الثلاثاء 17 أيلول , 2024 03:14

هدف العودة الآمنة لسكان الشمال.. هدف رمزي أم توسيع للمواجهة؟

جنود الاحتلال في المستوطنات الشمالية يتفحصون مكان وقوع صاروخ أطلق من لبنان

أضاف المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم إلى أهداف الحرب على قطاع غزة. ولأول مرة سيتمّ إضافة هذا الهدف ضمن أهداف الحرب، وذلك نتيجة الضغط المتراكم على نتنياهو من الأطراف المختلفة، فمع المراوحة والإخفاق في غزة، هو بحاجة إلى ورقة جديدة لتحريك الزخم واستعادة المبادرة السياسية، ما يدفعه للاستجابة للطلبات المتنوعة الخلفيات والغايات لإدراج إعادة مستوطني الشمال ضمن الأهداف المعلنة. وتأتي هذه الخطوة بعد مرور أكثر من 11 شهر على بدء الحرب على قطاع غزة وامتدادها لجبهة الشمال، والتي كان لها تأثير قوي على الداخل الإسرائيلي إن كان لجهة الخسائر الباهظة أو حتى اتساع حجم الانقسامات الداخلية لا سيما على الصعيدين الهوياتي والجغرافي.

نتيجة ضغط الرأي العام والنازحين من الشمال وتطوّر الأحداث في الآونة الأخيرة، زاد التركيز السياسي والعسكري على الجبهة الشمالية بصورة باتت المطالبة بعودة المستوطنين هدفًا أساسيًا يسعى الكيان لطرحه والعمل على تحقيقه كأحد أهداف الحرب. إذ إن شكاوى المستوطنين في بلدات ومستوطنات شمال الكيان تصاعدت حدتها خلال الشهور الأخيرة بسبب ما يرونه "تهميشًا" لهم لصالح تل أبيب ومدن أخرى في الوسط، وبسبب الهجمات التي يتعرّضون لها.

الدوافع والخلفيات

- يتعرّض نتنياهو لضغط الرأي العام والنازحين، واستغلال المعارضة لهذه الضغوط، في ظل تقاطع ذلك مع خطاب اليمين المتطرف المطالب بالحرب على لبنان.

- 71% من الجمهور يعتقدون أن على الكيان يجب أن يبدأ فورًا حربًا على الجبهة الشمالية.

- مستوطنو الشمال يطالبون بحرب شاملة ضد حزب الله في ظل ما يتعرّضون له من هجمات وتصعيد مستمر، منذ الثامن من تشرين الأول الماضي.

- إمكانية حدوث تصعيد كبير في الشمال، وتغيير أهداف الحرب تبعًا لذلك، كما كانت المؤسسة الأمنية تتمسك لفترة طويلة.

- المعضلة التي نشأت في الشمال ونزوح عشرات الآلاف من منازلهم في مستوطنات الجليل نتيجة جبهة الإسناد التي فرضها حزب الله وإطلاقه الصواريخ وإرساله الطائرات المسيرة الهجومية، أوجدت لجيش الاحتلال مهمة أو هدف جديد ألا وهو إعادة المهجرين إلى مستوطناتهم.

- تزايد الضغط لحل القتال في الشمال بشكل خاص لأن العام الدراسي بدأ دون عودة المستوطنين، مما يمثل العام الدراسي الثاني الذي يتضرر بسبب الحرب.

- مع تلاشي الآمال في وقف إطلاق النار في غزة، تبدو فرص التوصل إلى تسوية أو اتفاق دبلوماسي مع لبنان ضئيلة أيضًا.

الأهداف المتوقّعة

- إيجاد مبرّر لأي خطوة تصعيدية أو عملية عسكرية في لبنان وكسب الشرعية.

- تفعيل كل الأدوات اللازمة لتحقيق هذا الهدف بما في ذلك توسيع دائرة المواجهة العسكرية مع حزب الله.

- الممطالة وتضييع الوقت من أجل استمرار الحرب دون الحاجة الضرورية لوقفها في هذه المرحلة لما بعد الانتخابات الأمريكية.

- الاستعداد لحرب طويلة مع لبنان والتي ستكلّف أثمان باهظة.

- استعادة الوحدة وشدّ العصب الداخلي بعد أن تعالت الأصوات التي ترفض التمييز والتهميش الذي يتعرّض له مستوطنو الشمال والذي يهدّد بارتفاع حدّة الانقسام الجغرافي والهوياتي في الكيان.

- مواجهة مخططات المعارضة التي بدأت توحّد جهودها لتشكيل حكومة بديلة لمدة ستة أشهر تقريبًا من أجل الترويج لصفقة المختطفين وإنهاء الحرب في الشمال.

التقييم:

- إن القرار الذي اتخذه الكابنيت بجعل عودة مستوطني الشمال إلى منازلهم أحد أهداف هذه الحرب قد يكون قرار رمزي بالفعل، لكنه يعكس حقيقة أنه مع الحديث عن اقتراب انتهاء الحملة العسكرية في قطاع غزة يتحول التركيز نحو الجبهة الشمالية، وتحديد مثل هذا الهدف شرط لاستمرار الحملة وتفاقمها على مستوى هذه الجبهة.

- إن المستوى السياسي وتحت ضغط الرأي العام والنازحين من الشمال يتجه لطرح قضية النازحين والعمل على إعادتهم كأحد اهداف الحرب، وهذا يعني تفعيل كل الأدوات اللازمه لتحقيق هذا الهدف بما في ذلك توسيع دائرة المواجهة العسكرية مع حزب الله. فمن المتوقّع زيادة في التصعيد العسكري والسياسي من قبل الكيان المؤقت، بالتزامن مع محاولات دبلوماسية أمريكية، في محاولة لتحصيل نتائج دون الدخول في مغامرة مع لبنان. إذ أن الكيان المؤقت يبحث عن خيار بين عدم التسليم بالواقع الميداني في الشمال، وعدم الذهاب إلى الحرب حتى الآن، نتيجة إدراكه لإرادة وقدرة ردّ حزب الله.





روزنامة المحور