شهدت وسائل الإعلام الإسرائيلية ومنصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا كبيرًا مع مشاهد عودة اللبنانيين إلى قراهم في جنوبي لبنان، عقب انتهاء مهلة الستين يومًا وفق اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.
المشاهد أثارت استياء وغضبًا واسعا بين الإسرائيليين، خاصة وسط مستوطني الشمال، الذين رأوا فيها تهديدًا مباشرًا على أمنهم وأمن عودتهم إلى منازلهم. كما تم ربطها بأحداث مماثلة في شمال قطاع غزة، ما عزز الشعور بالقلق والتخوّف من تبعات الاتفاقات التي أبرمتها الحكومة الإسرائيلية. فيما يلي أبرز مواقف الجمهور:
1)الشعور بالهزيمة والإحباط:
عبرت العديد من المنشورات والتعليقات عن شعور عميق بالهزيمة، حيث رأى الإسرائيليون أن ما حدث في جنوبي لبنان يعكس فشلا سياسيا وعسكريا ذريعا.
ووصف بعض المستخدمين ما جرى بأنه "هزيمة غير مسبوقة"، مشيرين إلى أن الحرب لم تحقق أهدافها الأساسية، وعلى رأسها ضمان أمن مستوطني الشمال.
تعليقات مثل:
"عندما كانت هناك حرب كان لدي أمل الآن بعدما انتهت بقي لي فراغ كبير في القلب، شعور بالهزيمة."
"نصر مطلق؟ خطوة واحدة عن النصر؟ بل أقرب إلى فشل جديد".
2)انتقادات حادة للحكومة والجيش:
الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها كالمعتاد بنيامين نتنياهو، كانوا الهدف الرئيسي للهجوم، حيث وصفهم العديد بـ" الخانعين والمنهزمين.
البعض اعتبر أن الحكومة تعمدت تقديم تنازلات غير مبررة، خاصة في ظل وجود قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة.
تعليق بارز: "لا تبيعوا لنا الأوهام، نحن لسنا في السادس من أكتوبر".
الانتقادات شملت أيضًا هيئة الأركان، حيث تساءل البعض: " لماذا يبدو أن أحدًا في هيئة الأركان المتغطرسة والمترهلة لم يتوقع مسيرات العودة الأكثر توقعًا في التاريخ؟".
3)التشكيك في الاتفاقيات الأمنية:
الكثيرون أشاروا إلى أن الاتفاقيات التي وقعتها إسرائيل، سواء مع لبنان أو غزّة، كانت "خدعة كبرى" لم تصب في مصلحة الأمن الإسرائيلي.
تعليقات مثل:
"الاتفاق لم يتضمن منطقة عازلة تمنع دخول حزب الله إلى الجنوب، وهذا أكبر خطأ استراتيجي".
"الجيش اللبناني - حزب الله، والمشكلة أنهم لا يقولون لسكان الشمال الحقيقة.
4)تصاعد المخاوف من إعادة انتشار حزب الله:
العديد من التعليقات ربطت بين المشاهد في جنوب لبنان وبين أحداث 7 أكتوبر في غزة، مشيرين إلى أن "ما يحدث اليوم في الجنوب هو مقدمة لما سيحدث لاحقا".
بعض المستخدمين أعربوا عن خشيتهم من أن حزب الله سيعيد بناء بنيته التحتية بسرعة، مما يزيد من احتمال اندلاع مواجهات جديدة في المستقبل القريب.
تعليق بارز:" حزب الله سيعيد انتشاره على السياج والتهديد لم يُزل. من يعود للعيش على الحدود أحمق".
5)دعوات للتحرك العسكري والتصعيد:
رأى كثيرون بأن إسرائيل يجب أن تعود إلى العمليات العسكرية في لبنان لمنع إعادة تمركز حزب الله. كما وجهوا دعوات واضحة للتصعيد العسكري ضد حزب الله وردع أي محاولة لإعادة التمركز قرب الحدود.
