تدعو الجماعات اليهودية في ما تسميه "يوم القدس" حسب التقويم اليهودي في 29 من الجاري الى أكبر اقتحامات للمسجد الأقصى وتنفيذ مسيرة أعلام وسط تهديدات من فصائل المقاومة الفلسطينية التي تؤكد أن تجاوز الكيان المؤقت للخطوط الحمراء سيشكّل صاعق تفجير لمعركة جديدة دفاعاً عن القدس والأقصى.
يتوقع كيان الاحتلال، في مقال كتبه اليئور ليفي في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن المقاومة قد راكمت مزيداً من القوة بعد مرور سنة كاملة على انتصارها في معركة "سيف القدس" وعملت على إيجاد أساليب قتالية جديدة تتجاوز فيها إجراءات الاحتلال لا سيما الجدار تحت أرضي، كما عملت على زيادة مخزونها الصاروخي بمعدل إنتاج ألف صاروخ خلال هذه السنة.
المقال المترجم:
بعد سنة من حملة حارس الاسوار ضاعفت حماس والجهاد الاسلامي بشكل كبير حفر الانفاق التي تقترب من جدار الفصل مع اسرائيل – هكذا علمت "يديعوت احرونوت". ويدور الحديث عن أنفاق هدفها هجومي وفتحات خروجها توجد في الجانب الغزي على مسافة قصيرة جدا من السياج الفاصل مع اسرائيل.
في أعقاب بناء السور التحت أرضي الذي يمنع تسلل الانفاق الى أراضي اسرائيل، غيرت حماس والجهاد الاسلامي تكتيكهما وباتت هذه الانفاق معدة لإخراج قوة كبيرة من المخربين الذين سيدخلون الى اراضي اسرائيل، حسب الخطة، في حملة متداخلة بعد اقتحام القسم العلوي من السور فوق الارض.
كما تحاول حماس فحص امكانيات الاقتحام التحت ارضي للحائط الاسمنتي، ولكن بقدر ما هو معروف فإنها لم تنجح بعد في ايجاد الطريقة لعمل ذلك دون أن تلاحظ اسرائيل ذلك.
المعلومات عن حفر أنفاق عميقة وأكثر تطورا تستمدها حماس والجهاد الاسلامي من أفلام توجد في شبكة الانترنت لحفريات في مسارات مشابهة. إضافة الى ذلك تتلقى هذه التنظيمات المعلومات عن حفر الانفاق من حزب الله.
في المجال الصاروخي نجحت حماس والجهاد الاسلامي في ان تنتج منذ نهاية الحملة نحو ألف صاروخ جديد إضافة الى المخزون القائم تحت تصرفها. ويدور الحديث عن وتيرة إنتاج ليست عالية بشكل يتناسب والفترة الزمنية التي انقضت منذ نهاية الحملة. وسبب ذلك هو الهجمات التي نفذتها اسرائيل منذ نهاية الحملة ضد مواقع انتاج الصواريخ في القطاع. تجري حماس والجهاد الاسلامي حملات لتجربة الصواريخ الى البحر مرة في الاسبوع بالمتوسط فيما تركز حماس على زيادة المسافات والدقة بينما يركز الجهاد الاسلامي على اهلية الصواريخ وتحسين محركاتها.
مجال آخر يشدد عليه الذراع العسكري لحماس هو الطائرات غير المأهولة. عندما بدأت حملة حارس الاسوار كان هذا المشروع لا يزال لم ينضج ولهذا فشلت حماس في كل محاولاتها إطلاق طائرات مسيرة نحو اراضي اسرائيل.
في بداية حملة حارس الاسوار قصف الجيش الاسرائيلي منشأة بحث وتطوير لحماس كان يتواجد فيها مسؤولو منظومة الصواريخ التابعة للمنظمة. اولئك المسؤولون والمهندسون ذوو تجربة جمة اختصوا بعالم الصواريخ والمقذوفات الصاروخية. اما مسؤولو منظومة الطائرات غير المأهولة لدى حماس فلم يصابوا بأذى ولهذا فقد واصلت التطوير والانضاج في اثناء السنة الاخيرة.
في هذه السنة نجحت حماس في تفعيل منظومة التهريب لديها والتي تجرى بوسائط بحرية على حدود غزة مصر وبرية – من مصر ومن معبر كرم سالم – تحت غطاء بضائع مدنية. تحاول حماس بواسطة هذه التهريبات تركيب محركات أكبر واقوى لقوارب قوة الكوماندو البحرية لديها، بناء قوارب متفجرة يفترض أن تصطدم بوسائط ابحار من سلاح البحرية وتهريب دراجات بحرية لأجل السماح لحركة سريعة لرجال الكوماندو البحرية لديها لغرض الاقتحامات من البحر.
في اثناء الحملات العسكرية تجمع حماس المعلومات عن تفعيل المنظومات الاسرائيلية وتدرسها. وتشارك حماس هذه المعلومات مع شركاءها وحلفاءها خارج القطاع. ويمكن فقط الافتراض بان حماس نقلت معلومات لإيران عن قدرات منظومة القبة الحديدية – معلومات جمعت في اثناء ايام القتال – عن طرق تصديها للرشقات الثقيلة والمتبادلة للصواريخ.
المصدر: يديعوت أحرنوت
الكاتب: اليئور ليفي