من أبرز التحدّيات التي واجهتها الجمهورية الإسلامية في إيران خلال الحرب التركيبية مؤخراً، هو مشاركة كل التيارات المعادية لها في الحرب، وفي مقدمتها الجماعات والأحزاب الإرهابية الانفصالية، التي استغلت أحداث الشغب الداخلية، ودعم المعسكر الغربي الكبير لها بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ومن يتبعها كالاتحاد الأوروبي والكيان المؤقت والسعودية.
ونظراً لكون الفتاة " مهسا أميني" من القومية الكردية، والتي أصبحت وفاتها ذريعة لبدء أعمال الشغب في البلاد. فإن هذه المجموعات حاولت منذ البداية إثارة مشاعر الناس في غرب إيران، عبر مصادرة هذه القضية واعتبارها ذريعة لعملياتهم، بموازاة تكثيف حضورهم الإعلامي على شبكة إيران إنترناشيونال (المموّلة سعودياً). الأمر الذي ساعد باستمرار إثارة الشغب، وتحوّله لاحقاً الى اعتداءات مسلّحة.
ومن المعلوم بأن هذه المجموعات التي يعيش قادتها في الخارج منذ 40 عاماً، عانت من انقسامات كثيرة خلال هذه السنوات، شكل كل واحد منها حزبا مستقلا بقواه القليلة. من الأمين العام لحزب كومله عبد الله مهتدي، وسكرتير الحزب الشيوعي الإيراني – تنظيمات كردستان (كومله) إبراهيم علي زاده، وأمين عام "كادحي كردستان كومله" سلام قادري، مروراً بالأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني خالد عزيزي، وصولاً الى قائد حزب الحرية الكردستاني حسين يزدان پناه، والذين كانوا من بين الوجوه التي ظهرت بشكل دائم عبر إيران انترناشيونال خلال الأسابيع الأخيرة. وكان الحضور الكلي لهؤلاء الأشخاص في استطلاع رصد لهذه القناة، أكثر من 40 مرة، ظهر عبد الله مهتدي وحده حوالي 10 مرات منها.
أسباب فشل المشروع الانفصالي غربي إيران
1)إرسال قوات برية تابعة لحرس الثورة الإسلامية إلى غرب البلاد - التي زعمت بعض الجهات والوسائل الإعلامية المعادية لإيران بأنها تحضيراً لعملية عسكرية شمالي العراق - لمواجهة المجموعات الانفصالية الإرهابية، خاصة كومله وبيجاك والحزب الديمقراطي في إقليم كردستان العراق، الذين كانوا يخططون للسيطرة على جزء من محافظة كردستان إيران.
2)الضربات الصاروخية الدقيقة للحرس الثوري الإسلامي، التي تسببت بخسائر قوية وقاسية، عبر تدميرها لمواقع وقواعد الجماعات الإرهابية المتمركزة في إقليم كردستان العراق.
3)نجاح الجهود الدبلوماسية للجمهورية الإسلامية مع الأطراف العراقية، وآخرها خلال زيارة رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني، في الضغط من أجل وقف نشاطات هذه المجموعات انطلاقاً من شمالي العراق.
4)موافقة الحكومة العراقية على نزع سلاح هذه الجماعات، ونشر قوات الجيش العراقي على الحدود المشتركة بين البلدين.
السيد رئيسي: العدو أخطأ في التقدير
هذا الفشل عبّر عنه رئيس الجمهورية الإسلامية خلال زيارته الأخيرة لمحافظة كردستان، حينما قال بأن شعب إيران "خذل العدو في أعمال الشغب الأخيرة"، مضيفاً بأنه "في الأحداث الأخيرة، تعرض أعداء الثورة للعار كالمعتاد في استمرار خياناتهم، وسُجلت جرائم أخرى في سجلات أفعالهم وخياناتهم، فظنوا بأنهم يستطيعون تحقيق أهدافهم الشريرة من خلال خلق الفوضى وانعدام الأمن والإرهاب. يمكنهم تنفيذ أعمالهم القذرة، لكنهم يجهلون حقيقة أن شعب كردستان النبيل لم يقدم فقط شهيداً واحداً، وشهيدين، ومئات الشهداء، ولكن أيضًا الآلاف من شهداء الثورة". متسائلاً بأنه " هل يرتجف ابناء كردستان ذوي الجذور العميقة بهذه الدوافع ؟!" متابعاً بأنه في الأحداث الأخيرة، أرادت الثورة المضادة خلق حالة من انعدام الأمن بحجة المشاكل في المجالات الاقتصادية و ... التي يواجهها الناس، لكنهم يجهلون أن أبناء هذا البلد حافظوا على تماسكهم دائمًا. والوحدة والشيعة والسنة جنباً إلى جنب منذ سنوات وعاشوا معاً ولم يسمحوا للعدو بالازدهار هنا". وأوضح السيد رئيسي بأن كردستان هي مقر قوات المجاهدين قائلاً " قبل هذا اللقاء كنت حاضرا بين أسر الشهداء والمحاربين القدامى، الذين دافعوا عن الأمن وضحايا الأحداث الأخيرة، وفي سنندج (مركز محافظة كردستان) بالذات لدينا عائلات ضحت بثلاثة شهداء من أجل الثورة، أو ممن أصيبوا 3 مرات حفاظا على الأمن". لافتاً أنه "إذا كان الأعداء لا يعرفون، فليعلموا أن جيل الشباب اليوم، مثل آبائهم وأمهاتهم، يقفون ضد الأعداء الذين يحسدون عزة البلاد ومجدها، ولن يكون لديهم قصر نظر في مواجهة الأعداء". خاتماً بعبارة "لم ولن يكون للثورة المضادة أي مكان على هذه الحدود".
الكاتب: علي نور الدين