ثلاثة أيام تفصلنا عن معركة المعابر في سوريا، حيث سينتهي التفويض الدولي لإدخال المساعدات إلى المناطق التي تحتلها المجموعات الإرهابية، عبر معبر باب الهوى في ادلب مع تركيا. ويحتاج تجديد هذا التفويض مرة أخرى، إلى موافقة من قِبل الدول الأعضاء في مجلس الأمن، أي موافقة تسعة أعضاء غير دائمي العضوية، دون وجود أي معارضة من الدول الخمس الدائمة العضوية.
ووفق ما بات معلوماً، فإن روسيا ترفض تجديد هذا التفويض، معلنة أن هذا التفويض يمس بسيادة الدولة السورية عل أراضيها، وبالإضافة فإنه يمنح التنظيمات الإرهابية ميزات وعناصر قوة. خصوصاً وأن هيئة تحرير الشام هي التي تدير هذا المعبر، الذي يشكل رئة أساسية لها، ويكسبها أرباحاً مالية تفوق ال 20 مليون دولار شهرياً، مقابل سماحها بدخول المساعدات إلى السكان. لذا يعد قبول مجلس الأمن بدور هذه الهيئة، دعماً مباشراً لتنظيم إرهابي موضوع على لائحته السوداء.
أما قوات قسد فتأمل أن يصدر قرار عن مجلس الأمن، يسمح لها بدخول المساعدات من "معبر اليعربية"، شمال شرق محافظة الحسكة، والذي يقع على الحدود العراقية السورية. لكن هذا المعبر يزيد من كلفة عملية النقل، كما أنه يؤخر وصول المساعدات لمستحقيها، إضافة لما تمارسه "قسد" من احتكار للتوزيع والذي يتركز على الأشخاص التابعين لها.
واشنطن تمنع وصول المساعدات من المعابر الأخرى
وفي منطقة جنوب شرق سوريا، حيث يقع "مخيم الركبان"، تمنع واشنطن والفصائل المؤيدة لها، دخول قوافل المساعدات الأممية، عبر الطرق التي تربط المخيم بالعاصمة السورية دمشق. في حين أن الأردن يرفض دخول هذه المساعدات من أراضيه، التي حولتها الجماعات الإرهابية والعصابات، إلى سوق سوداء لتنفيذ عمليات تهريب المواشي المسروقة والحبوب والأسلحة وحتى المخدرات.
وتتمسك الدول التابعة لأمريكا، بعدم اعتماد المعابر البرية بين سوريا ولبنان، لمرور هذه القوافل الأممية. بحجة أن هذا الأمر سيمكن الدولة السورية من التحكم بمرور هذه القوافل إلى مخيمات منطقة الشمال السوري، وبالتالي إعطاء الدولة ورقة قوة تفاوضية جديدة. لكن المراقب لسلوك الدولة في المناطق الغير المحررة، وما تسمح له من مرور للمواد المعيشية لمواطنيها عبر المعابر الخارجية أو الداخلية، يتأكد أن دمشق لا تستغل مثل هكذا عناصر قوة، ستلحق الضرر بشعبها في هذه المناطق والمخيمات خصوصاً.
هدف واشنطن: حماية إمدادات جبهة النصرة
تعتبر الإدارة الأمريكية أن البحث في هذا الموضوع حالياً، سيمنع الدولة والجيش السوري من فتح معركة تنطلق من ريف حلب الغربي نحو معبر "باب الهوى". الذي يبعد عن المناطق التي تسيطر عليها دمشق نحو 30 كم فقط. عندها ستسمح هذه المعركة بفصل مناطق انتشار القوات التركية شمال حلب، عن محافظة إدلب التي تحتلها النصرة، وبالتالي ستكون الأخيرة أمام مشكلة حصار خانقة، تمنع وصول قوافل النفط والقمح من الشرق السوري، إضافة لقوافل السلاح التي تصل عبر تركيا.
الحل الروسي
تطالب روسيا بإغلاق جميع المعابر، واستلام المساعدات الأممية من قبل الدول السورية فقط، لتكون هي المسؤولة الوحيدة، عن نقل هذه المساعدات إلى مستحقيها في المناطق. كما تطالب موسكو بأن توزِّع هذه المساعدات، وفق آلية مراقبة تتفق عليها الأمم المتحدة والدولة السورية، لمنع التلاعب وعمليات الفساد أو توزيع المساعدات بشكل غير عادل.
كما اقترحت روسيا على تركيا، في حال الإصرار على عدم القبول بإشراف دمشق المباشر، أن تتم هذه العملية بحضور ممثلين عن اجتماع آستانة: روسيا، تركيا، والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
الكاتب: غرفة التحرير