تجمع آلاف المصلين التابعين للتيار الصدري اليوم الجمعة، في مدينة الصدر شرقي العاصمة العراقية بغداد، بعد أن قدموا إليها من جميع المحافظات، تلبيةً للدعوة التي وجهها لهم زعيم التيار السيد مقتدى الصدر، لإقامة صلاة يوم الجمعة "الموحدة". وهي فعالية اعتبرها أغلب المتابعين، بأنها رسالة من السيد الصدر، لتأكيد القوة الشعبية للتيار.
هذا وشهدت العاصمة منذ الأمس، إجراءات أمنية مشدّدة، لم تقتصر على مدينة الصدر فقط، بل شملت كل المداخل والمخارج إليها، بالإضافة الى تشديد الإجراءات في محيط وداخل المنطقة الخضراء، التي تضم المقار الرسمية والسفارات والبعثات الأجنبية. فقد يستغل أعداء العراق الخارجيين أو من يتبعهم من قوى ومجموعات في الداخل حصول هذه الفعالية الحاشدة، لكي يقوموا بافتعال حادث أو اعتداء، يؤدي الى حصول توترات أمنية وشعبية ذات طابع فتنوي، خصوصاً في هذه الفترة الحساسة والمصيرية، التي يمرّ فيها العراق والمنطقة بل وكل العالم.
وهذا ما عززّه العديد من المؤشرات، منها تكثيف التحليلات والتفسيرات في وسائل التواصل الاجتماعي، التي وصفت صلاة الجمعة الموحدة، بأنها رسالة مباشرة لمن سيشكل الحكومة الجديدة ويقصدون بذلك الإطار التنسيقي. ومنهم من توقع أن يكون هذا التجمع الصدري الكبير هو ممارسة تعبوية، بهدف القيام بتحركات جماهيرية ما بعد صلاة الجمعة، مثل محاصرة المنطقة الخضراء ومجلس النواب والاعتصام فيهما.
لكن اللافت أن السيد الصدر المُدرك لهذه النوايا، فاجئهم من خلال ارساله الشيخ محمود الجياشي، لكي ينوب عنه في إقامة الصلاة وإلقاء خطبتيها، وهذا ما ساهم في وأد كل التوقعات السلبية.
فتنة التسجيلات
وفي إطار المساعي الحثيثة لإحداث فتنة في العراق، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي منذ أيام، مقاطع تسجيل صوتية مفبركة لزعيم ائتلاف دولة القانون وأحد أبرز وأهم المرشحين لرئاسة الحكومة نوري المالكي، تظهره وكأنه يتحدث عن السيد مقتدى الصدر بطريقة مسيئة ومهينة.
وهذا ما رد عليه المالكي بالنفي من خلال تصريح صحفي قال فيه:
"تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً صوتياً زعم انه يعود للسيد نوري المالكي. والتسجيل يتناول جملة من القضايا السياسية والمواقف التي تتقاطع مع منهج نوري المالكي ودولة القانون ، إنّ تداول وبث هذا التسجيل يأتي في وقت ومنعطف حساس جدا تمرّ فيه العملية السياسية والواقع العراقي، وهذا يعطي مؤشراً واضحاً على أن الإعداد للتسجيل كان إعداداً مسبقاً ومشبوهاً، و نؤكد مرة أخرى أن ما جاء في هذا التسجيل الصوتي لا يعود للسيد نوري المالكي، فمن الواضح ان جهة ما قامت بفبركة وتوليف الصوت باستخدام التقنيات الحديثة التي أصبحت منتشرة ومتوفرة بسهولة..
ندعو وسائل الإعلام الى الحذر من الوقوع في كمائن الاخبار الملفقة التي تروج لها بعض القنوات المشبوهة، واستقصاء المعلومات من مصادرها الرسمية ".
أما السيد مقتدى الصدر، فقد دعا أنصاره إلى عدم الاكتراث للتسجيلات المسربة، وما تضمنته من إساءات بحقه.
ولذلك لا يمكن فصل قضية هذه التسجيلات وتاريخ نشرها، عن المساعي لعرقلة جهود الإطار التنسيقي من أجل تشكيل حكومة للبلاد، لا سيما بعدما كانت قياداتهم تعد العدّة لإعلان مرشحهم لرئاسة الوزراء.
الكاتب: غرفة التحرير