شهد شهر آب / أغسطس تغيرات في معيشة المستوطنين في الداخل الفلسطيني المحتل اذ ارتفعت أسعار السلع الأساسية والغذائية بالإضافة الى ارتفاع فاتورة الطاقة الكهربائية. هذا الارتفاع الذي وصفته الأوساط الإسرائيلية "بالتسونامي" لم يكن فقط نتيجة التأثّر العالمي بتداعيات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بل إن الكيان راكم هذه الازمات الاقتصادية والمعيشية منذ العام الماضي على أقل تقدير.
سجل عام 2021 تضخماً مالياً تجاوز نسبة 2.2% وهو رقم لم يبلغه الكيان منذ أكثر من 8 سنوات. وارتفعت أسعار المستوطنات (بمعنى البيوت السكنية) بنسبة 10.3%. وبحسب مركز الإحصاء المركزي فقد ارتفعت أسعار المعكرونة، بنسبة تتراوح ما بين 20% إلى 30%.
وبذريعة "الخوف على صحة الجمهور" أقر الكنيست العام الماضي ضريبة إضافية على المشروبات الخفيفة، والمُحلاة، ما رفع سعر العبوة الواحدة بنسبة 30% إلى 40% تأثرت بها الطبقة الفقيرة من المستوطنين الذين لا تعوّض عليهم الحكومة بسياسة اقتصادية ترفع من قدرتهم على شراء البدائل الصحية لهذه المشروبات، فيما استثمرت الحكومة بهذا "القانون" 380 مليون شيكل سنويا إضافياً في خزينتها.
وفي مطلع شهر شباط / فبراير من العام الحالي انعقدت في ديوان رئيس الحكومة السابق نفتالي بنيت ووزارة المالية مباحثات مكثفة في محاولة لإعداد خطوات توقف غلاء أسعار المنتجات الاستهلاكية وتعمل على تهدئة الاحتجاجات والانتقادات حول الأوضاع.
على الرغم من ذلك استمرت أزمة الغلاء الشهر الجاري مع ارتفاع أسعار مشتقات الحليب بنسبة 4.9%. وفي تقرير صدر منتصف الشهر الماضي أشار موقع "ميدا" العبري الى أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بمعدل ستة بالمائة عن العام الماضي 2021، بتسجيل بعض المنتجات الأساسية زيادات بلغت عشرات بالمائة مقارنة بسعرها. وعلى سبيل المثال، فقد ارتفعت أسعار الأرز بنسبة 14%، والخضروات بنسبة 7 %، والمعكرونة بنسبة 10 %ومنتجات الدجاج بنسبة 6 %، والزيت بما لا يقل عن 28 %، وسجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك زيادة بنسبة 60 %، وهي أكبر زيادة مسجلة منذ عقد".
وتوقع الموقع "قريباً زيادات أخرى في أسعار المياه والحليب والبيض والفواكه، وسيشهد سعر الخبز ارتفاعا الأسبوع المقبل بنسبة 20 %". ونشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية رسماً كاريكاتورياً تظهر فيه كيف تطحن أزمة غلاء الأسعار المستوطنين.
وارتفعت أسعار الكهرباء بنسبة 8.6% وبحسب وزير مالية الاحتلال أفيغدور ليبرمان فإن "الأسرة العادية ستدفع 35 شيكلا إضافيا شهريا على الكهرباء بسبب التغيير" مع توقع ارتفاع يصل الى 9.6% في الأسبوعين المقبلين.
كلّ هذه الأزمات ومسؤولي الكيان وعلى رأسهم رئيس الحكومة الحالي يائير لابيد يبحثون عن أصوات داعمة لهم في الانتخابات المقبلة تؤمن لهم عدد مقاعد في "الكنيست" على حساب دماء الأطفال في قطاع غزّة الذين استشهدوا جراء غارات جيش الاحتلال في المناطق السكنية، في حين "لم تقدم الحكومة على فعل شيء لمواجهة تسونامي الأسعار الذي ينهار على الإسرائيليين كل يوم" حسب ما يلفت الموقع العبري.
الكاتب: غرفة التحرير