من أخطر جوانب الحرب التركيبية التي تواجهها الجمهورية الإسلامية في إيران اليوم، هو حجم التسليح والدعم المادي الهائل، الذي يقوم بتزويده المعسكر الأمريكي لبعض العناصر والمجموعات الإرهابية داخل البلاد، والتي يتم إيصالها انطلاقاً من منطقة إقليم شمال العراق، والهدف من كل ذلك، تسجيل ولو انتصار معنوي واحد وهو السيطرة على مدينة إيرانية بالكامل.
وهذا ما لم يستطيعوا تحقيقه، بسبب يقظة أجهزة الاستخبارات الإيرانية من جهة، وبسبب جهوزية وكفاءة الأجهزة الأمنية والعسكرية من شرطة وجيش وحرس الثورة في إحكام السيطرة الميدانية من جهة الأخرى، بالاستناد عل الدعم الشعبي الواسع واللافت لأبناء تلك المنطقة.
وقد كشفت مصادر خاصة للخنادق، بأن الأجهزة الأمنية والعسكرية تمكنت من القاء القبض على العديد من عناصر الشغب والإرهاب، والعثور على أكثر من 20 ألف قطعة سلاح تم تهريبه لتنفيذ هذه المخططات.
أما فجر اليوم الإثنين، فقد قام مقر حمزة سيد الشهداء التابع للقوة البرية في حرس الثورة الإسلامية، بتدمير أماكن تواجد وتدريب وتنظيم المجموعات الانفصالية الإرهابية التابعة لأمريكا، والتي تتمركز في الإقليم، من خلال استهدافها بالصواريخ والطائرات بدون طيار. وحدّد بيان العلاقات العامة لحرس الثورة بأن الهجمات نُفذت في عمق مناطق الاقليم كجيزنيكان وزرغوئيز وكوي سنجق، كاشفاً بأنهم استطاعوا إلحاق خسائر فادحة بهذه المجموعات، التابعة لحزبي الديمقراطي الكردستاني الإيراني (حدكا) وكوملة الإرهابيين. وتحدثت المعلومات عن سقوط ما لا يقل عن 26 قتيلاً منهما.
مسؤولية الحكومة العراقية وحكومة الإقليم
أمام هذه التهديدات الواضحة والمزمنة للأمن القومي لإيران، فإن الأخيرة حتى الآن لم تستخدم كل حقوقها في إيقاف هذه التهديدات، التي نصت عليها المواثيق الدولية، لما للعراق وإيران علاقة وثيقة خاصةً على الصعيد الشعبي والحكومي. بل إن جلّ ما تريده طهران، هو ما عبّر عنه بوضوح اليوم المتحدث باسم خارجيتها ناصر كنعاني، الذي قال بأن بلاده تأمل عدم استخدام العراق كمنطلق لأي تهديد ضد أمنها القومي، وأن على بغداد وأربيل العمل بمسؤولياتهما تجاه حق إيران في ضمان أمن الحدود، مشدداً على أنه ينبغي على سلطات اقليم كردستان ألا تسمح بتصدير السلاح إلى مثيري الشغب في إيران، لزعزعة الاستقرار وان تفي بوعودها. مندداً بأن الجمهورية الإسلامية قد سمعت الكثير من الوعود، لكنها لم تتحقق على أرض الواقع.
ولذلك تتلخص مطالب الإيرانيين بحسب تصريح سفيرهم لدى بغداد، محمد كاظم آل صادق بالتالي:
1)أن تقوم الحكومة العراقية وليس حكومة الإقليم بمسك حدود الإقليم مع إيران.
2)نزع سلاح عناصر الفصائل الانفصالية في الاقليم وإعادتهم إلى المخيمات كلاجئين.
آخر الدواء الكيّ
وقد زعم تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" نقلاً عن مسؤولين عراقيين، بأن قائد "قوة القدس" في حرس الثورة الإسلامية العميد إسماعيل قاآني، قد أَبلغ المسؤولين العراقيين الذين التقاهم مؤخراً، بأن طهران ستضطرّ لشن عملية عسكرية بريّة في شمال العراق إذا لم يقم الجيش العراقي بتحصين الحدود ولمنع تسلُّل هذه العناصر الإرهابية وتهريب السلاح إلى إيران.
وهذا ما قد يشكل إن صحت هذه المزاعم: "آخر الدواء الكي"، وفقاً لتعبير العامة، خاصةً بعد ما ظهر من أدلة تثبت عدم جدية سلطات الإقليم والحكومة المركزية السابقة في معالجة هذا الموضوع.
الكاتب: غرفة التحرير