السبت 12 شباط , 2022 12:42

الشهيد علي أكبر شيرودي: الطيار الذي جعل المستحيل ممكناً

الشهيد علي أكبر شيرودي

لعل أبرز ما يميز الثورة الإسلامية عن غيرها من الثورات، أنها كانت ناضجة في نفوس رجالاتها بشكل مثير للاهتمام. وهذا ما ظهر جليّاً في قصة قائد سلاح الجو في كرمانشاه الشهيد علي أكبر شيرودي الذي نفذ مهامه بطريقة ملحمية بطائرته النفاثة حتى وصفه رئيس هيئة الأركان المشتركة حينها، العميد ولي الله فلاحي "شيرودي جعل من المستحيل ممكناً".

الشهيد شيرودي: الناجي من تحطم مروحيته لـ 40 مرة

ولد علي أكبر غربان شيرودي في قرية بالا شيرود عام 1954، حيث اكتسب طيب المنبت والتربية في قرية زراعية ضمن عائلة متدينة. أمضى الشهيد شيرودي سنواته الدراسية الأولى في قريته إلى ان وصل للمرحلة الثانوية حيث انتقل إلى العاصمة الإيرانية طهران لاستكمالها. التحاق بالجيش بعد الثانوية عام 1972، ثم انتقل إلى القوات الجوية حيث خضع للعديد من الدورات التدريبية للطيارين في طهران.

كانت أبرز الدورات التي خضع لها هي دورة قيادة طائرة هيلكوبتر كوبرا في قاعدة أصفهان الجوية، حيث تخرج منها برتبة ملازم أول، وكانت المحطة الأولى التي بدأ منها تنفيذ مسؤولياته في مجال الطيران العسكري.

بعد انتهاء هذه الفترة، انتقل الشهيد شهرودي إلى قاعدة كرمانشاه الجوية، حيث التقى بالطيار الشهيد أحمد كشفاري وهو اللقاء الذي تزامن مع بلوغ الثورة ذروتها الشعبية. يومها، ألقى الشهيد شيرودي خطاباً في القاعدة كان محط أنظار الكثيرين وصف بالـ "ثوري الصادم".

وصفت جولاته القتالية التي خاضها بعد انتصار الثورة ومع بداية الحرب المفروضة على إيران، بالثورية الحاسمة، حيث سجل ضربات قياسية في قصف المواقع المعادية وبشكل مثير للاهتمام.

يقول الشهيد تشمران في وصفه للشهيد شيرودي "لقد كان كالنجم الساطع... لدي ذكريات كثيرة عن الشهيد شيرودي، ومنذ الأيام الأولى بدأنا القتال في كردستان، عمل معنا لصالح القوات الجوية.. لقد كان أحد الطيارين الذين كان حقًا أحد النجوم الساطعة في الكفاح الكردي. أتذكر أنه كان يطير مثل طائرة نفاثة مع مروحيته. عند مهاجمته للعدو، قام بإمالة جسم المروحية وهبط بشكل غير مباشر. كان يطلق النار على العدو، وبسبب الرعب الذي أحدثه داخل العدو، كان يوجههم بأعظم الضربات. عندما حاصر العدو قوات الجيش وكمين له بالقرب من سقز، استطاع انقاذهم من كمين العدو بتكتيكات شجاعة".

خلال السنة الأولى من الحرب المفروضة وتكريماً من القيادة العسكرية لجهوده وحرفيته التي أثبتها وبأمر من قيادة القوات الجوية تلقى الشهيد شيرودي ترقية من ملازم طيار ثالث إلى رتبة نقيب، وهو الأمر الذي لم يستسغ للشهيد الطيار فتقدم برسالة إلى قائد سلاح الجو في كرمانشاه في 30 أيلول 1980 جاء فيها "لقد شاركت في كل الحروب من أجل إحياء الإسلام والحفاظ على الدولة الإسلامية، ولم يكن لي غرض سوى انتصار الإسلام، وذهبت إلى الحرب بأمر من سيدي العزيز... لذلك أطلب منكم أن تستعيدوا درجة التشجيع التي قدموها لي وأن تعيدوني إلى رتبة ملازم ثالث".

عرف الشهيد علي أكبر شيرودي بضرباته المحكمة والطائلة وبمناوراته الجوية التي كان يستطيع  الوصول بها إلى أقرب نقطة فوق المواقع العسكرية المعادية الخطرة، ليتمكن في الحاق أكبر قدر من الخسائر. ويذكر انه خلال الفترة القصيرة التي قضاها في حرب "الدفاع المقدس"، تمكن من تسجيل رقم أعلى رحلة من رحلات مروحية كوبرا في العالم. حيث نجا من الاستهداف مرات عديدة، لدرجة أن مروحيته تحطمت أكثر من 40 مرة وأطلقت أكثر من 300 رصاصة على طائرته المروحية.

استشهد الطيار علي أكبر شيرودي بعدما حشد نظام صدام حسين جيشاً قوامه 250 دبابة مجهزة بمدفعيات وقذائف هاون إضافة للعديد من الطائرات الفرنسية، حيث أجرى آخر عملية له في منطقة 28 حزيران/ مايو 1981.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور