يستمر الفيتو القطري وفيتو آخر مغربي المغربي مذيلاً باعتراض واضح من أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، على عودة سوريا إلى الجامعة العربية، في ظل انحسار الاهتمام الاعلامي العربي بسوريا بعد 5 أسابيع على الزلزال، وفيما يبدو واضحاً أن هناك هوة كبيرة بين المنظمات والكيانات المنتخبة شعبياً وبين أنظمتها في النظر إلى تطبيع العلاقات مع سوريا.
انكفأت معظم الأنظمة العربية فجأة عن التواصل مع دمشق، تحت تأثير الضغط الأمريكي، الاستثناء الوحيد كان اعلان الدولة التونسية اعادة العلاقات وفتح السفارة التونسية في دمشق، فيما تتريث الرياض للقيام بخطوة التطبيع المنتظرة في أي لحظة، بعدما كانت مندفعة لذلك في الاسبوع الأول، وهو ما عزاه البعض إلى ترتيبات سياسية دفاعية تقوم بها السعودية في الإقليم، تحضيراً للقيام بالخطوة المتوقعة بزيارة وزير الخارجية السعودية إلى دمشق، بعدما تردد أن واشنطن طلبت من السعودية التريث في هذه الخطوة. كما اتّضح أن الرياض كانت مشغولة في المصالحة مع طهران، والتي من المتوقع أن تنعكس بدورها على تسريع تطبيق العلاقات بين البلدين وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وعلى النقيض من الموقف الرسمي العربي، لا تزال الوفود التي تمثل البرلمانات والكيانات الشعبية العربية، تتقاطر إلى سوريا غير عابئة بالمحظورات الامريكية ولا بالحسابات والنكايات (العربية – العربية)، التي فرملت الاندفاعة الرسمية. وتقف الإمارات على رأس الدول التي تسعى لتطبيع العلاقات. فبعد حدوث الزلزال، التقى وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، بالرئيس بشار الأسد، في العاصمة دمشق، في رحلة هي الثانية من نوعها منذ بداية العام الجاري. وقال المحلل السياسي الإماراتي، محمد تقي، إن الإمارات "تعمل بكل جهد منذ فترة لاعادة سوريا للمكانة الطبيعية وللحاضنة العربية من جديد".
وكان الرئيس الأسد قد زار مسقط والتقى بسلطان عمان، هيثم بن طارق، في شهر شباط / فبراير الماضي، في رحلة هي الثانية للأسد لدولة عربية منذ عام 2011. وخلال جلسة مباحثات رسمية بينه وبين سلطان عمان، تم "تبادل وجهات النظر بشأن مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود الرامية لتوطيد دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العمانية. وفي هذا الإطار، شدد الأكاديمي العماني والباحث في شؤون دول الخليج والشرق الأوسط، عبد الله باعبود، على أن علاقة سلطنة عمان مع سوريا لم تقطع، وظلت كما كانت حتى خلال سنوات الحرب الأولى. وقال إنّ بلاده تحاول "الموافقة" بين سوريا والدول العربية بحيث "تفتح قنوات حوار ومصالحة"، لا سيما وأن هناك توجه عربي بلم الشمل، وفق تعبيره.
أما بالنسبة إلى مصر، فيرى محللون أن القرار المصري بعودة العلاقات مع سوريا سيكون "بالتنسيق مع السعودية"، موضحا أن عودة دمشق للجامعة العربية بشكل كامل سيأتي "بالتفاهم في إطار مظلة عربية أكبر وليس فقط من خلال البوابة الإماراتية". وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، قد أكد على هامش مؤتمر ميونيخ الذي عقد في شهر شباط فبراير الماضي على وجود إجماع بدأ يتشكل في العالم العربي على أنه لا جدوى من عزل سوريا وأن الحوار مع دمشق مطلوب "في وقت ما" حتى تتسنى على الأقل معالجة المسائل الإنسانية بما في ذلك عودة اللاجئين. وقال "سترون أن إجماعا يتزايد ليس فقط بين دول مجلس التعاون الخليجي بل في العالم العربي على أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار"
المصدر: وكالات
الكاتب: غرفة التحرير