الثلاثاء 05 آب , 2025 03:54

المرونة الإيرانية: كيف أعادت الحرب تشكيل الدولة والمجتمع والجيش؟

تشييع شهداء في إيران

شهدت السنوات الأخيرة تصاعداً دراماتيكياً في التوترات بين إيران وإسرائيل، بلغ ذروته في المواجهة المفتوحة التي اندلعت في حزيران/يونيو 2025، عقب مسار متصاعد من الاشتباكات المحدودة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. في خضم هذا الصراع، لم تكن المواجهة مجرّد تبادل ضربات بين خصمين إقليميين، بل مثلت اختباراً حقيقياً لبنية النظام الإيراني على المستويات كافة: السياسية والعسكرية والمجتمعية.

فقد أظهرت الأحداث كيف واجه "الثالوث الإيراني"-الحكومة، الجيش، والشعب- ضغوطاً غير مسبوقة، كشفت عن نقاط قوة، وأسفرت عن تغيّرات تكتيكية وبنيوية في نهج إدارة الدولة للأزمة. إذ تكيفت الحكومة سريعاً لإعادة تثبيت السيطرة، بينما أعاد الجيش هيكلة استجابته العسكرية بعد خسائر مؤلمة، واصطف الشعب خلف خطاب التعبئة الوطنية، متحدياً رهانات الانهيار الداخلي.

تسعى هذه الورقة الصادرة عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية التابع للجيش الأمريكي، بعنوان بـ"التغيير في الثالوث الإيراني من خلال عدسة الصراع الإسرائيلي-الإيراني – تحليل أولي"، إلى تحليل هذا التحول داخل الثالوث الإيراني، عبر تفكيك التفاعلات التي أفرزتها الحرب، واستعراض ردود الفعل الرسمية والشعبية، بهدف فهم مآلات النظام الإيراني في مرحلة ما بعد المواجهة، واحتمالات تموضعه الجديد في خارطة الإقليم. فاللحظة الحرجة التي مثلتها الحرب الأخيرة لا تضيء فقط على ديناميات الأزمة، بل تفتح نافذة لفهم مستقبل إيران كفاعل مركزي في النظام الإقليمي والدولي.

تفترض الدراسة أن الضربات التي نفذتها القوات الإسرائيلية والأمريكية، رغم قصر مدة الحرب التي استمرت 12 يومًا، أحدثت تغييرات عميقة في بنية النظام الإيراني من خلال تحليل "الثالوث" الذي تمثله الحكومة، الجيش، والشعب.

تشير الدراسة إلى أن إيران، رغم تعرض قياداتها العسكرية وبنيتها التحتية لضرر كبير، تمكنت من الحفاظ على تماسكها الداخلي. ففي الجانب الحكومي، فرضت رقابة صارمة على الإنترنت، وقمعت الاحتجاجات في مراحل مبكرة، واستثمرت في الخطاب القومي لتحفيز الشعب على "الدفاع الوطني".

على الصعيد العسكري، تقدر الدراسة أن الحرس الثوري تعرض لضربات أصابت قيادته بشكل مباشر ("قطع الرأس") ما سبب تعطلًا مؤقتًا في عمليات القيادة والسيطرة، مع التشديد على قدرته على التعافي خلال فترة تتراوح بين سنة إلى ثلاث سنوات.

كما تلفت الدراسة الانتباه إلى أن شبكة "الوكلاء" الإقليمية لإيران، مثل حزب الله و"الميليشيات" العراقية، تجنبت تصعيدًا واسعًا. هذا السلوك يُفسر في الدراسة على أنه إما رغبة في تجنب حرب شاملة أو دليل على محدودية قدراتها التموضعية في المنطقة.

تنتقل الدراسة لتحليل ما تسميه "مأزق القدرة النووية الكامنة"، حيث تشير إلى أن إيران قد تلجأ إلى رفع مستوى تخصيب اليورانيوم كوسيلة للردع دون أن تصل إلى مرحلة التسلح النووي الفعلي. كما تبرز الدراسة أن التماسك الشعبي خلف النظام لا يعكس وحدة وطنية حقيقية، بل هو نتيجة القمع والدعاية، ومن ثم فهي ترى أن "الانشقاق الداخلي" يشكل فرصة، وليس أزمة حقيقية للنظام.

في النهاية، لا تقدم الدراسة توصيات مباشرة، لكنها ترسل رسائل واضحة مفادها:

- إيران لم تُهزم بعد، ما يستلزم مواصلة الضغط عليها.

- النظام ما زال صامدًا، لذا الاعتماد يجب أن يكون على سياسة الاستنزاف الطويلة وليس التفاوض.

- الشعب منقسم، ما يستوجب دعم الحرب السيبرانية، والدعاية، واستخدام "الطابور الخامس" لتفكيك الجبهة الداخلية.