ومن التعليقات البارزة: "إذا لم ينسحب مسلحو حزب الله - يجب أن تعود إسرائيل لإطلاق النار فورا، هذا ما يخشونه".
6)مقارنات بين لبنان وغزة:
مقارنة متكررة بارزة بين ما يحدث في جنوب لبنان وشمال قطاع غزة، حيث رأى البعض أن الحكومة فشلت في كلا الملفين.
تعليق شائع: " يا لها من فوضى في الشمال، حزب الله يعود إلى جنوب لبنان، وفي غزة السكان يعودون بالقوة إلى شمال القطاع. من كان يمكنه التنبؤ بأن هذا سيحدث؟".
البعض وصف الأمر بأنه "سيناريو مكرر" لما حدث في اتفاقات سابقة، حيث لم يتم تحقيق الأمن بشكل حقيقي وأن تضحيات الجنود بذلت عبنا.
عينة مما تم نشره في منصات التواصل الاجتماعي في الكيان المؤقت
-نائب رئيس الكنيست، عضو الكنيست حانوخ مليفيتسكي، في تعقيبه على الأحداث في غزة وجنوب لبنان: قلت قبل وقف إطلاق النار إنه لا يوجد ولن يكون بديل لسيطرة جنود الجيش الإسرائيلي على مساحات واسعة من جنوب لبنان. لا يمكن لأي قوة عربية مسلحة، وبالتأكيد ليس قوة دولية، أن تضمن أمن مواطني إسرائيل. لقد فشلنا في ذلك مرة تلو الأخرى. حان الوقت للاستيقاظ وتغيير النهج.
_ عندما كانت هناك حرب، كان لدي أمل الآن بعدما انتهت بقي لي فراغ كبير في القلب، شعور بالهزيمة.
_ فشل:
لا توجد كلمة أخرى العملية العسكرية في لبنان حققت الكثير - من تصفية نصر الله إلى تدمير معظم القدرات الصاروخية لحزب الله. لكن الهدف الرئيسي لها، هدف الحرب كما تم تحديده في الكابينت - "إعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم" - لم يتحقق. هذا الفشل يتحمل مسؤوليته المستويات العليا -العسكرية والسياسية مقاتلونا فعلوا أقصى ما بوسعهم، لكن القيادة ضعيفة حكومة اليمين بكاملها وجميع المستويات العسكرية يجب أن ينظروا اليوم في المرأة، يشعروا بالخجل، ويحاسبوا أنفسهم. ليس هكذا يتحقق النصر. ليس هكذا يبدو النصر المطلق.
_يئير كراوس مراسل الجليل والجولان ليديعوت أحرونوت:
بعد 15 شهرًا من القتال، هذه بالضبط هي المشاهد التي كانوا يخشونها في الشمال: عناصر حزب الله وسكان القرى المدمرة القريبة من الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان يعودون حاملين أعلام التنظيم الإرهابي في هذه المرحلة، يمنعهم الجيش الإسرائيلي من العودة، لكن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يعود عناصر التنظيم ويعيدوا بناء منازلهم، وتحتها مواقع انطلاق وهجوم بدون منطقة عازلة، لا شيء سيمنعهم من العودة إلى خطط السابع من أكتوبر التي أعدوها.
اليوم نحن نشاهد مجرد مقطع تمهيدي وإشارة تحذيرية لا يجوز أن تتجاهلها المنظومة السياسية والأمنية مرة أخرى.
_من سيعود للعيش على الحدود أحمق.
_يا لها من فوضى! في الشمال، حزب الله يعود إلى جنوب لبنان، وفي غزة، السكان يعودون بالقوة إلى شمال القطاع. من كان يمكنه التنبؤ بأن هذا ما سيحدث في اليوم الذي تنتهي فيه الهدنة في الشمال وحماس تخرق الاتفاق في الجنوب؟ فقط نبي!
