لم يكن تصريح وزارة الخارجية الأميركي الأخير حول استنكارها لهجمات الجيش واللجان الشعبية على مدينة مأرب وتخوفها من فقدان السيطرة على عدد من المواقع في تلك المنطقة النفطية الاستراتيجية إلا تمهيدًا وترجمة لاستقدام مقاتلين من تنظيم القاعدة الإرهابي إلى تلك المنطقة من جديد.
مصادر ميدانية أكدت وصول طائرة إماراتية أمس، إلى مطار الريان في حضرموت، تقل عددًا من سجناء معتقل "غوانتانامو" من بينهم 6 قياديين من تنظيم القاعدة، كانت الولايات المتحدة قد أفرجت عنهم عام 2015.
كما أكدت المصادر ان هذا الاستقدام يعتبر مؤشرا لتحرك عسكري جديد للجماعات التكفيرية بعد عجز ميليشيات التحالف من إحداث أي فرق في الميدان خاصة على محور البيضاء-مأرب،
ونية أبو ظبي ومن خلفها واشنطن بالتصعيد على تلك الجبهات.
وتأتي هذه الخطوة نتيجة عدد من المؤشرات، فتوقيت هذا التصعيد يأتي بعد اعلان واشنطن عن دعم وتدريب ما يسمى "قوات الشرعية" تحت ذريعة " مكافحة الإرهاب"، إضافة للتحرك العسكري لمقاتلي القاعدة الذي رصد على جبهات البيضاء مؤخرًا، بالتوازي مع لقاء جمع قائد القوات البحرية الأميركية الوسطى مع الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي لنقاش مشروع "مكافحة الإرهاب في اليمن".
بالسياق نفسه اعادت واشنطن من جهتها فتح ملف التفاوض التي تعرقله برفض مطالب حكومة صنعاء بتحييد الملف الإنساني، وهذا ما يترجم "المناورة" التي تحاول ان تلتف بها لكسب بعض أوراق الضغط التي تعتقد أنها تستطيع ان تغير بها بعض المعادلات التي ثبتت ميدانيا.
استقدام الامارات والسعودية لمقاتلي تنظيم القاعدة تحت غطاء التحالف، لم يكن الأول، فقد شهدت معارك محور البيضاء خاصة استعانة ميليشيات "الإصلاح" بجماعات سلفية، لأجل كسب ما يمكن أن تذهب به إلى طاولة المفاوضات، بعد وصول الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في البلاد إلى طريق مسدود نتيجة محاولة واشنطن فرض بعض شروطها، فيما يستمر الجيش واللجان الشعبية في التقدم على مختلف الجبهات، خاصة تلك لا تريد واشنطن ان يتم حسمها عسكريا كمدينة مأرب الاستراتيجية.
وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في اذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم "عاصفة الحزم"، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين.
الكاتب: غرفة التحرير