بدأ العراق الثلاثاء الماضي، بإبعاد المجموعات الإرهابية المسلحة عن المناطق الحدودية مع إيران، والتي تتخذ من إقليم كردستان العراق، قاعدة انطلاق لتنفيذ عمليات ضد الجمهورية الإسلامية.
هذه الخطوة تؤكد جدية حكومة الرئيس محمد شياع السوداني في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع الحكومة الإيرانية شهر آذار / مارس الماضي، عندما التزمت بغداد بنزع سلاح هذه المجموعات (كومله وباك وبجاك والحزب الديمقراطي الكردستاني)، وإغلاق قواعدها ونقلها إلى مواقع أخرى قبل الـ 19 أيلول / سبتمبر القادم، بعكس كل وعود الحكومات السابقة (خصوصاً حكومة مصطفى الكاظمي).
وقد جاء الإعلان العراقي عن هذه الخطوة عبر تصريح وزير الخارجية فؤاد حسين، الذي كشف بأنه تم إسكان عناصر هذه المجموعات في مخيمات بعيدة في عمق الإقليم تابعة للأمم المتحدة. ليقوم من بعدها الوزير حسين بزيارة الجمهورية الإسلامية حيث التقى برئيس الجمهورية السيد إبراهيم رئيسي بعد أن التقى بنظيره حسين أمير عبداللهيان.
السيد رئيسي: لا يمكن لإيران أن تتسامح مع وجود الجماعات الإرهابية على حدودها مع العراق
وقد أكد السيد رئيسي بأن إيران لا يمكن لها أن تتسامح مع وجود الجماعات الإرهابية على حدود البلاد المشتركة مع العراق. حاثاً حكومة بغداد على احترام التزاماتها الأمنية ذات الصلة تجاه طهران. وأضاف السيد رئيسي بأنه خلال الأيام التي كان فيها العراق محاصرا من قبل تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، لم تحجب بلاده أي مساعدة عن العراق، وأثبتت أنها صديقة للعراق خلال أيامه الصعبة.
من جهته اعتبر حسين أن اللقاءات المستمرة التي تجري بين الوفود الدبلوماسية وكبار المسؤولين في البلدين، بأنها مؤشر على قوة العلاقات وتطورها. مضيفاً بأن العلاقات بين البلدين اليوم تجاوزت العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية البسيطة، مشددا على أنه "علينا أن نحافظ على هذه العلاقات التي لا مثيل لها". ومشدداً على التزام حكومته الكامل بتنفيذ الاتفاقيات الأمنية الدائمة بين البلدين.
الجماعات الإرهابية الكردية تتلقى الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان المؤقت من أجل إثارة الفوضى في إيران
وهنا لا بد التذكير من أن هذه الجماعات لطالما نفذت خلال كل السنوات الماضية، ومؤخراً خلال الحرب التركيبية، عشرات العمليات إرهابية داخل إيران، بهدف محاولة زعزعة الأمن والاستقرار فيها، وبتحريض ودعم كبيرين من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان المؤقت، بالرغم من رفض الشعب والدستور العراقيين لحصول ذلك. وقد ارتقى العشرات من الشهداء المدنيين والعسكريين، جراء العمليات التي قامت بها هذه المجموعات.
فعلى سبيل الذكر لا الحصر، استطاعت قوات الأمن الإيرانية منذ أشهر، القبض على خلايا إرهابية تابعة لهذه المجموعات، كانت بصدد تنفيذ عملية ضد مصنع للطائرات في مدينة أصفهان. وقد عرضت القوات الأمنية حينها الاعترافات المصورة لأعضاء هذه الخلايا، يكشفون فيها تلقّيهم تدريبات من جهاز الموساد الإسرائيلي في دول أفريقية، وأنهم التقوا قبل ذهابهم الى إيران لتنفيذ هذه المهمة، برئيس الموساد ديفيد برنياع شخصياً.
ولأن حكومتي بغداد والإقليم لم تتخذا طوال السنوات السابقة أي إجراءات، لمنع تحول إقليم كردستان العراق الى منطلق لزعزعة الأمن في إيران. كانت الجمهورية الإسلامية تضطر لأن تقوم بنفسها (بما يتوافق مع التشريعات الدولية) باستهداف مقرات تجمع ومراكز تدريب ومراكز قيادة الجماعات الإرهابية في الإقليم بالصواريخ والمدفعية والطائرات المسيرة. وقد تم تنفيذ هذه العمليات من قبل حرس الثورة الإسلامية، بحيث لا يلحق أي ضرر بالمدنيين في الإقليم. فعلى الرغم من أن الجماعات الإرهابية كانت تنشئ مقراتها بالقرب من بيوت المدنيين وفي داخل المدن، إلا أن وحدات الحرس باستخدام الأسلحة المتقدمة وبالمعدات الدقيقة، كانت تصيب مقرات هذه الجماعات بدقة.
الكاتب: غرفة التحرير