_إنهم يعودون وبكل تأكيد. الحكومة رحبت بهم، والجيش اللبناني أعلن أنه يرافقهم إلى داخل القرى. لا تبيعوا لنا الأوهام من فضلكم، نحن لسنا في الـ 6 من أكتوبر.
_ معهد ألما: ما يحدث الآن في جنوب لبنان هو حدث منظم: إعلانات مسبقة، تحديد أوقات التجمع، ونقاط التج مع. من المحتمل أن حزب الله يدفع مبالغ مالية لبعض المشاركين بشكل فوري. هناك وجود ميداني فعلي لعناصر حزب الله، والجيش اللبناني لا يستطيع ولا يريد منع هذا التحرك.
_ يوسي يهوشع (المحلل العسكري للقناة I24):
الصور من جنوب لبنان، وكذلك من نتساريم في غزة، تكشف عن الاتفاقيات السيئة التي وقعتها إسرائيل. في لبنان، انتصرنا لكن ذلك لم يترجم إلى اتفاق يفرض منطقة عازلة تمنع أي دخول في غزة، تخلّينا مبكرًا جدًا عن ورقة الضغط الأساسية - السماح بعودة المدنيين شمالاً بالفعل في المرحلة الثانية.
_ شاحنات حزب الله في جنوب لبنان... هل يذكركم بشيئ (القصد أنها تشبه شاحنات حماس في السابع من أكتوبر).
_ الجيش اللبناني = حزب الله، والمشكلة هي أنهم لا يقولون لسكان الشمال الحقيقة. السكان يعتمدون على الجيش والحكومة، بينما كل ما تريده الحكومة هو الهدوء. بدون احتلال جنوب لبنان حتى نهر الليطاني، وبدون منع عودة اللبنانيين إلى القرى، لن يكون الشمال مكاناً آمناً للعيش.
_ لماذا يبدو وكأن أحدًا في هيئة الأركان المتغطرسة والمترهلة لم يتوقع "مسيرات العودة" الأكثر توقعًا في التاريخ، والتي تنفذ الآن في جنوبي لبنان وغزة مع "سكان أبرياء" يحاولون فقط العودة إلى منازلهم في الشمال؟ ولماذا يبدو أن هذا سينتهي مرة أخرى بهزيمة وانسحاب إسرائيلي "مجيد"؟
_ وفقاً لما يحدث هذا الصباح في جنوب لبنان، هل يمكن لأحد من الحكومة أن يشرح لنا كيف من المفترض أن يشعر سكان الشمال بالأمان للعودة؟ وماذا يحدث؟ السكان يعودون إلى القرى برعاية ودعم حزب الله، بينما جيش جنوب لبنان بالطبع لا يفعل شيئ. هناك احتكاكات مع الجيش الإسرائيلي، لكن في النهاية، هذا ما قاله رئيس مجلس المطلة عندما دعا السكان إلى عدم العودة. حزب الله سيعيد انتشاره على السياج والتهديد لم يُزَل. وماذا سنفعل الآن عندما لن يسمح ترامب لإسرائيل بالعودة للقتال؟
_ من مسافة صفر - انتبهوا إلى مدى قربهم من قواتنا. مؤيدو حزب الله يستفزون جنود الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.
)ملاحظة: هذا المقطع حاز على انتشار واسع جدا عبر الشبكة وسط الجمهور الإسرائيلي، وكانت أثره مستفزا جدا لمشاعرهم).
_ أمر مروع ومخيف، لبنانيون مؤيدون لحزب الله يقفون على بعد أمتار قليلة من قواتنا، التي لا تحرك ساكناً.
في توثيق نشرته شبكة *المنار* اللبنانية، يظهر عشرات الأشخاص يحيطون بدبابة *ميركافا* وهم يهتفون بالانتقام لدم نصر الله ويرفعون صوره.
