وضعت معركة طوفان الأقصى في 7/10/2023 وما تبعها من حرب دموية شنّتها الآلة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، مسألة مقاطعة الكيان الإسرائيلي على أجندة النقاش العام لمناصري الحق الفلسطيني، وطرحت عدة أسئلة من بينها: ما هو تأثير وجدوى مقاطعة الكيان الإسرائيلي؟ في ظلّ شحّ المعطيات الإحصائية لتأثير المقاطعة.
تسعى هذه الورقة المرفقة أدناه من إصدار مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات إلى مفهمة المقاطعة والبحث في جدواها، وتوضيح العلاقة بين المقاطعة والجانب الاقتصادي من ناحية واستخدام المقاطعة كأداة لتغيير السياسات من ناحية أخرى، مع التطرق للعوامل المساعِدة لنجاح المقاطعة ومن أبرزها تنامي الرفض العربي والعالمي للممارسات القمعية الإسرائيلية، خصوصاً بعد الحرب على قطاع غزة. كما تتناول الورقة حالة العزلة التي يعاني منها الاحتلال الإسرائيلي في المحافل الفنية والثقافية وكذلك على المستوى الأكاديمي والجانب الرياضي.
تواجه حركة المقاطعة عدة معيقات، من أبرزها محاولة "إسرائيل" التضييق على دعاة المقاطعة ووسمهم بتهمة معاداة السامية، ويتمثل العائق الأبرز بحشد الدعم من حلفاء "إسرائيل"، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، وتوفير غطاء لجرائم الاحتلال. يضاف إلى هذه العوائق ضعف الفاعلية الفلسطينية والعربية والإسلامية، نتيجة لغياب الاستراتيجية الوطنية الجامعة لدى الفلسطينيين، وغياب الدور لدى العرب والمسلمين بسبب الانشغال بالهموم الداخلية لكل قُطر، والافتقار إلى بنى مؤسساتية ونقابية فاعلة ترعى حملات المقاطعة.
المصدر: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات
الكاتب: د. أشرف بدر