ألقى سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة عصر يوم الأحد، 25 آب 2024، للحديث عن تفاصيل الهجوم الذي شنّه حزب الله فجر اليوم ذاته على الكيان المؤقّت في إطار الردّ على الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية واغتيال القائد الجهادي الكبير، السيد فؤاد شكر. وقد أعلن سماحة السيد مسمى "عملية يوم الأربعين" على الهجوم الذي نفّذ الساعة 5:15 فجراً يوم أربعين الإمام الحسين. وقد أوضح في الكلمة تفاصيل الضربة وكذلك تفاصيل سردية الكيان "الكاذبة".
عملية "يوم الأربعين"
حدد السيد حسن نصرالله عدة معايير في عملية يوم الأربعين، أولها "تجنّب الأهداف المدنية" وقد وضّح السيد نصرالله عن سبب عدم كون الهدف مدنياً، وهو حماية المدنيين في لبنان، بقوله "فمن أجل تأكيد حماية المدنيين في لبنان وتجنيبهم أي أذى قد يُلحقه العدو بهم فضّلنا أن نتجنّب المدني عند العدو". ثانياً، "الابتعاد عن البنية التحتية" بما يتجنب معه تقديم ذريعة بالمقابل للإسرائيلي. ثالثاً، هدف عسكري في العمق يرتبط بعملية الاغتيال:
- سلاح الجو: استهداف قاعدة الدفاع الصاروخي في عين شيمرا، التي تبعد 75 كلم عن الحدود.
- المخابرات العسكرية: قاعدة غليليوت، قاعدة الاستخبارات العسكرية ووحدة أمان 8200. تبعد 110 كلم عن حدود لبنان.
أما عن السلاح المستخدم في العملية فمن نوع كاتيوشا (العدد المستخدم الفعلي 340 صاروخ) ومسيرات بأنواع وأحجام مختلفة.
السردية الإسرائيلية الكاذبة
أبرز الشخصيات التي بدأت ببث السردية الكاذبة هي نتنياهو والمتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري بالإضافة إلى غيرهم من القيادات، وبدأت حملة الكذب بتغيير أرقام عدد الصواريخ (عدد صواريخ الحزب 6000 صاروخ) ونوعيتها (صواريخ دقيقة باليستية) والأماكن المستهدفة (صواريخ معدة لاستهداف تل أبيب والمنشآت الحيوية). فهذه المعطيات لا علاقة لها بالعملية المنفذة وتنفي بدورها مزاعم الإنجاز الاستخباري الإسرائيلي الذي يتفاخر به كيان الاحتلال. لكن عنوان السردية الإسرائيلية هي "الضربة الاستباقية"، لكن دحض السيد نصرالله في خطابه الذي ألقاه بنفس يوم العملية المزاعم الإسرائيلية، وأكد أن السردية الإسرائيلية بشأن ما جرى "مليئة بالأكاذيب"، معتبراً أن هذا "يعكس مستوى الوهن لدى هذا الكيان"، مشدداً على أنّ أي منصة إطلاق لم تصب قبل العملية، وأن مرابض إطلاق المسيّرات لم تتعرّض لأي أذى قبل العملية أو بعدها، وأنّ "ما هو مخطط له حصل وبزيادة".
وأكد السيد نصر الله أنّ "حديث العدو عن قصف صواريخ استراتيجية ودقيقة كانت معدّة لاستهداف تل أبيب هو كذب في كذب، لافتاً إلى أن المقاومة، ولرؤية واضحة ودقيقة، لم تُرد استخدام هذه الأسلحة، ولكنها قد تستخدمها في المستقبل القريب، وأن المواقع التي استهدفها جيش الاحتلال صباح اليوم في خراج البلدات، خالية أساساً أو جرى إخلاؤها من هذا النوع من الصواريخ، بطلب من الشهيد السيد فؤاد شكر.
ختاماً، تم احتواء الرد عبر الإعلان الإسرائيلي أن ما جرى اليوم قد انتهى، وبذلك عاد الطرفان إلى ما قبل مرحلة حادثة مجدل شمس التي وقعت في الجولان السوري المحتل، وابتعدا خطوة إلى الوراء عن حافة التدحرج نحو حرب واسعة. منهياً حزب الله بعد 25 يوماً الرد بعد انتظار عقابي فرضه على الكيان واستنفار وترقب بمستويات عالية، أما جبهة الإسناد اللبنانية المستمرة منذ بداية طوفان الأقصى ستكمل عملها التصعيدي.
لكن أمام الاحتلال حساب آخر مع طرفان من محور المقاومة، أنصار الله في اليمن والجمهورية الإسلامية الإيرانية، بعد توعدهما بردٍ قاسٍ نتيجة الاعتداء على العاصمة الإيرانية، طهران، وقصف ميناء الحديدة في اليمن. إذن سيبقى الانتظار الإسرائيلي سيد الموقف، مدعوماً بالمظلة الأميركية وبعض الدول العربية المطبعة إلى أن تبدأ ساعة الصفر اليمنية والإيرانية بإطلاق صواريخها ومسيراتها نحو فلسطين المحتلة.
الكاتب: غرفة التحرير