في اجتماع هو الأول من نوعه، عقد وزراء دفاع ورؤساء أجهزة استخبارات روسيا وسوريا وتركيا وإيران بالأمس الثلاثاء، جولة مشاورات جديدة في العاصمة الروسية موسكو، تركّزت حول الملفات الأمنية ومسائل التموضع العسكري لكل من سوريا وتركيا، قرب المناطق الحدودية للبلدين في الشمال السوري. وبالرغم من أن تفاصيل ونتائج اللقاء، قد جرى إحاطتها بجدار من السريّة، إلا أن اللقاء كان بمثابة مقدمة لإنجاح ترتيبات عقد اجتماع مرتقب على مستوى وزراء الخارجية لهذه الدول، تم التوافق بشكل مبدئي على موعده في الـ 2 من أيار / مايو المقبل، وفق ما كشفته مصادر لوسائل إعلامية.
بيان وزارة الدفاع الروسية
تعمدت وزارة الدفاع الروسية فرض أجواء التكتم على مجريات اللقاء، واكتفت بإصدار بيان صحافي مقتضب في ختامه جاء فيه:
_ التشديد على الروح الإيجابية التي سادت النقاشات خلاله.
_ كشفت بأنه تم مناقشة قضايا الساعة المتعلقة بالتعاون الثنائي، ومختلف جوانب ضمان الأمن العالمي والإقليمي. كما تم بحث الخطوات العملية لتعزيز الأمن في سوريا وتطبيع العلاقات السورية – التركية.
_إيلاء اهتمام خاص لقضايا مواجهة جميع مظاهر التهديدات الإرهابية، ومحاربة جميع الجماعات المتطرفة.
_تأكيد الطرفين السوري والتركي الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، وضرورة تكثيف الجهود من أجل العودة السريعة للاجئين السوريين إلى وطنهم.
_ تبيين أهمية عقد هكذا اجتماعات، وضرورة استمرار ذلك من أجل زيادة استقرار الوضع في سوريا والمنطقة ككل.
الانسحاب التركي شرط سوريا للتطبيع
وبحسب بيان وزارة الدفاع السورية، فإن المحادثات الثلاثاء تركزت حول انسحاب القوات التركية من سوريا، الذي اعتبرته شرطاً أساسياً لتطبيع العلاقات بين البلدين، بالإضافة الى إعادة فتح الطريق السريع M4، الذي يصل ما بين المنطقة الشرقية لسوريا وغربها.
وفيما يتعلق بالبند الأخير، فإن تركيا لم تستطع خلال السنوات السابقة الالتزام بتعهداتها حوله (التي تم الاتفاق عليها في سوتشي خلال آذار / مارس من العام 2020). فبعدما أجرت القوات الروسية والتركية دوريات مشتركة وفقاً لهذا الاتفاق، على مدار السنوات الماضية على هذا الطريق السريع الذي يربط البحر المتوسط بالحدود العراقية، إلا أن المجموعات الإرهابية التي تسيطر عليها أنقرة، كهيئة تحرير الشام – جبهة النصرة سابقاً، استطاعت أن تحول دون عودة حركة المرور إلى طبيعتها.
لذلك، وبعد قطيعة دامت 11 عاما، اتفق الجانبان السوري والتركي على تشكيل لجان مشتركة بينهما من مسؤولي الدفاع والمخابرات، تعقد اجتماعات لها في العاصمة الروسية، ثم لاحقا في كل من أنقرة ودمشق، لمناقشة كل الملفات ومعالجتها، وبالتأكيد سيكون ملف هذا الطريق في مقدمة ذلك.
لكن تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بأن قوات بلاده لن تنسحب في الوقت الراهن من شمالي العراق وسوريا، مع تشديده على أن بلاده لا تطمع في اقتطاع أجزاء من الأراضي السورية، يؤكد أن مسار المباحثات لن يكون سهلاً وسريعاً، بل قد تؤدي فيه الولايات المتحدة الأمريكية دور المعرقل الأكبر، كونها الخاسر الأكبر من هكذا خطوات.
الكاتب: غرفة التحرير