يستعرض هذا المقال الذي نشرته صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية وترجمه موقع الخنادق الإلكتروني، المناظرة التي أجراها اتحاد أكسفورد حول من يشكّل الخطر الأكبر على منطقة "الشرق الأوسط": الجمهورية الإسلامية في إيران (كما يزعم المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وهم المتسببين الحقيقيين بزعزعة استقرار المنطقة منذ عقود عبر دعمهم اللامحدود لكيان الاحتلال الإسرائيلي وحروبه ضد شعوب ودول غربي آسيا)، أم الكيان المؤقت كما هو الواقع منذ ما قبل سنة النكبة 1948 الى يومنا هذا. وقد صوّت اتحاد أكسفورد بإدانة إسرائيل بوصفها "سبباً أكبر لزعزعة الاستقرار الإقليمي" من إيران.
ويُشار الى أن جمعية اتحاد أكسفورد هي جمعية للمناظرة في مدينة أكسفورد بإنجلترا، وتتألف عضويتها بشكل أساسي من جامعة أكسفورد. وقد تأسست هذه الجمعية سنة 1823، وهي واحدة من أقدم اتحادات الجامعات البريطانية، وتُعتبر على نطاق واسع واحدة من أعرق جمعيات الطلاب الخاصة في العالم، كما أن هذه الجمعية مستقلة عن الجامعة، ومتميزة عن اتحاد طلاب جامعة أكسفورد. ولدى هذا الاتحاد تقليدٌ في استضافة بعضٍ من أبرز الشخصيات العالمية في السياسة والأوساط الأكاديمية والثقافة الشعبية، بدءًا من ألبرت أينشتاين وإلتون جون، وصولًا إلى السير ونستون تشرشل ورونالد ريغان والملكة إليزابيث الثانية ومهاتير محمد. وقد شغل العديد من الرؤساء السابقين للاتحاد مناصب رفيعة في المملكة المتحدة ودول الكومنولث، بمن فيهم ويليام غلادستون وتيد هيث وبوريس جونسون والراحلة بينظير بوتو.
النص المترجم:
في مناظرة جرت الخميس بين مدير منظمة "يون ووتش" (UN Watch) هيلل نويِر، ورئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق محمد اشتية، قال الأخير إن "إسرائيل دولة استعمارية توسّعية أُقيمت من قبل القوى الاستعمارية". وأضاف اشتية أن إسرائيل "دولة منبوذة" و"يجب إيقافها".

وبحسب صحيفة Jewish Chronicle، تابع قائلاً: "إسرائيل تتصرف فوق القانون ولا تحترم قرارات الأمم المتحدة. كما نعلم أن هذه الدولة الإسرائيلية العدوانية... مسلّحة نووياً وتشكل مركزاً لنظام استعماري قائم على الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني.
احتلال وحشي، جرائم وإبادة جماعية. [إسرائيل] تجرّ المنطقة إلى صراعات متكررة... إسرائيل تسبّب البؤس والإبادة الجماعية. [لديها] عقلية توسعية استعمارية".
وقال اشتية، الذي تولّى منصبه بين عامي 2019 و2024، لأعضاء جمعية المناظرة التي يبلغ عمرها 202 سنة إن بعض المشرّعين الإسرائيليين يعتقدون بوجوب امتداد حدود إسرائيل "من النيل إلى الفرات". وخلص إلى القول: "علينا جميعاً أن نقول إن إسرائيل هي أكبر سبب لزعزعة الاستقرار في المنطقة".

وعلى الجهة المعارضة للمقترح، قال نويِر إن هذا الوصف هو "قلبٌ للواقع".
وقال: "يُقاس الاستقرار الإقليمي بمن يبدأ الحروب، لا بمن يوقفها. إسرائيل لا تسلّح وكلاء إرهابيين في 5 دول عربية – النظام الإيراني هو من يفعل ذلك. الشرق الأوسط بأسره يعرف هذا، ولهذا تعتمد الدول العربية بهدوء على إسرائيل من أجل بقائها".
وأضاف: "أحد أقوى الأمثلة كان عندما شنّ النظام الإسلامي في إيران هجوماً غير مسبوق على الشعب في إسرائيل بـ170 طائرة مسيّرة، و30 صاروخاً جوّالاً، وأكثر من 120 صاروخاً باليستياً.
في الواقع إن الدول العربية السنّية قدّمت مزيجاً من الاعتراضات الجوية... هو تصويت واقعي على مقترح الليلة. الدول العربية تعلم أن إسرائيل شريك في البقاء، وأن النظام الإسلامي في إيران تهديد وجودي".
وقال: "لا تعترض الصواريخ المتجهة نحو تهديد للاستقرار الإقليمي، بل تعترض الصواريخ القادمة من هذا التهديد"؟
وتفيد معلومات Telegraph بأن أعضاء الاتحاد صوّتوا بالفعل لصالح المقترح. فيما ذكرت Jewish Chronicle أن الفوز كان "ساحقاً".
ونشر نويِر لاحقاً على منصة X: قُلتُ في مناظرتي الليلة في اتحاد أكسفورد إن مقترحهم – "إسرائيل تهديد أكبر للاستقرار الإقليمي من إيران" – بدا لي كنوع من السخرية العميقة، لكنني تذكرت أن 501 من أعضائهم صوّتوا لدعم رئيس الطلاب الذي هتف ابتهاجاً بقتل تشارلي كيرك".
وفي الشهر الماضي، أُقيل جورج أباراونيي، الرئيس المنتخب لاتحاد أكسفورد، بعد موجة غضب إثر ما بدا أنه احتفال بإطلاق النار على كيرك.
وفي العام الماضي، صوّت اتحاد أكسفورد بأن "إسرائيل دولة فصل عنصري مسؤولة عن الإبادة الجماعية" بأغلبية 278 مقابل 59.
الكاتب: غرفة التحرير