الإثنين 01 أيلول , 2025 12:42

قمة كبرى في شنغهاي لـ"خصوم" أمريكا توجه رسالة واضحة

رئيس الجمهورية الإسلامية عند وصوله الى الصين

ينطلق سارانج شيدور، في هذا المقال الذي نشره موقع "Responsible Statecraft" الأمريكي وترجمه موقع الخنادق الالكتروني، من حدث انعقاد قمة منظمة شنغهاي للتعاون (SCO)، التي افتُتحت يوم الأحد في مدينة تيانجين الصينية، والتي وُصفت بأنها تُعدّ أضخم اجتماع للمنظمة على الإطلاق، بأنها دلالة على أن أحادية القطب في تراجع، وأن هذه القمة بما ستشهده من اتفاقات ولقاءات ثنائية ستشكّل حدثًا استثنائيًا يُعيد رسم ملامح التوازن الدولي. فبالرغم من أن جذور المنظمة أمنية، فإنها تتجه بشكل متزايد إلى أجندات اقتصادية وتواصلية. ففي هذه القمة، تدفع الصين نحو إنشاء بنك تنمية خاص بالمنظمة وترتيبات تمويلية جديدة لاستخراج المعادن الحيوية.

النص المترجم:

افتُتحت يوم الأحد في مدينة تيانجين الصينية قمة منظمة شنغهاي للتعاون (SCO)، وهي تجمع لدول آسيوية وأوراسية. وتسعى الصين إلى تعظيم مكاسبها من هذا الحدث الذي يُعدّ أضخم اجتماع للمنظمة على الإطلاق.

يستضيف الرئيس شي جين بينغ أكثر من 20 من قادة العالم، بينهم قادة من كوريا الشمالية والهند وإيران ودول آسيا الوسطى وتركيا، إلى جانب الشريك الروسي المقرّب من بكين. كما يشارك الأمين العام للأمم المتحدة وأمين عام رابطة آسيان. وكان من المقرر أن يحضر الرئيس الإندونيسي برابووو سوبيانتو، إلا أنه ألغى مشاركته في اللحظة الأخيرة بسبب احتجاجات مناهضة للحكومة اندلعت اليوم خارج عاصمته.

رغم أن جذور المنظمة أمنية، فإنها تتجه بشكل متزايد إلى أجندات اقتصادية واتصالية. ففي هذه القمة، تدفع الصين نحو إنشاء بنك تنمية خاص بالمنظمة وترتيبات تمويلية جديدة لاستخراج المعادن الحيوية. غير أن اللقاءات الثنائية ستكون لافتة للانتباه أيضاً، خصوصاً بين الصين والهند، الصين وروسيا، وروسيا وإيران.

تأتي القمة في وقت تبني فيه الولايات المتحدة جدراناً جمركية مع معظم دول العالم، وتُعتبر على نحو متزايد شريكاً غير موثوق به من قبل العديد من القوى التجارية. وقد حاولت بكين استغلال هذا الاضطراب لتقديم نفسها كعامل استقرار ومركز للتجارة والتكنولوجيا في آسيا والجنوب العالمي.

التقلبات والضبابية في السياسة الأميركية تتناقض مع حالة من الاستقرار الأوسع والحيوية الاقتصادية في أجزاء رئيسية من آسيا. ورغم أن معظم دول المنطقة قدّمت تنازلات كبرى لواشنطن في مسألة الرسوم الجمركية، فإن قمماً كهذه المنعقدة في تيانجين تتيح للدول المشاركة تعزيز مسارات التنويع وتعدد الاصطفافات.

يبرز هذا بشكل خاص في حالة الهند وإندونيسيا خلال هذه القمة. فالهند، التي تمر علاقاتها مع الولايات المتحدة بأخطر أزمة منذ أكثر من ربع قرن، تسعى إلى تهدئة علاقتها الصعبة مع الصين وتعميق روابطها القوية أصلاً مع روسيا. أما إندونيسيا، فما زالت توازن بين مختلف الأطراف؛ فبعد إبرامها اتفاقاً تجارياً مع الولايات المتحدة عقب فترة مفاوضات شاقة، واصلت أيضاً تعزيز علاقاتها مع كل من الصين وروسيا.

إن تزايد اللجوء إلى سياسات التحوّط وتعدد الاصطفافات عبر النظام الدولي لا يمكن إلا أن يسرّع من تراجع الأحادية القطبية على المدى البعيد. ولتبقى الولايات المتحدة ذات صلة، فهي بحاجة إلى إيجاد طرق لتقديم نفسها كشريك مستقر وموثوق، ولن يتحقق ذلك عبر محاولة استعادة الهيمنة، خصوصاً من خلال المزيد من العسكرة.

السبيل الأفضل قد يكون البحث عن مصالح مشتركة مع القوى المتوسطة الأساسية في آسيا وأماكن أخرى، والعمل على تحقيقها بشكل مشترك.


المصدر: Responsible Statecraft

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور