مع استمرار التوتر والتهديدات المتبادلة بين الجمهورية الإسلامية وكيان الإحتلال الإسرائيلي، وظهورها من خلال مواجهات غير مباشرة، في الحرب الأمنية والسايبرية وأخيراً البحرية، يحتفظ كلا الجانبين بعدد من القدرات العسكرية القادرة على ردع خصومهم من توجيه ضربات مباشرة، فالقوات المسلحة الإيرانية تمتلك قدرة عسكرية فعالة من خلال الصواريخ الباليستية، وطائرات بدون طيار، ومنظومات الدفاع الجوي، بينما يمتلك جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدة عناصر من سلاح جو متطور، وغواصات نووية، ومنظومة حرب الكترونية، هذه العناصر المجتمعة خلقت توازن ردع بين الخصمين، بل تحولت قوة الردع الإيرانية إلى قوة رعب بالنسبة للكيان الإسرائيلي.
الصواريخ الباليستية الإيرانية
منذ الحرب العراقية الإيرانية، قامت إيران بتطوير برنامجها للصواريخ الباليستية، حتى بات لديها قدرات تصنيعية متطورة كماً ونوعاً. وما يردع "إسرائيل" أكثر، هو فئة الصواريخ الباليستية متوسطة المدى (MRBM)، التي يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، مما يسمح لها بالوصول إلى كافة المدن في فلسطين المحتلة، أما الصواريخ الرئيسية في هذه الفئة فهي شهاب 3، سجيل، و خرمشهر.
وأكثر ما يخيف الكيان من هذه الصواريخ هو خرمشهر، الذي يعمل بالوقود السائل، وتبلغ حمولته 1800 كيلوغرام ومداه 2000 كم، فبينما تمنحه حمولته الكبيرة قوة تفجير أكبر من الصواريخ الأخرى، فإن لهذا الصاروخ دقة إصابة عالية للأهداف كما صرح بذلك رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري.
وتتميز هذه الصواريخ الإيرانية الصنع، بأنها أسرع من الصوت بمرات عدة تتراوح بين 5 و11 ماخ، كما أنها مصنوعة من مواد غير معدنية، لذلك فإن لها ميزة تخطي الرادارات ومنظومات الدفاع الجوي المختلفة.
مع الإشارة إلى أن إيران كشفت عدة مرات، عن مدن وقواعد إطلاق صواريخ باليستية تحت الأرض، تضم منشآت لتخزين وإنتاج وإطلاق الصواريخ، مما يجعل عملية إطلاق الصواريخ في مأمن من الرصد والقصف الجوي.
بالإضافة إلى الصواريخ الباليستية، فإن إيران استطاعت تصنيع صواريخ كروز، والتي تحلق بسرعة أبطأ من الصواريخ الباليستية، لكن بمسافة قريبة من سطح الأرض، كما يتم التحكم في توجيهها في كل مسار طيرانها، فتشكل هذه الخصائص تحديات لأنظمة الدفاع الصاروخي.
وتمتلك إيران عدة نماذج منها: قدس 1، يا علي، kh-55، هويزة، ويتراوح مداها من 1350 إلى 3000 كيلومتر.
الطائرات بدون طيار
حققت إيران نجاحاً في برنامجها لتصنيع الطائرات بدون طيار، وهو يعّد من أحدث عناصر الدفاع في البلاد، وقد ظهرت قدرات هذه الطائرات في مرات عديدة، مثل اقترابها من طائرة مقاتلة أمريكية مسافة 30 متر في الخليج الفارسي، أو رصدها لحاملة طائرات أمريكية دون أن تلاحظها أنظمة دفاع الحاملة.
وهناك أنواع عدة من هذه الطائرات: طائرات استطلاعية، مسلحة، مراقبة والهجوم (مثل طائرات كرار)، طائرات تعمل بالدفع النفاث، والتي يمكنها حمل قنبلة ذات وزن كبير.
أما أبرز هذه الطائرات، فهي "كمان-22"، المزودة بشحنات قتالية وأجهزة رصد متطورة.
