ما قبل طوفان الأقصى ليس ما قبله، وسيكسر سيوف الكيان المؤقت الحديدية بالتأكيد. هذا ما يمكننا التعبير والتحليل به، عن تداعيات المفاجأة الاستراتيجية والتكتيكية، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في غزة صبيحة اليوم، من خلال اقتحام عشرات المواقع والمستوطنات والكيبوتسات الإسرائيلية، وأسرها لعشرات الأسرى من الجنود والمستوطنين، وقضائها على عشرات منهم.
فعملية طوفان الأقصى التي نفذها المقاومون الفلسطينيون، باغتت كيان الاحتلال براً وجواً وبحراً، واستطاع المقاومون اجتياز كل العقبات (رغم تطورها وضخامتها)، التي وضعها جيش الاحتلال، بمرونة وبراعة وتقانة، والأهم من كل ذلك، بسرية عالية لافتة، كشفت عقم أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وأفقدتهم زمام المبادرة والسيطرة، وذكّرت الإسرائيليين بحرب تشرين التحريرية وما يسمونها بحرب الغفران. وبالتزامن أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية والمدفعية، وأصابت الصواريخ أهدافاً على عمق 80 كم، بحيث باتت تل أبيب والقدس المحتلة تحت النار.
لذلك، من المرجّح أننا بتنا أمام واقع الحرب الكبرى، بين محور المقاومة والكيان المؤقت، لن تكون محصورة الساحات ولا معلومة التطورات، بل ستكون كل عناوينها: المفاجآت التي تؤكد بأن الكيان المؤقت يحتضر!!
القائد الضيف: آن الآوان لوقف العربدة الإسرائيلية ولتتلاحم حركات المقاومة كلها
وفور توارد الأنباء عن العملية البطولية، أعلن القائد العام لكتائب عز الدين القسام محمد الصيف، اليوم السبت، بدء عملية عسكرية ضد الكيان المؤقت باسم "طوفان الأقصى"، وعن إطلاق آلاف الصواريخ باتجاهها.
وقال الضيف في رسالة صوتية، أن الضربة الأولى لطوفان الأقصى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو، ففي خلال أول 20 دقيقة من العملية، تم إطلاق 5 آلاف صاروخ وقذيفة. مشيراً إلى أن العملية تأتي في ظل الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وتنكر الاحتلال للقوانين الدولية وفي ظل الدعم الأميركي والغربي والصمت الدولي. موضحاً بأن قيادة كتائب القسام قررت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب. داعياً الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وداخل فلسطين المحتلة للانتفاض نصرة للأقصى، وقال: "كل من عنده بندقية فليخرجها فقد آن أوانها". وختم القائد الضيف رسالته بدعوة "إخوتنا في المقاومة بلبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا للالتحام مع المقاومة بفلسطين".
حزب الله: عملية بطولية واسعة النطاق مكللة بالوعد بالنصر النهائي الشامل
دعوة القائد الضيف لاقتها العديد من حركات المقاومة في المنطقة بالتبريك والترحيب والتأييد، من اليمن الى لبنان وسوريا والعراق والجمهورية الإسلامية في إيران.
وفي هذا السياق بارك حزب الله للشعب الفلسطيني المقاوم بكل فصائله بالعملية البطولية الواسعة النطاق التي وصفها بالـ "مكللة بالظفر والتأييد الالهي والوعد بالنصر النهائي الشامل". معتبراً بأن العملية تشكّل رداً حاسماً على جرائم الإحتلال المتمادية والتعدي المتواصل على المقدسات والأعراض والكرامات، وتأكيداً جديداً على أن إرادة الشعب الفلسطيني وبندقية المقاومة هي الخيار الوحيد في مواجهة العدوان والاحتلال، ورسالةً الى العالم العربي والاسلامي والمجتمع الدولي بأسره وخاصة أولئك الساعين الى التطبيع مع كيان الاحتلال، بأن قضية فلسطين قضية حية لا تموت حتى النصر والتحرير. داعياً شعوب الأمتين العربية والاسلامية والاحرار في العالم الى إعلان التأييد والدعم للشعب الفلسطيني وحركات المقاومة التي تؤكد وحدتها الميدانية بالدم والقول والفعل.
وأشار حزب الله الى أن قيادة المقاومة الاسلامية في لبنان تواكب التطورات الهامة على الساحة الفلسطينية عن كثب وتتابع الاوضاع الميدانية، باهتمام بالغ، وهي على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج وتجري معها تقييما متواصلا للأحداث وسير العمليات. وهذا ما يشير إلى أن الحرب تسير في سيناريو "الإقتراب الموزّع"، بالتناسب مع تطور الأوضاع في الساحة الفلسطينية.
ووجه الحزب في ختام بيانه تحذيراً حاسماً للكيان المؤقت وحكومته بأن تقرأ العبر والدروس الهامة التي كرستها المقاومة الفلسطينية في الميدان وساحات المواجهة والقتال. ما يعني أن تعي سلطات الاحتلال بأن ما يجري مع المقاومة الفلسطينية، يشكّل عيّنة عما قد يحصل على كافة الجبهات الأخرى.
الكاتب: غرفة التحرير