وفق معلومات استخباراتية، زعم مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ان "إيران بصدد تزويد روسيا بما يصل إلى مئات الطائرات المسيرة ومنها طائرات قتالية"، وهو الأمر الذي سيحصل في "غضون وقت قصير للغاية".
وفي مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض، أضاف سوليفان ان "المعلومات نفسها تشير أيضا إلى أن إيران تستعد لتدريب القوات الروسية على استخدام هذه الطائرات المسيرة، وأن أولى الدورات التدريبية كان مفترضا أن تبدأ مطلع يوليو/تموز الجاري"، مشيراً إلى أنه لا يعرف إذا كانت طهران زودت بالفعل موسكو بهذه الطائرات المسيرة أو بقسم منها، أو لم يتم هذا بعد.
تحتل الطائرات المسيرة أهمية خاصة في رسم مسار المواجهة خلال العملية العسكرية الروسية. حيث يصر كلا الطرفين على تحقيق أهداف موضعية ودقيقة وتجنب وقوع خسائر فادحة. وهو ما تؤمنه الطائرات المسيرة التي تستطيع الولوج إلى أماكن بعيدة داخل الجبهة المقابلة، إضافة لقدرتها على تأمين المعلومات الاستخباراتية لأماكن التجمع والتحشيد العسكري وغيرها.
وكانت صحيفة The Economist البريطانية قد أكدت لجوء موسكو وكييف لاستخدام هذا النوع من الطائرات. وقالت في مقال لها نشر في 30 حزيران/ يونيو الماضي، أن "استخدام الطائرات المسيّرة التي يمتلكها الأفراد تضطلع بدور مهم في حرب روسيا على أوكرانيا... وان قدرات هذا النوع من الطائرات جلبت اهتمام القوات الأوكرانية والروسية على حد سواء، حيث ناشدت وزارة الدفاع الأوكرانية المواطنين الذين يمتلكون هذا النوع من الطائرات المسارعة لتسليمهم إياها".
وأشارت الصحيفة إلى ان "هذه الطائرات تستخدم أساسا من طرف قوات المدفعية التي ترصد بها القوات المعادية لها، كما يمكنها حمل قنابل خفيفة مضادة للأفراد المختبئين داخل خنادق". مؤكدة ان "هذا النوع من الطائرات له عيوب من بينها أن الاتصال بها غير مشفر ما يسهل اختراقها. كما أن الشركة الصينية التي تصدر النوع الأكثر استعمالا "دي جيه آي" (DJI) تصدر جهازا يمكن من تتبعها ومشغليها على مدى 50 كيلومترا، مما يعرض المستخدمين كلهم للخطر".
كان اللافت في تصريح سوليفان، قوله بأن "الحوثيين في اليمن قد استخدموا طائرات إيرانية مسيرة مفخخة لمهاجمة السعودية". ويبنى على ما قاله جملة من الدلالات أهمها، اعتراف أميركي صريح بعدم قدرة الدفاعات الجوية "الأميركية" الموجودة في المملكة بالتصدي للطائرات المسيرة التي دخلت المجال الجوي السعودي واستهدفت أرامكو، رغم علمهم المسبق بأن الأخيرة باتت محط استهداف وقد يتم ضربها بأي لحظة. ورغم الاستنفار التام لمنع ذلك.
وهو الأمر الذي ينم عن ان الطائرات المسيرة الإيرانية قد أثبتت نجاحها ميدانياً، حسب الإشارة التي جاءت في التصريح.
لا شك بأن لدى موسكو مجموعة مميزة من الطائرات المسيرة. غير ان متطلبات المعركة التي تحصل في غالبيتها كـ "حرب شوارع"، لا تحتاج إلى طائرات مسيرة عملاقة، بالدرجة الأولى، إضافة لكون الطائرات المسيرة الإيرانية صغيرة الحجم وقليلة التكلفة، ومتوفرة لدى طهران بالأعداد المطلوبة.
وإذا ما صحت مزاعم سوليفان بنية طهران تزويد موسكو من طائراتها المسيرة، فقد تكون طائرة كمان 22، التي تم الكشف عنها في يناير/كانون الثاني من العام 2021، إحدى هذه الطائرات، حيث أنها قد نجحت في مراحل اختبارها الأخيرة وطور الدخول إلى الخدمة.
وكمان 22 هي نسخة مطورة من كمان 12 وجهزت بمزيج من أنظمة الاستطلاع وتكنولوجيا الحرب الإلكترونية في وقت واحد. وقد وصفها خبراء عسكريون بأنها شبيهة بالطائرات المسيرة "ريبر" (MQ-9 Reaper) و"برديتور" (MQ-1 Predator) الأميركية، ويمكنها حمل ما يصل إلى 300 كيلوغرام من المعدات في 7 نقاط تحت جناحيها، وأن تحلق أكثر من 24 ساعة على بعد 3 آلاف كيلومتر.
الكاتب: غرفة التحرير