تحدث قائد سلاح الجو التابع للقوات البرية بالجيش الإيراني العميد يوسف قرباني، بأن سبب إنجازات القوات الجوية الإيرانية اليوم، يعود الى تجارب فترة الدفاع المقدس والجهود المستمرة للخبراء المحليين. مضيفاً بأنه في الأيام الأولى لحرب صدام حسين على الجمهورية الإسلامية، تحرك سلاح المروحيات التابع للجيش بقوة، واستطاع خلال الأيام القليلة الأولى تدمير حوالي 100 دبابة تابعة لجيش صدام، وهو ما عدّه قرباني بالأمر النادر في العالم.
فكيف ساهم هذا السلاح في تلك الحرب بحسب العميد قرباني؟
_ استطاع سلاح الجو كوحدة عسكرية رادعة، من قطع طريق المشاة والوحدات الآلية لجيش صدام في الأيام الأولى من غزوه لإيران، وتوجيه ضربات قاتلة لهم.
_ خلال عمليات مرصاد ضد منظمة "منافقي خلق" المدعومة من جيش صدام، والتي استمرت 4 أيام من تموز / يوليو من العام 1988، شارك سلاح المروحيات عبر 45 مروحية هجومية ومساندة، واستطاع بالتعاون مع القوات الإيرانية الأخرى، الحاق الخسائر الفادحة بهذه المنظمة والتي قدرت يومها كالتالي:
1)تدمير أكثر من 438 ناقلة أفراد ودبابة ومركبة تابعة لمنظمة خلق.
2)تدمير أكثر من 1200 قطعة من المعدات العسكرية.
3)غنم 531 بين دبابة وناقلة أفراد ومركبة عسكرية، بالإضافة الى كمية كبيرة من المعدات والأسلحة الفردية.
4)سقوط حوالي 2506 من مقاتلي المنظمة، وأسر 531 شخصاً، وكان من بين القتلى والسجناء عدد كبير من كبار قادة هذه المنظمة.
_ من أبرز العمليات النوعية التي نفذها هذا السلاح أيضاً خلال تلك الحرب، تمكن إحدى مروحيات الكوبرا من إسقاط طائرة مقاتلة عراقية من طراز ميغ 21، وهذا ما يعدّ من المهام الصعبة والخطيرة للغاية للمروحيات.
_ في بداية الحرب كان جيش صدام يستخدم مدفعاً كبيراً، لاستهداف مدينة دزفول، لكن استطاعت إحدى مروحيات هذا السلاح من استهدافه بصاروخ، وأخرجته عن الخدمة لمدة طويلة.
_شارك هذا السلاح بأكثر من 500 ألف ساعة طيران تشغيلية خلال فترة الدفاع المقدس، ونفذ ما يقرب من 60 عملية، فكان له الحضور الفعال في جميع العمليات، بحيث دعم الجبهة الطويلة بأكملها التي امتدت من كردستان إلى كرمانشاه وإيلام وخوزستان، واستشهد له 287 طياراً وفنياً.
بماذا استفاد هذا السلاح من حرب الدفاع المقدس؟
_ زيادة قوة الأسلحة واستخدام الأسلحة الذكية في هذا السلاح، فما تستخدمه طائرات الهليكوبتر الأكثر تقدمًا في العالم اليوم، تستخدمه أيضاً طائرات الهليكوبتر التابعة لهذا السلاح مثل: الأسلحة بعيدة المدى، الصواريخ الذكية والدقيقة، أجهزة التشويش على الرادار، أنظمة الرؤية الليلية، صواريخ جو-جو، وأنظمة الحماية ضد الصواريخ الموجهة بالأشعة الحراررية.
_اعتماد إستراتيجية الإنتاج الوطني لأجزاء وقطع صيانة طائرات الهليكوبتر، من خلال الاستفادة من تجارب هذه الفترة التي تعرضت فيه الجمهورية الإسلامية لأصعب ظروف العقوبات، بحيث بات لديها القدرة على إصلاح وتصنيع 100 نوع من قطع غيار طائرات الهليكوبتر، بالتعاون مع الشركات المعرفية والصناعة الدفاعية المحلية، بل حتى أنها باتت قادرة على تصنيع هياكل طائرات الهليكوبتر، وتقوية محركات الطائرات المروحية.
_بالاستفادة من تجارب تلك الحرب، تم تغيير التكتيكات القتالية لهذا السلاح بشكل عام، والتي باتت تتدرب عليها طواقم هذا السلاح بانتظام، خلال العديد من التمارين والمناورات الفصلية والسنوية.
الكاتب: علي نور الدين