ليست المرة الأولى التي يُحيي فيها الحشد الشعبي في العراق، الذكرى السنوية على تأسيسه، لكن هذا العام تميّز إحياء المناسبة بأمرين، الأول: مشاركة رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني لاحتفال الذكرى السنوية التاسعة، بصفته قائداً عاماً للقوات المسلحة، وإلقائه كلمةً لافتة لناحية المضامين والمواقف. أمّا الثاني فكان بالكشف رسمياً عن طائرة دون طيار 6 Mالتي يمتلكها الحشد، وإظهار مميزاتها العملياتية التكتيكية.
وبالعودة الى خطاب الرئيس شياع السوداني في المناسبة - الذي كان في احتفال رسمي حاشد للعديد من المسؤولين الرسمين- وما حمله من مواقف ومضامين مهمة، فقد تميّز بأنه أعطى لهذه المؤسسة ولأفرادها حقوقهم، في التقدير والشكر على كل ما بذلوه خلال الأعوام الماضية، من حماية لكيان الدولة، وليس فقط محاربة المجموعات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش الوهابي الإرهابي.
كما لم يغفل الرئيس شياع السوداني من إعلان بعض الخطوات العملية التي تؤكد تقديره لهذه المؤسسة، ودورها في مستقبل البلاد، بحيث أعلن عزم حكومته على إنشاء معسكرات ومقارّ وقواعد خاصة بالحشد خارج المدن، ووضع قانون يضمن لمنتسبيه تقاعداً كريماً، أسوةً بغيرهم من أفراد القوى المسلحة العراقية. مضيفاً بأن الحكومة تضع "انصاف اسر الشهداء وجرحى الحشد على رأس أولوياتها".
وقد وصف السوداني الحشد بأنه أصبح "من بين أهم التشكيلات الأمنية التي تعتمد عليها الدولة والحكومة لمواجهة الأخطار المستقبلية ولا يمكن الاستغناء اليوم عن الحشد الشعبي أو التفريط به على المستوى الأمني فقد أصبح جزءا أساسيا من حالة الاطمئنان في الشارع العراقي". مؤكداً بأن التحديات الأمنية التي واجهها البلد سابقا، قد "أصبحت اليوم من الماضي بفضل يقظة قواتنا الأمنية". مشدداً على "أن دور تشكيلات الحشد الشعبي لم يقتصر على تحرير الأرض، بل ساند الجيش لحفظ مؤسسات الدولة والنظام السياسي في العراق". مبيناً أن فتوى الجهاد الكفائي (التي أصدرها المرجع السيد علي السيستاني عام 2014)، كانت ثمارها تحرير العراق من عصابات داعش، داعياً إلى "الكتابة عن الملحمة الخالدة والانتصار الذي قل نظيره".ومؤكداً على أن الحشد يخضع لإشراف القائد العام للقوات المسلحة (وبالتالي دحض كل الهجمات الإعلامية المعادية للحشد والتي ما زالت تدّعي بأن لديه أجندات خاصّة غير عراقية).
طائرة دون طيار M6
أمّا الحدث الثاني، فقد كشفت هيئة الحشد لأول مرة بشكل رسمي، عن وجود الطائرة دون طيار الهجومية M6، ضمن الاجهزة والمعدات العسكرية التي تملكها. وهذا ما يمكّن الحشد من زيادة قدراته الرادعة، في ضرب استهداف أي هدفٍ معادٍ للعراق.
فقد أظهر الفيديو الذي تمّ عرضه لهذه الطائرة، أن الحشد يمتلك كوادر فنية قادرة ومتمكنة من تشغيل هذا النوع من الطائرات، ومزوّدة بأجهزة متطورّة للتحكم بها، وتنفيذ مهامهم بدقة عالية.
كما أظهر الفيديو العملية الهجومية التي قامت بها هذه الطائرة على أحد الأهداف، بحيث قامت باستطلاع المنطقة العامة المحيطة بالهدف، ومن ثم قامت الطائرة بإطلاق صاروخ موجّه بدقة، فأصاب الهدف وقام بتدميره بشكل كامل.
الكاتب: علي نور الدين