- القدرات النووية كامنة، وأي تقدم في تخصيب اليورانيوم يجب أن يُقابل برد عسكري أو فرض عقوبات.

- الوكلاء الإقليميون مقيّدون، وهذا يمثل فرصة للقيام بضربات استباقية لمنعهم من استعادة قدراتهم.

النص المترجم للمقال

التنافس الطويل الأمد بين إسرائيل وإيران تصاعد بشكل حاد خصوصًا منذ 7 أكتوبر 2023، حيث شهدت الفترة تبادلَي ضربات محدودة ومباشرة، قبل أن ينفجر الوضع إلى حرب مفتوحة في يونيو 2025. وقد تدخلت الولايات المتحدة بضربات استهدفت مواقع نووية إيرانية رئيسية، وانتهى الأمر بالتوصّل إلى وقف إطلاق النار في 24 يونيو 2025.

ازدادت حدة الخصومة بين إسرائيل وإيران على مدى عقود من الزمن، خاصة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث أدى ذلك إلى تبادل إطلاق نار مباشر ولكن محدود، ثم تحول إلى حرب مفتوحة في حزيران/ يونيو 2025. وتدخلت الولايات المتحدة بضربات على المواقع النووية الإيرانية الرئيسية، وبلغت ذروتها بوقف إطلاق النار في 24 يونيو 2025.

على مدار اثني عشر يومًا، شهد الثالوث الإيراني تحولًا كبيرًا في مواجهة الأزمة. فقد شهدت الحكومة وحدة في صفوف طيفها السياسي والتفافًا حول الدفاع الوطني. أما الجيش الذي أُخِذ في البداية على حين غرة، فقد عدّل استراتيجيته بسرعة. وأظهر الشعب الإيراني تماسكًا ملحوظًا، متحدّيًا التوقعات الخارجية بالانشقاق الداخلي، وعزّز بدلًا من ذلك استقرار النظام.

تقدم هذه التكيفات السريعة داخل الثالوث الإيراني رؤى مهمة حول قدرة البلاد على الصمود والموقف المستقبلي. إن فهم هذه التغييرات ضروري لتقييم موقف إيران المتطور في المنطقة وتقييم احتمالات تجدد الصراع أو الاستقرار الدائم.

تأثير الصراع:

الحكومة

القيادة: أمرت القيادة الإيرانية بتنفيذ عمليات انتقامية مع ضمان الاستقرار الداخلي. سارع المرشد الأعلى الإيراني إلى تعيين قادة جدد في الحرس الثوري الإسلامي لملء الفراغ القيادي الذي خلفته الهجمات الإسرائيلية "بقطع الرأس". وعلاوة على ذلك، وفي خطوة غير مسبوقة، أجرى المرشد الأعلى مشاورات مع مجلس الخبراء لتحديد الخلفاء المحتملين في حال اغتياله.

الرئيس والبرلمان: أيّد البرلمان الإيراني إغلاق مضيق هرمز، لكن التنفيذ كان يتطلب موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي، وهو ما لم يتم منحه. علاوة على ذلك، أعلنوا رسميًا أن القواعد العسكرية الأمريكية أهدافًا مشروعة. وترافقت هذه الإعلانات مع سلسلة من الجلسات التي تم بثها على المستوى الوطني بهدف تعزيز المشاعر القومية. ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن هذه الإجراءات كانت رمزية إلى حد كبير، وكانت بمثابة رسائل استراتيجية أكثر من كونها إجراءات حقيقية.

السيطرة: وسرعان ما أحكمت الحكومة سيطرتها على شبكات الإنترنت والاتصالات للحد من التضليل والتدخل الأجنبي. في الوقت نفسه، حافظت قوات الأمن على النظام الداخلي، وسيطرت على الاحتجاجات، ومنعت المعارضين ضد النظام وحشدت المؤيدين مع إبقاء الاحتجاجات محدودة. وعلى الصعيد الاقتصادي، وعلى الرغم من العقوبات المستمرة، نفذت الحكومة جهودًا لتحقيق الاستقرار، مثل ضبط الأسعار ودعم الوقود وبرامج الرعاية الاجتماعية، لحماية المواطنين وإظهار المرونة.

السياسة الخارجية: أطلقت إيران جهودًا دبلوماسية مركزة في مجال السياسة الخارجية، حيث أدانت إسرائيل لانتهاكها القانون الدولي لكسب التأييد العالمي. وأكدت زيارة وزير الخارجية إلى روسيا على الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات مع الحلفاء الرئيسيين، بما في ذلك روسيا والصين. وفي الوقت نفسه، أكد المرشد الأعلى أن الضربات الإسرائيلية لم تلحق الضرر بالمنشآت النووية الإيرانية، مشددًا على أن الطموحات النووية الإيرانية لا تزال قائمة.

