الخميس 09 تشرين أول , 2025 04:27

موقع جديد لمنظومة ثاد في الكيان المؤقت؟!

كشف حساب " BasedImint" الناشط على منصة إكس (تويتر سابقاً)، والمتخصص بتحليل صور الأقمار الاصطناعية، عن عملية توسيع كبيرة لموقع نظام الدفاع الجوي والاعتراض الصاروخي الذي يستخدم منظومات "ثاد"، والذي تديره الولايات المتحدة الأمريكية لصالح إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأظهر هذا الحساب صور أقمار اصطناعية (التُقطت في شهر آب / أغسطس الماضي أي بعد شهرين تقريباً من انتهاء حرب الـ 12 يوماً) تبيّن إضافة 4 منصات إطلاق جديدة إلى المنصات الـ 6 الموجودة. ووفقاً له فإن التوسع بدأ بعد فترة وجيزة من انتهاء العدوان الإسرائيلي الأمريكي على الجمهورية الإسلامية إيران، والتي واجهت خلاله إسرائيل نقصًا حادًا في الصواريخ الاعتراضية.

أما إحداثيات هذا الموقع فهي: 31.504956537905784, 34.8064732581284.

وهنا لا بد الإشارة الى أن التوسعة في هذا الموقع لم تعرض حتى الآن في Google Maps. فيما تؤكد صور الأقمار الصناعية من مصادر استخبارات الفضاء الخارجي (OSINT) وتقارير CNN وJINSA وISW News أن هذا الموقع قد تم بالفعل توسعته، وذلك لمعالجة نقص منصات الاعتراض، ولم يُعثر على أي نفي رسمي أمريكي.

 

فما هي أبرز دلالات هذا الأمر؟

_ إن الوتيرة السريعة التي تظهرها هذه الصور لعمليات التوسيع في هذه المنطقة، إضافةً للإجراءات المماثلة كإضافة منشأة جديدة في موقع ديمونا النووي، وإنشاء معامل لصناعة الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب في جوار رامات أوفاف، كل هذه المؤشرات ترجّح قرب المدة الزمنية للتصعيد العسكري القادم مع الجمهورية الإسلامية.

_ التوسيع الذي حصل يدّل على أن إسرائيل بات لديها بطاريتي ثاد في هذا الموقع فقط، وهذا أمر له دلالته الكبيرة كون أمريكا لا تمتلك سوى 8 بطاريات فقط في العالم كما هو معلن، 3 منها في الكيان المؤقت فقط!!

فعادةً تتضمن كل بطارية 6 منصات إطلاق محمولة على شاحنات، و48 صاروخًا اعتراضيا، ورادار AN/TPY-2، ويعمل بها حوالي 95 جنديا.

_ هذا التحضير يدلّ أيضاً على تيقن إسرائيل بأن ما ستواجهه من ردّ إيراني، خلال أي تصعيد عسكري مقبل، سيكون أشدّ وأقوى بكثير مما حصل خلال عملية الوعد الصادق 3. ويكفي هذا الأمر أيضاً، لتكذيب الادعاءات الإسرائيلية السابقة بأنها استطاعت تدمير الكثير من قدرات إيران الصاروخية.

فالمنصة الصاروخية الواحدة من ثاد، قادرة على حمل 8 صواريخ اعتراضية (8* 10 منصات أي 80 صاروخاً).

_ كما حصل خلال عمليات الوعد الصادق 1 و2 و3، قد تستخدم القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية الطائرات المسيّرة لإشغال هذه المنظومات، أو ربما يتم استخدام المسيّرات القتالية بعيدة المدى (مثل طائرة غزة)، أو الطائرات المسيّرة الانقضاضية لضرب هذه المنصات والمنظومات قبل أي هجوم صاروخي، لضمان أقل نسبة من الاعتراض.

_ قد يؤدي نقل بطاريات "ثاد" إلى الكيان من مناطق مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية الأخرى إلى خلق فجوات تكتيكية ستكون حتماً من صالح إيران.

_قد يجادل البعض بأن إسرائيل تمتلك منظومات دفاعية أخرى، لكن بعض الخبراء يؤكّدون على أن "الحماية الأمريكية لكيان الاحتلال الإسرائيلي" كانت لها الدور الأكبر في عملية اعتراض الصواريخ، بحيث شكلت أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي الأمريكية (THAADs) ما يقرب من 50% من جميع عمليات الاعتراض الأمريكية الإسرائيلية للصواريخ الباليستية متوسطة المدى الإيرانية.

وفي السياق كشف الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون عن حجم المساعدات الأمريكية الهائلة وغير العادية لإسرائيل، بأن ربع إمدادات العالم من أنظمة الدفاع الصاروخي "ثاد" موجودة في فلسطين المحتلة، وتديرها قوات أمريكية.


الكاتب:

علي نور الدين

-كاتب في موقع الخنادق.

- بكالوريوس علوم سياسية.

 




روزنامة المحور