أخرجت الولايات المتحدة الامريكية رتلا عسكرياً تابعاً لها، مؤلفاً من 270 آلية كانت تتواجد في قاعدتها في مطار خراب الجير العسكري بريف الحسكة. واتجه هذا الرتل نحو شمال العراق، حيث مرّ عبر معبر الوليد غير الشرعي. وتعد عملية الإخراج هذه، واحدة من أكبر عمليات التي تنفذها قوات الاحتلال الأمريكية لآلياتها العسكرية خلال السنوات الأخيرة. وتألف الرتل من 150 شاحنة براد، و120 ناقلة مسطحة تحمل دبابات الاحتلال. وقد خرجت على التوالي من القاعدة، ترافقها مدرعات لزوم التأمين والحماية، إضافة لسيارات الدفع الرباعي المزودة برشاشات التابعة لقوات "قسد".
وتعتبر عملية الإخراج هذه ذات دلالات مهمة وكبيرة للغاية، خصوصاً إذا ما لوحظ تزامنها مع الجهود التفاوضية لقوات قسد مع الدولة السورية، بوساطة من الدولة الروسية، وذلك بعد خشيتها من أن تبقى من دون راع دولي (أمريكي)، خلال أي مواجهة مستقبلية مع تركيا.
ومن أبرز هذه الدلالات:
_ قد تخرج القوات الأمريكية من شمال سوريا بالكامل، بالتزامن مع انسحابها القتالي من العراق نهاية هذا العام، بسبب انقطاع طريق الدعم اللوجستي لقواتها في تلك المنطقة، على أن تبقى متواجدة في قاعدة التنف القريبة من الأردن.
وفي حال بقاءها في التنف، ستكون أمام خطر متزايد من تنفيذ هجمات عليها صاروخية وعبر الطائرات بدون طيار.
_ قد تؤدي جهود التفاوض الى عودة الشمال السوري الى سيادة الدولة دون أي معارك، وبالتالي ستعود آبار النفط وحقول القمح والقطن الى الشعب السوري، وما سيتركه ذلك من آثاراً اقتصادية مهمة جداً.
_ في حال انتهاء المفاوضات الى هذه النتيجة، سيفتح الباب أمام انهاء ملف محافظة ادلب مع تركيا ايضاً، اما من خلال المفاوضات او من خلال العملية العسكرية المباشرة.
المفاوضات السورية مع الاكراد
وتتمحور المفاوضات الكردية مع الدولة السورية حول عدة نقاط أبرزها:
1)تسليم مناطق منبج وتل رفعت بالكامل للدولة السورية.
2)الاتفاق حول طبيعة النظام السياسي للمنطقة، بحيث لا يكون ضمن مشروع فدرلة وتقسيم سوريا.
3)الاتفاق على طبيعة القوى العسكرية التي ستظل في المنطقة، ومن الأفكار المطروحة والتي تصر عليها الحكومة السورية، هو دمج القوات الكردية المسلحة ضمن الجيش السوري.
4)تسليم الدولة كل آبار النفط والغاز الموجودة في المنطقة، والتي تقدر طاقة انتاجها بما يكفي 90% من حاجات سوريا لموارد الطاقة.
لا خيار امام قوات "قسد" سوى هذا الحل
تعتبر من الأمور المحسومة في هذا الموضوع، أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يقبل ببقاء هذه المنطقة كما الحال عليها الآن، وبالتالي فإن على "قسد" الرضوخ لهذا المسار، وإلا فإنها تضع نفسها أمام مواجهة ثنائية مع الجيش التركي من جهة، والجيش السوري الذي سيسعى إلى استعادة هذه المناطق بالقوّة من جهة أخرى. الأمر الذي لا يرغب به الأكراد، وما تحاول روسيا تجنّبه.
الكاتب: غرفة التحرير