يقول مؤسس مشروع منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، عوزي روبين، في مقال تحت عنوان "الطائرات بدون طيار الإيرانية تقلب ميزان القوى في الشرق الأوسط"، نشره موقع جيروزاليم للإستراتيجيا والأمن، ان "قدرات الطائرات الإيرانية غير المأهولة تزيد من مستوى الإزعاج إلى المستوى الاستراتيجي، حتى أصبحت بنفس المستوى مع صواريخ طهران وقذائفها الصاروخية". في حين رأى وزير الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، في خطاب له أمام معهد مكافحة الإرهاب- جامعة رايشمان، في 12 أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، أن "أحد اقوى أسلحة إيران هو أسطولها من الطائرات بدون طيار... هذه الأسلحة الفتاكة والدقيقة مثل الصواريخ الباليستية يمكن ان تعبر آلاف الكيلومترات".
تعلم إيران ان ما قاله غانتس صحيحاً، كما تدرك حجم الارباك الذي تخلفه هذه الأسلحة على سير الأمور ميدانياً وفي أكثر من ساحة إقليمية، لذلك كان توقيت إعلان طهران عن سلاحين استراتيجيين من قلب "قاعدة 313" -لصناعة الطائرات المسيّرة- مختاراً بعناية فائقة، في لحظة استراتيجية، اقليمياً ودولياً، تتزايد فيه حجم التهديدات الإسرائيلية الناتجة عن رغبة القيادة السياسية والعسكرية في الكيان بعرقلة التوصل لاتفاق نووي، وضغوطات أميركية لمحاولة انتزاع تنازل ما، رفضت طهران ان تعطيه رغم كل الضغوطات السابقة، إضافة للانتهاكات المستمرة لكيان الاحتلال في فلسطين، والتي كانت إيران قد أبدت حيالها استعداداً لمساندة فصائل المقاومة الفلسطينية ومعها كافة حركات المقاومة في محور القدس.
وفي تفاصيل الحدث، فقد كشف الجيش الإيراني من "قاعدة 313" التي لم يعلن عن موقعها عن طائرة حيدر-2 (وهي طائرة مسيرة، محملة بواسطة مروحية من طراز 214)، وصاروخ حيدر-1 (الذي يبلغ مداه 2000 كيلومتر، وسرعته 1000 كيلومتر بالساعة، ويتم إطلاقه من الطائرات المسيرة "فطرس" و "كمان 22"). وعلى الرغم من أنه لم يتم الاعلان عن موقع القاعدة إلا ان مركز معلومات مقرب من أجهزة المخابرات الإسرائيلية "ديبكا" زعم في تقرير له ان "هذه خطوة غير مسبوقة، فقد نشرت إيران صوراً لقاعدة سرية تحت الأرض، وهي قاعدة تحتوي على 100 طائرة بدون طيار موجودة في عمق جبال زاغروس"، ويرى مراقبون بأنها رسالة بحد ذاتها، لأنها النقطة الأقرب لفلسطين.
رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري قال أثناء زيارته للقاعدة التي بنيت على عمق مئات الأمتار في باطن الأرض، والمتخصصة في مجال انتاج انواع الطائرات المسيرة العسكرية الهجومية بعيدة المدى، ان "الجيش الايراني وفي ضوء وعيه ازاء طبيعة الصراعات المستقبلة، دأب على تجهيز نفسه بأحدث المعدات والاعتدة العسكرية التقنية، وانطلاقاً من هذه الرؤية حقق انجازات لافتة على صعيد انتاج الطائرات المسيرة لحد اليوم". مشيراً إلى ان "المواجهات العسكرية الراهنة بجميع اشكالها الدفاعية والهجومية والبرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي والحروب السيبرانية والعمليات الاستطلاعية وما شاكل ذلك، عززت من دور الطائرات المسيرة الحديثة والمتطورة مقارنة بسائر المعدات والاجهزة الاستراتيجية". واستدل اللواء باقري في هذا السياق، بـ "التجارب التي خلفتها المعارك الاخيرة في منطقة القوقاز واوكرانيا، وقبلها خلال الحرب ضد الارهاب في سوريا والعراق".
بدوره، قال القائد العام للجيش الايراني اللواء عبد الرحيم موسوي ان "اكبر ما حققناه من انجاز في ايران هو اننا لا نستند على اي دولة لسد احتياجاتنا الدفاعية، وانما نستطيع انتاج كل ما نريده بأيدينا". مضيفاً ان "عملية تطوير اقتدار طائراتنا المسيرة لن تتوقف اطلاقاً".
وتنويهاً بالإنجازات التي حققتها مختلف الوحدات في الجيش الإيراني، أكد اللواء موسوي على ان "جميع هذه البرامج تحققت في إطار توجيهات سماحة القائد العام للقوات المسلحة الامام السيد علي الخامنئي والسياسات المحددة من جانب هيئة الاركان العامة في البلاد".
وكانت إيران قد افتتحت قبل أيام، مصنعاً للطائرات المسيرة في طاجيكستان نوع "أبابيل 2"، بحضور اللواء محمد باقري ووزير الدفاع الطاجيكي شير علي ميرزا، في خطوة تأتي في سياق توطيد التّعاون العسكري بين البلدين.
الكاتب: غرفة التحرير