والتي تستطيع التحليق أكثر من 24 ساعة ومداها أكثر من 3000 كيلومتر.
كما أنها قادرة على حمل 300 كجم من المعدات، ويمكن استخدامها في مختلف مهام الاستطلاع والقتال، وتشبه بالشكل الطائرة بدون طيار الأمريكية MQ-9.
منظومات الدفاع الجوي
تعاني إيران من حصار دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، منعها من تشكيل سلاح جوي متطور من طائرات حربية مقاتلة واعتراضية، الأمر الذي دفعها إلى تشكيل قوات دفاع جوي، فاشترت أنظمة دفاع جوي روسي قصير إلى متوسط المدى من طراز TOR، ونظام أس 300 الاستراتيجي لتعزيز قدرة الاعتراض في كل الطبقات الجوية والمديات، كما أنها تمكنت من تصنيع منظومات دفاع جوي محلية، أثبتت جدارتها في العديد من المناسبات، وبالأخص حينما أسقطت طائرة الاستطلاع الأمريكية غلوبال هوك عام 2019.
أحدث أنظمة الدفاع الجوي المحلي هي: باور 373، خرداد 15، خرداد 3، مرصاد.
ولكي ترصد التهديدات الجوية، أقامت قواعد رادارات وسيطرة، تعمل بالتحكم الآلي، وتربط مختلف أنظمة الدفاع الجوي ومراكز القيادة بشبكة واحدة، لتوفر تغطية رادار وتحكم متعددة الطبقات.
ولديها مجموعة واسعة من الرادارات المحلية الصنع والحديثة: نذير، فاتح-14، مطلع الفجر ،كاشف ،ميراج-4 وغيرها.
سلاح الجو في جيش الإحتلال الإسرائيلي
مع كون الغالبية العظمى من الأراضي الإيرانية، بعيدة عن مدى الطائرات الحربية الإسرائيلية باستثناء الطائرة الهجومية F-15 والتي يوجد 25 منها فقط في الخدمة، فإن جيش الإحتلال يمتلك 200 طائرة F-16 ترافقها طائرات تزويد وقود من نوع KC-46 Pegasus، فإذا وصلت ال 50 طائرة من نوع F-35 التي طلبت من أمريكا إلى كيان الإحتلال، عندها ستتمكن هذه الطائرات من الوصول إلى الأهداف الإيرانية.
وتعتبر طائرة F-35 أكثر الطائرات التي تستطيع التعامل مع أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، فهي تمتلك قدرات تخفي، وأنظمة تشويش وتضليل الكترونية.
الغواصات النووية
تمتلك بحرية الإحتلال 6 غواصات ألمانية من نوع Dolphin Class ، تعد هذه الغواصات من الأفضل في العالم ، حيث تم تجهيزها بستة أنابيب طوربيد قادرة على إطلاق ما يصل إلى 16 طوربيد أو صواريخ كروز أو مركبات توصيل للغواصين، كما زودت بأجهزة استشعار متطورة.
هذه الغواصات قادرة على أدوار تكتيكية وأدوار استراتيجية، بسبب قدرتها على إطلاق صواريخ تحمل رؤوساّ نووية ضد أهداف تصل إلى 1500 كيلومتر، وبالتالي، فإنها تستطيع شن هجمات نووية تكتيكية واستراتيجية ضد القواعد العسكرية الإيرانية، والمنشآت النووية والمراكز السكانية.
منظومة حرب الكترونية
ركز كيان الاحتلال دائماً على بناء قوة تختص بالحرب الإلكترونية، ويعلل خبراء الطيران نجاح سلاح جو الإحتلال، في الهجمات على سوريا إلى تطور تقنيات الحرب الإلكترونية، والتي تحول طائرات الجيل الرابع من نوع F-16 إلى طائرات يصعب استهدافها.
ويضم سلاح الجو الإسرائيلي حاليًا، سربين كاملين من طائرات الحرب الإلكترونية المخصصة، مزودة بأحدث أنظمة الهجوم الإلكتروني.
الكاتب: غرفة التحرير