لا زالت الولايات المتحدة تراهن على استراتيجية المناورة في التعامل مع اليمن، رغم اثبات السنوات الـ7 الماضية أن الحل العسكري لن يجدي نفعاً ولن يحسم المعركة ميدانياً، الأمر نفسه بالنسبة للمماطلة وترحيل الحلول الجدية ونسف المفاوضات وإفشال أي وساطة من شأنها أن تضع الحل السياسي على الطريق الصحيح.
هذه الاستراتيجية كانت تطبق بشكل خاص على جبهات مأرب، فتارةً تستقدم التعزيزات من المرتزقة والميلشيات السعودية-الإماراتية لشن هجمات تحاول من خلالها استعادة بعض المواقع التي كانت تفقدها على الدوام رغم الغطاء الجوي والاسناد الناري الكثيف، وتارةً تستغل الأوضاع الإنسانية للضغط على حكومة صنعاء بقبول التنازلات رغم أنها المسؤولة عن الحصار الاقتصادي والإنساني في كل من المطارات والموانئ.
يرافق هذا الوضع المتأزم لقوى التحالف، تحركات عسكرية على الأرض حيث رصدت مؤخراً وصول قوات عسكرية أميركية إلى عدن تساعد في تأمين عودة آمنة للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي الذي كان قد غادر البلاد برعاية سعودية كما أكدت مصادر مطلعة.
كما لوحظ انتشار قوات تابعة للبحرية الأميركية بمحيط قصر المعاشيق المقر المرتقب لهادي الذي قد يعود لليمن بعد اتفاق إقليمي سعودي-أميركي يتضمن عودته إلى البلاد بمحاولة لإعداد اتفاق جديد يقضي ببدء مرحلة انتقالية.
كما رصد بالتوازي تحرك للقوات الإماراتية في محافظة حضرموت، حيث أفادت مصادر عسكرية ان الامارات ستقوم بنقل 5 ألوية عسكرية بقيادة هيثم قاسم طاهر من المحافظة إلى الساحل الغربي للبلاد في أعداد واضح لإعادة اشعال الجبهات في وجه ميليشيا الإصلاح في تلك المنطقة بعد كانت "النخبة الحضرمية" التابعة للامارات قد سيطرت على إحدى المواقع المهمة في وادي عمد.
وتأتي هذه التحركات بعد ظل تعسر المحادثات التي ترعاها سلطنة عمان، إضافة لتصاعد وتيرة الهجمات السعودية على الأراضي اليمنية خاصة الجوية منها، وما يقابله من رد يمني موجع -عملية الردع السابعة- التي استهدفت العمق السعودي ومنشآت نفطية حساسة.
وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، أُطلق عليها اسم "عاصفة الحزم"، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين
الكاتب: غرفة التحرير