدةً وعديداً وخبرةً وتدريباً وتصنيعاً". بالإضافة إلى سعي الحاج قاسم لإيصال كل حركات المقاومة إلى مرحلة "الاكتفاء الذاتي"، والارتباط الوثيق على مختلف الأصعدة، والتلاقي على صعيد الأهداف الاستراتيجية. كما أكد على أن التضحيات والدماء والصبر سيعودان بنتائج إيجابية على دول المنطقة وعلى الأمة.
أشار السيد نصر الله للدور اليمني وتأثيره على مجريات الأحداث واصفاً التحدي في البحر الأحمر، بالخطوة الشجاعة والحكيمة والعظيمة والمؤثرة إلى أبعد الحدود. وأكد على الصمود والصلابة التي تتمتع بها الشعوب في المنطقة، في مقابل تزعزع الأمن في الكيان الذي سيمهد الطريق إلى زواله. كما أعاد التذكير بمظلومية الشعب الفلسطيني على مدار 75 عاماً، بالإضافة إلى ملف الأسرى والاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وخطورة تهجير أهالي الضفة الغربية، والحصار الذي فرضه الاحتلال على قطاع غزة ومحاولة تهجيرهم مشيراً إلى أنها من موجبات عملية طوفان الأقصى.
ختم السيد نصر الله بجملة معبّرة، مغلّفة بالغموض، تركت أصداءً لدى محبّيه، تسبق كلمته المقرّرة يوم الجمعة القادم، قال مخاطباً العدو الإسرائيلي: "بيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي".
الكاتب: حسين شكرون