الخلاصة

- تحركت السلطات الإيرانية بسرعة استجابةً للنزاع، وسعت جاهدةً لإظهار صورة الإدارة الفعالة للأزمات أمام الجمهور الإقليمي والدولي.

- مع ملاحظة الأضرار الكبيرة التي لحقت بها جراء الضربات الأمريكية والإسرائيلية، ولا سيما حرية العمل في المجال الجوي الإيراني التي أظهرها كلا البلدين، وبالتالي نقاط الضعف التي كشفتها الضربات، قد تختار إيران رفع تخصيب اليورانيوم كرادع استراتيجي، وتوازن بين القدرة النووية وتجنب التسلح الكامل (مأزق القدرة النووية الكامنة).

العسكرية

تعطل القيادة وخسائر في القيادات

كان هناك انقطاع مؤقت في استمرارية القيادة والسيطرة رفيعة المستوى داخل الحرس الثوري الإيراني، مما أثر بشكل خاص على وحداته الجوية والصاروخية. وقد نجمت هذه الانقطاعات عن ضربات مستهدفة وخسائر في القيادة، مما أضعف التنسيق الاستراتيجي. وتعتبر الوحدات المتضررة حاسمة بالنسبة للردع الإيراني واستعراض القوة في المنطقة. وقد أدت الثغرات في القيادة إلى تأخير في الاستجابات العملياتية وانخفاض الكفاءة.

قدرات الأسلحة

شهدت إيران تدهوراً ملحوظاً في قدراتها العسكرية الدفاعية والهجومية على حد سواء. فقد عانت أنظمة دفاعها الجوي وقواتها الجوية من الضربات الإسرائيلية الدقيقة، مما قلل من قدرتها على مواجهة التهديدات الجوية. وفي الوقت نفسه، استنزفت قدرات إيران الهجومية، لا سيما منصات إطلاق الصواريخ، والبنية التحتية للطائرات بدون طيار، ومخزونات الذخائر، بشكل كبير. وتحد هذه الخسائر من قدرة إيران على استعراض القوة والرد بفعالية على العمليات الإسرائيلية/الأمريكية. وستستغرق إعادة بناء هذه الأنظمة وقتًا وموارد، مما قد يضعف الموقف الاستراتيجي الإيراني على المدى القريب.

الوكلاء

ظلت شبكة وكلاء إيران الإقليميين مقيدة إلى حد كبير، متجنبةً الاشتباكات المباشرة واسعة النطاق. وعلى الرغم من ذلك، تواصل إيران تقديم الدعم اللوجستي وضمان جاهزيتها وقدرتها العملياتية. وتحافظ جماعات مثل حزب الله وميليشيات مختلفة في العراق وسوريا على تمركزها. ويشمل دعم إيران شحنات الأسلحة وتبادل المعلومات الاستخباراتية والمساعدات المالية.

مجال المعلومات

استخدمت إيران أدوات إلكترونية استخباراتية وإعلامية للتأثير على الرأي العام الإقليمي. وتهدف هذه الجهود إلى الحفاظ على النفوذ، وتحديداً بين دول الشرق الأوسط، على الرغم من الانتكاسات العسكرية. في 16 حزيران/ يونيو 2025، قصفت إسرائيل مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الحكومية في طهران خلال بث تلفزيوني مباشر، موجهةً ضربة للرواية الإيرانية عن القوة والسيطرة.

الخلاصة

- نفذت إيران خطة التعاقب المنظم للحفاظ على استمرارية القيادة.

- استخدمت إيران استراتيجية تهدف إلى استنزاف أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.

- في حين أن وضع إيران العسكري الحالي دفاعي في المقام الأول ويركز على إعادة التشكيل، إلا أنها تحتفظ بدرجة من القدرة الهجومية، وتحديداً صواريخها قصيرة المدى.

- لا تزال شبكة وكلاء إيران سليمة ولكن خاضعة لرقابة مشددة، مما يعكس الحذر من التمدد الأمريكي. ويثير وجودها المحدود خلال اللحظات الحاسمة شكوكاً حول استعداد إيران لنشر هذه الركيزة الحاسمة بشكل كامل.

- تستخدم إيران الطيف الكامل لمجال المعلومات للتأثير على الجماهير المحلية والدولية.

الشعب

تعبئة الشعب الإيراني

حشد الصراع العديد من الإيرانيين وراء النظام، حيث صوّرته الدعاية الحكومية على أنه دفاع ضد العدوان الخارجي، مما عزز الوحدة الوطنية مؤقتاً.

