على الرغم من رغبة قبائل مأرب وأبنائها والمجلس المنتخب فيها تحييد المدينة عن العمليات العسكرية، وتسليمها دون قتال، إلا أن أداة السعودية في المحافظة سلطان العرادة وبعض الشخصيات التابعة للإمارات، ترفض هذا الطرح رغم كل المساعي القبلية والمطروحة من قبل صنعاء أيضاً، حيث أكد عضو الوفد المفاوض عبد الملك العجري ان "ما هو معروض اليوم قد لا يكون مقبولاً غداً" ورغم معرفتهم المسبقة بأن الـ12 مديرية السابقة التي تم تحريرها شاهدة على فشل قواتهم بالتصدي للجيش واللجان.
في حديث خاص لـ "موقع الخنـادق" أكد عضو مجلس الشورى اليمني اللواء الركن طيار عبدالله الجفري أن "تحرك قوات التحالف سواء كانت في المخاء أو تعز وشبوة وحضرموت ليس للانسحاب من اليمن، ولكن من أجل التموضع في جانب تكتيكي عسكري آخر، يراد من خلاله تجيير وتحشيد قواهم لأجل معركة مأرب والتصدي للجيش واللجان الشعبية، عندما أصبحت المدينة على وشك التحرير، وتحاط من كافة الاتجاهات، وعلى تخوم المدينة التي تبعد 5 كلم".
وكشف اللواء الجفري عن ان هذه التموضوعات "من أجل حشد تلك القوات المتواجدة في أطراف المحافظات الجنوبية مع المملكة السعودية، وقد نفذت أمس عملية هجومية نوعية بـ 7 صواريخ باليستية وتم استهداف فيلق في ظهران في عسير، حيث كانت تتجمع قوى عسكرية كبيرة جداً للانتقال ودعم المرتزقة تلك الجبهة في مأرب، وما حصل في الساحل الغربي يأتي في نفس السياق. نحن أمام سيناريو مختلف، ومعركة مفصلية، وحاسمة".
من جهة أخرى، فقد أشار اللواء الجفري إلى ان التحركات الدبلوماسية لمجلس الأمن والأمم المتحدة إضافة لزيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ تأتي في سياق رأب الصدع والخلافات بين المجلس الانتقالي والإصلاح الذين يتناحرون فيما بينهم، حيث تمت اتفاقات بين طارق عفاش والانتقالي من جهة، وطارق عفاش وحميد الأحمر من جهة أخرى".
أما عن المرحلة ما بعد مأرب يقول اللواء الجفري ان "بتحرير مأرب تكون الأمور قد حسمت، ولن يكون التصعيد بالقدر والمستوى الذي كان قبل حسمها".
مؤكداً ان "المدينة أصبحت تحاط من كافة الاتجاهات وعلى مسافة لا تتجاوز أكثر من 5 إلى 6 كلم وهذا يعتبر في قواعد المعركة العسكرية منطقة ميتة وهناك تتوقف هذه المعركة وتدخل في المسار السياسي التفاوضي وهناك من المشائخ والأعيان والوجهاء التي تلعب هذا الدور لاستلام مدينة مأرب وفقاً للمبادرة التي أطلقها قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي".
موضحاً أن "آخر المناطق التي تمت السيطرة عليها هي نقطة البلق والتي تعد المدخل الأساسي والرئيسي إلى مدينة مأرب من الجهة الجنوبية عبر مديرية الجوبة وبالتالي هناك أيضاً تحرير منطقة العامود والوشحة والطلعة الحمراء والمشجع حيث حوصرت من 3 محاور: الجوبة، وصرواح ورغوان والشمالي الشرقي باتجاه منطقة الجوف والذي وصل إلى أحد آبار النفط في صافر".
وبالنسبة للعمليات العسكرية في مديرية الوادي فقد أشار اللواء الجفري إلى انه "إذا تم الدخول إلى مأرب سيتم الاستسلام ولن يكون هناك معارك لان في الأخير عندما تسيطر على مركز القرار وعلى عصب المعركة وبالتالي تكون الأمور قد حسمت، والوادي تبعد عن مديرية مأرب من 40 إلى 50 كلم باتجاه الشرق، وعندما تحسم أمور المدينة ستسقط الوادي لن يكون لديهم قدرات عسكرية، ومع ذلك هناك أعداد كبيرة في الوادي من الشرفاء الذين يقفون إلى جانب الجيش واللجان الشعبية ويريدون التحرير والاستقلال".
وعن بنك الأهداف واتساع رقعة العمليات العسكرية في المرحلة المقبلة والتي قد تصل إلى الامارات يؤكد اللواء الجفري "كل الخيارات مفتوحة وكل مَن يريد ان يحتل اليمن سيتم مواجهته إن كانت الامارات وغيرها، ونحن بصدد المواجهة العسكرية كائناً من كان، ومن أراد أن يأتي إلى اليمن لن يعود إلى بلده إلا بالتوابيت كما قد حصل في الماضي، ونحن لا نستثني أحداً من دول التحالف، وسنقاتل كل من أتى إلى اليمن وستحاربه إلى يوم القيامة جيلاً بعد جيل".
يظن الذي يتابع سلسلة التموضوعات الجديدة التي تقوم بها قوات التحالف أنها قد نجحت في كل العمليات العسكرية التي خاضتها سابقاً وهي الآن تستعد لبدء مرحلة جديدة في مأرب، وما الإصرار على التحشيد إلا رغبة منها في انهاء الحرب عبر استعادة مأرب. الا ان المدينة التي باتت محاصرة من قبل الجيش واللجان الشعبية من كل الجهات بانتظار الأيام القليلة المقبلة إلى ان ينجلي الغبار.
الكاتب: غرفة التحرير