بالرغم من أن المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله قد وضعتها هدفاً فرعياً عسكرياً ضمن عملية "يوم الأربعين" للردّ على جريمة اغتيال الشهيد القائد الجهادي الكبير فؤاد شكر، إلا أن قاعدة "عين شيمر" من القواعد العسكرية المهمّة جداً في الكيان المؤقت، واستهدافها حتى لو كان رمزياً (وهذا لا يعني حصيلة الاستهداف الذي حصل)، يشكّل ضربة قوية لمنظومات الدفاع الجوي والصاروخي الإسرائيلية (لا سيما على الصعيد الدولي)، كون هذه القاعدة تضم أهم هذه المنظومات: آرو (السهم).
وفي خطابه للإعلان عن أهداف عملية "يوم الأربعين"، كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله السبب والهدف من مهاجمة هذه القاعدة قائلاً: "بسبب أن هذا المكان أو هذه القاعدة يُمكن أن تؤثّر على وصول المسيّرات الذاهبة إلى قاعدة وحدة 8200 في غليلوت، وهي قاعدة لسلاح الدفاع الجوي والصاروخي في منطقة عين شيمر. هذه القاعدة تبتعد عن الحدود اللبنانية 75 كم وعن تل أبيب 40 كم". ثم أضاف السيد نصر الله بأن الهجوم تم عبر "سلاح المسيّرات بأحجام وأنواع مختلفة، وسط وكبيرة وإلى آخره، وعلى أساس أن جزء من هذه المسيّرات سيتّجه إلى عين شيمر". مبيناً نتيجة الهجوم "نحن معطياتنا وبعض مصادر المعلومات لدينا تؤكد أنّ عددًا مُعتدًا به من المسيرات وصل إلى هذين الهدفين، ولكن العدو يتكتّم كما هي العادة، يتكتّم كما هي العادة، على كل حال الأيام والليالي هي التي ستكشف حقيقة ما جرى هناك".
فما هي أبرز المعلومات والمعطيات حول هذه القاعدة ومدى أهميتها العسكرية بالنسبة للكيان؟
_ تقع جنوب شرقي مدينة حيفا وأيضاً جنوب شرقي مدينة قيسارية (حيث تقع فيلا بنيامين نتنياهو، ولعلها تكون إشارة ورسالة من حزب الله).
_ تبعد عند الحدود اللبنانية الفلسطينية 72 – 73 كم، وإحداثياتها على الشكل التالي:
32.440972439665835, 35.008219621009445
_ يمرّ بالقرب منها الطريق الدولي رقم 6 (الذي أطلق الكيان عليه اسم إسحاق رابين).
_ تبلغ مساحتها حوالي 3 كم مربع، وتتضمن مدرجاً للطائرات المسيرة، ومنشأة لبطارية اعتراض صاروخي من نوع آرو مزودة برادار بعيد المدى، ومقر لواء المشاة الإقليمي النظامي "منشيه –431" الذي يُعرف أيضاً بلواء جنين التابع لفرقة الضفة الغربية.
_ تتبع القاعدة لسلاح الجو الإسرائيلي، لكنها لا تضم أي طائرات مقاتلة أو مروحيات، فقط طائرات بدون طيار، وبطارية صواريخ دفاعية مزودة برادار بعيد المدى، ويبلغ طول المدرج 1216 مترا، أما ارتفاع القاعدة عن مستوى البحر فيبلغ 29 متر / 90 قدم.
_بين سنتي 1942 و1948، كانت تديرها القوات الجوية الملكية البريطانية (RAF).
_بعد نشوء الكيان سنة 1948، تم تقليص حجم المطار وتشغيله كمطار مدني صغير لعقود من الزمن، ثم استولى جيش الاحتلال الإسرائيلي على القاعدة مرة أخرى في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ولم يتم استخدام المدرج منذ ذلك الوقت إلا للطائرات بدون طيار.
وفي سنة 2002، ضمت القاعدة بطارية كاملة مضادة للصواريخ الباليستية من طراز "آرو – 2" التي تتضمن حوالي 150-200 صاروخ Arrow 2 Block 4 مع العديد من منصات الإطلاق، ورادار Great Pine (Super Green Pine) بمدى 1000 كيلومتر، ونظام إدارة المعركة " Citron Tree" التابعة له. ويتم تشغيل بطارية Arrow بواسطة وحدة قيادة الدفاع الجوي التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي
وبالتزامن تم فتح منشأة للتدريب على الطائرات دون طيار فيها، وبعد سنوات قليلة، تم نقل هذه المنشأة إلى بالماخيم. وتضم القاعدة أيضاً محطة تحكم بطائرات دون طيار "هيرون Heron"، وتحتوي على العديد من الحظائر لركنها وصيانتها.
_ خلال منتصف العام 2024، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن باحثين في جامعة تكساس حددوا هذه القاعدة بأنها المسؤولة عن التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في منطقة الشرق الأوسط، خلال معركة طوفان الأقصى.
الكاتب: غرفة التحرير