مكافحة التجسس

استغلّت إسرائيل عملاء "الطابور الخامس" السريين لزعزعة استقرار إيران، مستهدفةً شخصيات بارزة وزرع عدم الثقة داخل المجتمعات. وردًا على ذلك، كثّفت السلطات الإيرانية الإجراءات الأمنية، واعتقلت المئات من المشتبه في تجسسهم. وأسكتت حملة القمع التي شنها النظام المعارضة المحتملة، ولم تترك أي أصوات بارزة للطعن في رواية الحكومة.

النزوح

أدت الغارات الجوية الإسرائيلية إلى نزوح الآلاف، لا سيما في منطقة طهران، حيث فر الناس من المناطق التي تعرضت للقصف.

الخلاصة

- شنّت إسرائيل حملات سرية، بما في ذلك الدعاية والعمليات السيبرانية، للتحريض على الاضطرابات بين الإيرانيين، مستهدفة الشباب والأقليات، لكنها لم تحقق سوى نجاح محدود.

- نشر النظام عمليات مراقبة جماعية وحجب الإنترنت وقوات الباسيج شبه العسكرية لقمع المعارضة واعتقال النشطاء وفرض حظر تجول صارم للحفاظ على النظام.

- لم تنشأ أي حركة اجتماعية متماسكة بسبب غياب العناصر الأساسية: غياب القيادة الموحدة، والمظالم المجزأة، وقمع قنوات الاتصال، مما أدى إلى تقييد العمل الجماعي.

ما التالي

الحكومة

1- السيطرة: ستشدد الحكومة سيطرتها، من خلال توسيع نطاق المراقبة وقمع الاحتجاجات لمنع التحديات الداخلية، خاصة في المراكز الحضرية.

2- محادثات جديدة: ستسعى إيران لإحياء المحادثات النووية لرفع العقوبات، بهدف تحقيق انتعاش اقتصادي، مع الحفاظ على موقف علني صارم تجاه الولايات المتحدة.

3- الطموحات النووية: بدعم من دول أو خبراء خارجيين، ستسرّع إيران من طموحاتها النووية، مع التركيز على أجهزة الطرد المركزي المتقدمة ومخزونات اليورانيوم المخصب.

4- الاقتصاد: من المحتمل أن تعمل إيران على إعادة بناء بنيتها التحتية بسرعة. ومع ذلك، فإن اقتصادها الذي يعاني من العقوبات المستمرة، سيجعلها مضطرة إلى إعطاء الأولوية لاستثماراتها بعناية. هذه الخيارات ستؤثر بشكل كبير على الشعب الإيراني.

5- التأثير في المجتمع المسلم (السني/الشيعي): ستستغل إيران موقفها التحدي لتعزيز علاقاتها مع الجماعات الشيعية وبعض الجماعات السنية، مع الاستمرار في تصوير نفسها كقائدة إقليمية معارضة لإسرائيل.

المستوى العسكري

1- تحديد الدروس المستفادة: سيدرس الجيش الإيراني طريقة عمل إسرائيل، مثل الحرب السيبرانية والضربات الدقيقة لتعزيز دفاعاته وتكييف استراتيجياته.

2- مكافحة التجسس: ستستهدف عمليات التدقيق والمراقبة المعززة التسريبات الداخلية، بهدف إحباط الاختراقات الأجنبية، وخاصة "الطابور الخامس" الإسرائيلي.

3- إعادة البناء وإعادة ترتيب الأولويات: على الرغم من الأضرار، تحتفظ إيران بجيش دائم كبير، وترسانة كبيرة من الصواريخ والطائرات بدون طيار، وقدرات تصنيع محلية قوية. وقد تستغرق استعادة قدراتها التقليدية من سنة إلى 3 سنوات. ستعطي إيران الأولوية لتطوير الصواريخ والدفاعات الجوية وربما تكتيكات جديدة غير متماثلة لمواجهة التهديدات الإقليمية.

4- الجيل الجديد: قد يضغط القادة الأصغر سنًا من أجل تحديث الحكومة والهيكل العسكري الإيراني، لأن العديد من القادة من الجيل الأكبر سنًا قُتلوا في الهجمات.

السكّان

الحراك الاجتماعي: في أوقات الأزمات، يحتشد الإيرانيون من أجل البقاء على قيد الحياة، لكن المصاعب الاقتصادية والقمع قد يؤجج السخط الكامن. لكن من دون وجود قادة معارضة أو حركات اجتماعية متماسكة، من غير المرجح أن تظهر تحديات كبيرة للنظام، خاصة في مواجهة القمع النشط.

الخلاصة

على الرغم من أن إيران عانت من انتكاسة كبيرة، إلا أنه من المرجح أن تتحمل الصعوبات الحالية وتتعافى. وبذلك، قد تظهر أكثر قوة وقد تشكل تحدياً أكبر في المستقبل.


المصدر: مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية




روزنامة المحور