هذا الكتاب للباحث كمال ديب (دار الفارابي للنشر-بيروت) 2018.
يقدم هذا الكتاب معلومات أساسية حول موضوع حيوي يحتاج اليه كل باحث واعلامي ومسؤول وكل قارئ يهتم بالشأن العام.
حروب الغاز ليست معارك عسكرية وصواريخ واساطيل، بل هي أكثر تعقيدا. بدأت صراعا على منابع الغاز وطرق الامدادات واشتعلت حروبا من وسط اسيا الى سورية وأوكرانيا وافريقيا وتخللتها مواجهات قانونية وعقوبات ومقاطعة بين دول وشركات. ويتساءل المرء كيف ان الدول العربية وإيران، لمدة 100 عام امتلكت معظم احتياط النفط (60%) في العالم وهو السلعة الأساسية لتحريك عجلة الاقتصاد العالمي ولم تستفد منه لخدمة مصالحها العليا. في حين استعملت أمريكا كل مواردها حتى القمح-كأسلحة استراتيجية- وتستغل روسيا غازها الطبيعي لتعود دولة عظمى. فالكلام عن الغاز لا يقتصر على الاقتصاد، بل هو حاضر في الجيوبوليتيك بعدما أصبح سباق الهيمنة على العالم صراعا على الغاز الذي غدا اليوم كما النفط في الامس مسألة حياة او موت بالنسبة الى الأمم كافة.
ووفق الإرث الديني للمشرق العربي هابيل وقايين أي قابيل، هما ولدا ادم وحواء يعملان معا الأول مزارع، والثاني راع لكن الحسد أصاب قايين الذي قتل اخاه واستحوذ على الثروة لنفسه فأصابته لعنة الرب او لعنة قايين العرب، ففي القرن العشرين كان حلم النهضة العربية حاضرا بقوة ثم جاء الاستعمار الغربي وقسم العرب وسم بينهم حدودا وفق توزيع ثروة النفط وجعل عليها امرا بعدد سكان قليل، تاركا الثقل السكاني العربي خارجها. ثم دفع الاستعمار الأخ ليقتل اخاه، فاستعملت ربوع النفط وقودا لقتل العرب وذبح فلسطين. اما في القرن الواحد والعشرين، فولدت لعنة ثانية على العرب وهي الغاز الطبيعي، لتصبح الشعوب العربية وبلاد العرب وقودا في " حروب الغاز" في سوريا وليبيا واليمن ومصر وصولا الى لبنان وفلسطين. هنا أيضا أوجد الغرب امراءا يملكون الكثير من الغاز ويقبلون ان يكونوا شركاء في قتل عرب اخرين.
يعرض هذا الكتاب العوامل الاقتصادية والجيوبوليتيكة للغاز في العالم، ليؤكد أن الصراع على الغاز اليوم بات كالصراع على النفط بالأمس، يكتسب أهميته بوصفه صراعًا على سلعة أساسية تحرك عجلة الاقتصاد العالمي، وتحضر في الجيوبوليتيك للقوى الدولية والإقليمية، مستدعية التنافس فيما بينها لتأمین منابعها وطرق إمداداتها، مع ما يرافق ذلك من تدخل لهذه القوي الأجنبية لفرض نفوذها وهيمنتها على مناطق النفط والغاز، واستقطاب دولها في سياق تقاسم النفوذ والمصالح، وإدخالها في اقتتال فيما بينها، لا أفق له سوى اللعنة، «لعنة النفط» و «لعنة الغاز». ويوضح الكتاب أن الصراع على الطاقة توج بحروب شملت وسط أسيا وسورية وأوكرانيا وأفريقيا، وتخللتها مواجهات قانونية وعقوبات ومقاطعة بين الدول والشركات المتنافسة. وتحولت أغلبية الدول، ولا سيما العربية منها، التي امتلكت النفط والغاز، إلى ساحة الصراع على النفوذ، فتقاسمتها القوى الكبرى والإقليمية، لتشركها بصورة مباشرة أو بالوكالة - في صراعات عربية - عربية، أو عربية – إقليمية، يقتل فيها العربي أخاه العربي - من أجل الاستفراد بالثروة على غرار "هابيل وقايين" (أي قابيل)، وهو ما يصيبها بلعنة "قايين" وتحديدًا ب "لعنة قايين العرب": النفط.
يقسم الكتاب الى:
_مقدمة.
_الفصل الأول: تاريخ الغاز الطبيعي.
_الفصل الثاني: اقتصادات الغاز الطبيعي.
_الفصل الثالث: كيف أصبح الغاز الطبيعي سيد الطاقة.
_الفصل الرابع: أمريكا تشعل حروب الغاز 1990-2009.
_الفصل الخامس: اوراسيا، عودة روسيا.
_الفصل السادس: اوراسيا: الصين ووسط اسيا.
_الفصل السابع: حروب الغاز ولبنان.
_الفصل الثامن: لعنة الغاز والحرب السورية.
_الفصل التاسع: حروب الغاز في شمال افريقيا.
_الفصل العاشر: أمريكا تشعل حروب الغاز 2010-2017.
_الفصل الحادي عشر: اوراسيا: الجيوبوليتيك الدولي.
لتحميل الكتاب:
الكاتب: غرفة التحرير