نذكر أنه قبل اندلاع الحرب بوقت قصير، خضعت إسرائيل لإملاءات حزب الله ولم تهاجم الخيام التي نصبها في مزارع شبعا.
كم نذكر أن كبار المسؤولين السياسيين تعهدوا بالرد بقوة على أي خرق للاتفاق، وهو وعد قطع أيضاً بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي عقب حرب لبنان. منحدر زلق على حافة الهاوية.
_ ما الداعي للكلام؟ الردع الإسرائيلي الناتج عن اتفاقيات وقف إطلاق النار مثير للإعجاب لدرجة أن حزب الله وحماس ينظمان في الوقت نفسه مسيرات لمواطنين بلا خوف أمام قوات الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان وعلى محور نتساريم.
_ نصر مطلق؟ خطوة واحدة عن النصر؟ بل أقرب إلى فشل جديد. في غزة، حماس لا تزال تسيطر، وفي لبنان، حزب الله يتعافى بسرعة، مع تدفق جماعي للسكان ومؤيدي حزب الله إلى القرى في الشمال.
_ يبدو أن المفهوم الفاشل قد عاد إلى الجيش الإسرائيلي. صور مستفزة من جنوب لبنان.
_مصطلحات(أكاذيب) تم دفنها عميقاً: نصر مطلق - خطوة واحدة عن النصر - سنسحق حماس - سنجتث ذراع الإرهاب - واقع جديد في غزة - سنعيد لبنان إلى العصر الحجري - محور فيلادلفيا.
_غاي بخور (دكتور وباحث): هل ينهار اتفاق "وقف إطلاق النار" مع لبنان؟ آلاف المسلحين المتنكرين في زي "مدنيين" يتسللون إلى قرى الحدود، والجيش اللبناني لا يفعل شيئا – في انتهاك واضح للاتفاق. مسلحون وصلوا حتى دبابات الجيش الإسرائيلي.
هل ندرك الآن إلى أي مدى كان هذا "الاتفاق" خدعة كبيرة؟
على حكومة إسرائيل الخانعة والمنهزمة أن تعلن فورًا: إذا لم ينسحب مسلحو حزب الله – يعود إطلاق النار. هذا ما يخشونه.
_ روعي كايس (رئيس المجال العربي في قناة كان 11): صور سريالية هذا الصباح في جنوب لبنان.
_الصور هذا الصباح من لبنان يجب أن تقلق سكان الشمال – حزب الله يمكنه العودة إلى القرى في جنوب لبنان وإعادة ترميم نفسه.
اليوم هناك مظاهرة في كريات شمونة، على الجميع الحضور في الساعة 14:00.
"كريات شمونة هم المختطفون القادمون".
كل من يريد الحياة في الشمال يجب أن يشارك في المظاهرة.
_ توثيقات لا تصدق من جنوبي لبنان. ببساطة عار.
_ ما ترونه هذا الصباح في جنوب لبنان هو الهزيمة الأكثر إيلامًا لنا على الجبهة الشمالية بعد اتفاق الاستسلام لحماس.
**إنهم يعودون .**
"هم" هؤلاء الشيعة الذين يشكل حزب الله جزءًا لا يتجزأ منهم.
"هم" يعودون ليناموا بجوار سكان الشمال.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالعربية يعدهم بانسحاب تدريجي.
إنهم يعودون .
ولا شيء سيغير الحقيقة بأن نتنياهو، لأسباب "غامضة"، سمح بحدوث ذلك.
_ عميت سيغال (محلل سياسي للقناة 12): صباح متفجر على جبهتين - في جنوب لبنان، مئات من مؤيدي حزب الله يقتربون من قراهم رغم تحذيرات الجيش الإسرائيلي. في شمال القطاع، آلاف الغزيين ومؤيدي حماس يتقدمون نحو مدينة غزة رغم تحذيرات الجيش الإسرائيلي.
في التوثيق: قوات الجيش الإسرائيلي لا تزال على محور نتساريم.
الكاتب: غرفة التحرير