تطل علينا بعد أيام ذكرى حدث ألهم الأمة دورها، يوم أن وعت الأمة في تاريخها الحديث حجم الكارثة والنكبة التي وقعت بها بضياع أقدس مقدساتها، وعنوان شرفها وعفتها بضياع القدس وفلسطين، بإعلان الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يوم القدس العالمي، فحاولت النهوض بأقل واجباتها وإظهار تضامنها بالتعبير عنه، كطريقة لدعم القضية الفلسطينية، والتضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استرداد حقوقه، وهو يومًا مهمًا ومقدسًا، يمثل رمزًا للصمود والتضحية في وجه الاحتلال الإسرائيلي، يومًا للتضامن العالمي مع فلسطين والقدس، وللتذكير بأهمية الحفاظ على هذه المدينة المقدسة كرمز للهوية الفلسطينية والإسلامية.
وهو فرصة للتعبير من الأمة عن وحدتها وتضامنها ورفضها للاحتلال الإسرائيلي، وتؤكد على الحق في العودة إلى الديار وحرية القدس وتحريرها، كعاصمة لفلسطين، هدف هذا الاعلان إلى تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وإبرازها كواحدة من أهم القضايا الإنسانية في العالم، ودعم الحقوق الفلسطينية، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيه وتحقيق العدالة، وتعزيز التضامن الإسلامي والوحدة بين المسلمين، وتوعية الرأي العام حول القضية الفلسطينية، وبالمعاناة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، والظلم الذي يتعرضون له، وهو فرصة لتذكير العالم بأهمية هذه القضية العادلة، وللتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه الاحتلال والتمييز العنصري الذي يمارسه النظام الإسرائيلي، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من أوضاع صعبة وقاسية نتيجة الاحتلال والحصار الذي يفرض عليه منذ عدة عقود، والحياة تحت ظروف معيشية صعبة، وأن القضية الفلسطينية لا تزال حية ومستمرة، وأن الدعم والتضامن الدوليين يلعبان دورًا حاسمًا في تحقيق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكل الأرض الفلسطينية وإرساء السلام والعدالة.
وقد جعلت فعاليات هذا اليوم تحت شعار يعبر عن طبيعة المرحلة، وبدقة في التوقيت وهو الضفة درع القدس باعتبار أن غزة سيفها الذي لا يغمد، فلا بد للسيف من درع يصول به ويحمي حمى القدس بصورة رائعة من تكاملية المشهد والدور، وبما يحقق استعادة لمكونات الشعب الفلسطيني، فإن كانت الامة تتحمل مسؤولياتها بدورها الحاسم في حماية هذه المدينة المقدسة والدفاع عنها بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في قضيتهم العادلة وتقديم الدعم والمساندة لهم، بما في ذلك المساهمة في تأمين الدعم المالي والإنساني واللوجستي لتعزيز صمود الفلسطينيين وحماية حقوقه، و نشر الوعي الدولي بأهمية القدس والدفاع عن مكانتها المقدسة، وتوضيح الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني ومدينة القدس من قبل الاحتلال. ويجب أن تتضمن هذه الجهود الدعوة إلى مقاطعة السلع الإسرائيلية والحث على إقامة علاقات مع الشركاء التجاريين الملتزمين بمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي و دعم الجهود الدولية لتحقيق السلام والعدالة في المنطقة، والمساهمة في ممارسة الضغط الدولي على الإسرائيلي لإنهاء احتلاله وإعادة حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، والمساهمة في الحفاظ على الهوية الفلسطينية، وعلى التراث الثقافي والتاريخي للمدينة المقدسة، وذلك بالمشاركة في الأنشطة الثقافية والتربوية والتاريخية التي تعزز الوعي بأهمية القدس، وتعزز الانتماء الوطني للفلسطينيين، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لحماية القدس، وذلك بتشجيع التعاون والتنسيق بين الدول العربية والإسلامية والجهود الدولية المختلفة المبذولة في هذا الصدد، وتعزيز الحوار الدبلوماسي والثقافي مع الدول الأخرى للتوصل إلى حلول لحماية المدينة المقدسة.
كل ذلك لا يمكن أن ينسي الفلسطيني دوره في المعركة، وأنه صاحب الحق في الدفاع عن مقدساته في ظل صعوبة الحياة تحت الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر على الأرض، وينتهك الحقوق الأساسية للشعب، وأن ذلك المقاتل الثائر سيبقى وفياً مقداماً معطاءً بدمائه حتى تحرير فلسطين واستعادة القدس، وأن الحرية والكرامة هما أولوياته القصوى، فلا حياة ولا كرامة الا بظل الحرية على كل الأرض الفلسطينية.
هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة رأي الموقع