في خضم الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، تبرز مؤشرات متزايدة على محاولات "تل أبيب" استغلال الأزمة الإنسانية لفرض مشاريع تهجير جديدة بحق الفلسطينيين، في إطار خطط أوسع تهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه عبر الضغط العسكري والابتزاز السياسي. وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في مقال ترجمه موقع الخنادق، عن تحركات إسرائيلية دبلوماسية في القارة الأفريقية، ترمي إلى فتح قنوات لاستيعاب فلسطينيين من غزة تحت غطاء "المساعدات الإنسانية".
ووفقاً للتقرير، فإن "إسرائيل" تجري محادثات مع جنوب السودان وعدد من الدول الأفريقية ضمن خطة تهجير منظمة. وقد قامت وزارة الخارجية الإسرائيلية بتحويل مليون شيكل (ما يعادل نحو 290 ألف دولار) إلى جمعية"IsraAID" الناشطة في جنوب السودان، والتي تُعنى بدعم اللاجئين وتوزيع المساعدات. واعتبرت الصحيفة أن هذه الجمعية تمثل الخيار الأنسب، كونها الجهة الوحيدة التي تملك مكاتب فعّالة داخل جنوب السودان، إضافة إلى خبرتها السابقة في التعاون مع الخارجية الإسرائيلية.
كما أوضحت الصحيفة أنّ جنوب السودان تُعَدّ واحدة من خمس دول تُجري معها "إسرائيل" اتصالات بهذا الخصوص، إلى جانب إثيوبيا، ليبيا، إندونيسيا، ودولة أفريقية خامسة لم يُكشف عن اسمها. وأرجعت "إسرائيل" سبب عدم إرسال ممثلين رسميين إلى هذه الدول إلى اعتبارات "اقتصادية وأمنية"، في محاولة للتخفيف من الطابع السياسي المباشر للخطوة.
وتشير التفاصيل المنشورة إلى أنّ هذه التحركات الدبلوماسية لا تأتي في سياق منفصل، بل في إطار خطة أشمل "لنقل نازحين فلسطينيين من غزة إلى أراضي تلك الدول"، بما يسمح لـ"تل أبيب" بتسويق المشروع في صورة مساعدات إنسانية، بينما يخفي في جوهره بعداً سياسياً مرتبطاً بمشروع التهجير القسري.
كما لفتت الصحيفة إلى أنّ وزير خارجية جنوب السودان ونائبه قاما مؤخراً بزيارة إلى "إسرائيل"، في إطار تنسيق دبلوماسي مستمر بشأن هذا الملف، ما يعكس جدية المساعي الإسرائيلية لإيجاد ممرات خارجية لتصفية قضية اللاجئين عبر قنوات بديلة.
النص المترجم للمقال
هل يستقبل جنوب السودان لاجئين من غزة؟ إسرائيل تُحوّل مليون شيكل لمنظمة لاجئين في البلاد
هذه الدولة الأفريقية من الدول التي تُجري إسرائيل معها محادثات بشأن إعادة توطين نازحي غزة. في غضون ذلك، حوّلت وزارة الخارجية مليون شيكل إلى منظمة "مساعدة إسرائيل في جنوب السودان"، المُخصصة لتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين هناك، بما في ذلك مستلزمات النظافة والحزم الغذائية.
في ضوء المحادثات التي تجريها إسرائيل مع جنوب السودان لاستقبال سكان غزة الذين سيغادرون القطاع، حولت وزارة الخارجية نحو مليون شيكل إلى جمعية "مساعدة إسرائيل في جنوب السودان"، لتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين في البلاد.
قدمت وكالة المعونة الوطنية الإسرائيلية (ماشاف) هذه المساعدة الإنسانية. وبلغت قيمة العقد 290 ألف دولار أمريكي، ويشمل مساعدات إنسانية للاجئين في جنوب السودان، بما في ذلك شراء معدات النظافة، وحزم غذائية، ومساعدات غذائية، وعلاج سوء التغذية.
ينص نموذج العقد على أن "مساعدات إسرائيل في جنوب السودان" منظمة "ذات سمعة طيبة ومعروفة لدى وزارة الخارجية من خلال تعاون سابق معها"، ويوضح سبب تعامل إسرائيل معها: "نقل المساعدات من إسرائيل غير ممكن لأسباب اقتصادية وأمنية. لا توجد إمكانية للموافقة على نقل المساعدات شخصيًا إلى جنوب السودان وإلى المناطق التي يتركز فيها المحتاجون".
كما أُشير إلى أن "وكالة المعونة الإسرائيلية" ستعمل على إيصال وتوزيع المساعدات على الأرض. وهي الهيئة الوحيدة العاملة في جنوب السودان التي لديها مكاتب في هذا البلد. وقد أُجري مسحٌ لجميع منظمات المجتمع المدني، ولم يُعثر على أي كيان مدني آخر يدير فرعًا للمساعدات الإنسانية في جنوب السودان.
أفادت تقارير هذا الشهر أن إسرائيل تُجري محادثات مع خمس دول، منها جنوب السودان، بشأن استيعاب نازحي غزة في أراضيها. حتى أن وزير خارجية جنوب السودان زار إسرائيل مؤخرًا برفقة نائبه، وفي الوقت نفسه، تُبذل جهود في القدس لنقل النازحين إلى إندونيسيا وليبيا وإثيوبيا ودولة أفريقية أخرى.
المصدر: يديعوت أحرنوت
الكاتب: إيتامار إيشنر